人民网 2022:07:12.16:51:12
الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> العالم
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

تعليق: مفهوم التنمية السلمية في القرن الأفريقي .. السلام والتنمية متكاملان ولا ينفصلان

2022:07:12.15:31    حجم الخط    اطبع

شهد الوضع الأمني في القرن الأفريقي حالة من التوتر في العامين الماضيين، واندلاع الصراعات والمواجهات من حين لآخر، مما شكل تحديات خطيرة للسلام والتنمية الإقليميين. وتجري الأطراف المعنية بنشاط سلسلة من الحوارات والإجراءات لحل النزاعات والخلافات وتهيئة الظروف لتحقيق السلام الإقليمي والمصالحة. وفي الآونة الأخيرة، عقدت الدورة الأولى من مؤتمر السلام بين الصين والقرن الأفريقي في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، لتوفير منصة وقوة دفع لمواصلة تنفيذ "مفهوم التنمية السلمية في القرن الأفريقي"، وقد تلقي استجابة ودعمًا إيجابيين من دول المنطقة.

يعتقد ميراكو، باحث بارز في العلاقات الدولية والشؤون الخارجية في المعهد الإثيوبي للدراسات الاستراتيجية، أنه في الوقت الحاضر، تمر منطقة القرن الأفريقي بشكل عام بفترة هدوء قصيرة خلال الاضطراب، ومع ذلك، لم يتم حل العديد من النزاعات الداخلية وبين بلدان المنطقة بشكل جوهري، ومن المحتمل إثارة الصراع بعد تراكم القوة.

يعتقد ما هان تزي، باحث في معهد الصين للدراسات الدولية، أن هناك العديد من الأسباب لمأزق القرن الأفريقي، بما في ذلك الحكم الاستعماري، والتدخل العنيف لبعض القوى الأجنبية لمصالحها الخاصة، وتخلف الحوكمة وفشل السياسات التي توجد منذ وقت طويل، لكن التنمية لا تزال السبب الجوهري.

يعتمد أكثر من ثلاثة أرباع سكان القرن الأفريقي على الزراعة لكسب العيش، لكن العديد من الأماكن بها بنية تحتية زراعية متخلفة وتتأثر بشكل كبير بتغير المناخ. وقد عانى القرن الأفريقي في النصف الأول من هذا العام، من أسوأ موجة جفاف منذ عقود بسبب نقص الأمطار لمدة أربع سنوات متتالية، وعانى عشرات الملايين من الأشخاص في الصومال وكينيا وإثيوبيا من الجوع الشديد. وإن نقص الغذاء يؤدي إلى تفاقم مشكلة الفقر، ويسهل تحريض عدد كبير من الفقراء الذين لا يتمتعون بأمن الحياة وإغرائهم للانضمام إلى الجماعات المتمردة أو المتطرفة.

قال إلفي أنكا، أستاذ علم الاجتماع بجامعة أديس أبابا في إثيوبيا، إنه لا يمكن تجاهل مشكلة التنمية الاقتصادية غير المتوازنة في القرن الأفريقي. من ناحية، هناك انفصال خطير بين التنمية الحضرية والريفية، واتسعت الفجوة بين الأغنياء والفقراء. ومن ناحية أخرى، تستفيد المناطق العرقية المهيمنة سياسياً أكثر من التنمية الاقتصادية نظرا لأسباب التاريخ والعرق، بينما تتخلف المناطق العرقية المهمشة سياسياً عن الركب.

يعتبر مستوى الحكم الشامل لحكومات دول القرن الأفريقي محدودا نسبيًا بسبب تأثره بعوامل متعددة وقوى خارجية. ومن أجل مقاومة الضغط الخارجي والانفصال العرقي الداخلي، عززت بعض الدول سلطة الدولة، ما يوفر للعالم الخارجي ذريعة للانتقاد.

وقال هادي عبد الباسط، خبير الأمن الاستراتيجي السوداني، إن التدخل الخارجي زاد من تعقيد الوضع المضطرب بالفعل في القرن الأفريقي، وأدى التلاعب الأمريكي بالسودان ودول أخرى في المنطقة إلى تفاقم عدم الاستقرار في المنطقة. ففي العشرين عامًا الماضية، أثرت الولايات المتحدة بل وهيمنت على التغير السياسي للقرن الأفريقي باسم مكافحة الإرهاب وتعزيز الاقتصاد النيوليبرالي، مما أدى إلى حدوث اضطرابات إقليمية أكثر تواترًا.

