31 أغسطس 2022/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ دخلت الوحدة المعملية "ونتيان" وهي أول وحدة معملية علمية لمحطة الفضاء الصينية إلى الفضاء بنجاح يوم 24 يوليو. وحتى الآن فإن حمولات هذه الوحدة كلها في حالة جيدة وهي تعمل بثبات، وقد نُفِّذت التجربة في المدار لمشروع تجربة الإطلاق العلمية للمركبة الفضائية كما هو مخطط لها.
بدأت الوحدة المعملية التي تحتوي على عينات تجريبية من بذور نبات الأرابيدوبسيس وبذور الأرز التجربة الزراعية رسميًا في 29 يوليو وهي حاليًا في حالة نمو جيدة. هذه أيضًا هي المرة الأولى في العالم التي تُدرس فيها دورة حياة الأرز الكاملة على محطة فضائية "ابتداء من وقت زرعها وصولا إلى إنتاجها النهائي".
تعتبر بيئة الجاذبية الصغرى بمثابة التحدي الأكبر بالنسبة لنمو النباتات في المحطة الفضائية. أجرى فريق العالمة تشنغ هوي تشيونغ بمركز التميّز والابتكار في علوم النباتات الجزيئية التابع للأكاديمية الصينية للعلوم مشروعًا تجريبيًا لعلوم الحياة حول "الآلية الجزيئية لتنظيم عملية إزهار النباتات العليا في ظل ظروف الجاذبية الصغرى"، واستكشاف كيفية تأثير هذه الجاذبية والتحكم في الرابط الرئيسي لتطوير النباتات - آلية تنظيم الإزهار، مما يوفر إرشادات لتحسين تكنولوجيا زراعة النباتات في الفضاء واستكشاف المزيد من طُرُق إنتاج المحاصيل الغذائية التي تلبي متطلبات دعم الحياة في الفضاء.
وقد قالت هذه العالمة: بعد بدء تفتح بذور هذين النوعين من النباتات النموذجية بنجاح، قام رواد الفضاء بسقي بذور نبات الأرابيدوبسيس وبذور الأرز، وبدأوا التجربة في المدار، وتم التحكم في درجة الحرارة والرطوبة والضوء بشكل طبيعي. كما أضافت: " وبناءً على تحليل بيانات الصور الأولى التي أُرسلت إلينا، فقد نمت حاليا شتلات نبات الأرابيدوبسيس وكوّنت العديد من الأوراق، نمت شتلات الأرز إلى ارتفاع حوالي 30 سم، وهو في حالة نمو جيدة".
وقال فريق البحث العلمي إن التجارب على دورة الحياة الكاملة لنباتات الأرابيدوبسيس والأرز في الفضاء ستكتمل في المستقبل. وخلال هذه التجارب سيقوم رواد الفضاء بجمع كافة العينات والعودة بها إلى الأرض معهم بعد تجميدها وحفظها للقيام بإجراء التحاليل اللازمة عليها. ووفقًا للتقارير فإن التركيز البحثي الحالي على زراعة النباتات في الفضاء قد توسع تدريجياً من مرحلة الشتلات إلى مرحلة إنتاج البذور. وفي الوقت الحالي لم يتمكن سوى عدد قليل من المحاصيل مثل اللفت والقمح والبازلاء من إكمال تجاربها في الفضاء للحصول على بذور.
في الوقت نفسه يأمل فريق البحث في مقارنة التحاليل الجينية الرئيسية لنباتات الأرابيدوبسيس والأرز والتعرف على مسار الإزهار والتغيرات في شبكاتها التنظيمية في بيئتها المكانية، وبالتالي إمكانية تحليل الآلية الجزيئية لازدهار النبات لمدة يوم طويل ويوم قصير في ظل ظروف الجاذبية الصغرى في الفضاء، مما يوفر أساسًا نظريًا لإنشاء المزيد من المحاصيل التي تتكيف مع بيئة الفضاء وتطوير واستخدام الموارد البيئية للجاذبية الصغرى في الفضاء.
تعتبر الوحدة المعملية "ونتيان" القسم الثاني بالنسبة لمحطة الفضاء الصينية وهي الوحدة المعملية العلمية الأولى للمحطة، وهي مجهزة بخزانات معملية علمية مثل الخزانات المتعلقة ببيئة الحياة وخزانات التكنولوجيا الحيوية.
وتوفر هذه الوحدة مساحة أكبر للباحثين لإمكانية إجراء المزيد