بالإضافة إلى ذلك، فإن التكامل الاقتصادي للقرن الأفريقي ليس مرتفعًا، وكيفية تشكيل توزيع عقلاني ومنظم للموارد بين البلدان كانت دائمًا بمثابة اختبار للحكمة السياسية لبلدان المنطقة. على سبيل المثال، كانت إدارة مياه نهر النيل دائمًا واحدة من القضايا الأمنية الرئيسية في القرن الأفريقي في العديد من الفترات التاريخية، ولم يتم حل التناقضات والصراعات التي تسببها البلدان ذات الصلة بشكل أساسي لفترة طويلة.

التنمية التعاونية هي السبيل الوحيد

تعمل الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى والدول خارج المنطقة في الوقت الحاضر، على زيادة تعزيز التنسيق مع المنظمات الإقليمية مثل الاتحاد الأفريقي والأطراف ذات الصلة، وتضطلع بشكل مشترك معًا للعب دور بناء في تعزيز السلام والمصالحة في منطقة القرن الأفريقي. وقال أركادر محمد، باحث في الشؤون الإفريقية بالأمم المتحدة، إن العديد من النزاعات في دول القرن الإفريقي تشمل صراعات عرقية تاريخية ومصالح مجموعات سياسية مختلفة، ومن الصعب حلها بشكل كامل على المدى القصير. ويجب على المجتمع الدولي بذل جهود أكبر للتوصل إلى حل سياسي.

التزمت الصين كصديق مشترك لدول القرن الأفريقي، بتعزيز السلام والاستقرار والتنمية في المنطقة. وقد طرحت الصين "مفهوم التنمية السلمية في القرن الأفريقي" في بداية هذا العام، لمساعدة دول المنطقة على التعامل بشكل أفضل مع التحديات الثلاثية للأمن والتنمية والحكم. ويعد مؤتمر السلام الأول في القرن الأفريقي الذي عقد مؤخرًا أحد الخطوات المهمة لتنفيذ "مفهوم التنمية السلمية في القرن الأفريقي". وجاء في مقال نشر على موقع "أول أفريكا" الأفريقي، أن "مفهوم التنمية السلمية في القرن الأفريقي" الذي اقترحته الصين هو خطة ذكية ساهمت بها الصين في تحسين الحوكمة الأمنية في القرن الأفريقي، وستسهم بشكل كبير في عملية السلام والتنمية في المنطقة.

قال فلاديمير نيزدانوف، خبير في المعهد الروسي للدراسات الدولية المعاصرة، إن الصين تصر دائمًا على ضرورة إيجاد أساس للتعاون والتنمية من أجل حل الصراع، لأن دفع التعاون والتنمية يساعد على تثبيت ثمرة المفاوضات، وبالتالي تقليل احتمالية المواجهة العسكرية.

وأكد ميراكو بشدة على دور الصين البناء في تعزيز تسوية الشؤون الإقليمية. قائلاً، إن جميع دول القرن الأفريقي أعربت عن استعدادها لمواصلة تنفيذ التعاون الاستراتيجي والعملي مع الصين. وفي ظل البناء المشترك لـ "الحزام والطريق"، تعمل دول المنطقة بنشاط وباستمرار على تعميق التعاون التنموي مع الصين في البنية التحتية والزراعة والتعليم ومعيشة الناس، وحصدت فوائد ملموسة. وفي الوقت الحاضر، يظهر التأثير الإشعاعي لخط سكة حديد مومباسا – نيروبي، وخط السكك الحديدية بين اديس ابابا وجيبوتي، وسيساعد الارتباط العميق للمصالح الوطنية في المنطقة على مواصلة زخم التنمية المستقرة، لأن "التنمية التي تعود بالربح على جميع الأطراف هي القوة الدافعة الأصيلة وراء تحقيق سلام دائم في القرن الأفريقي." 

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×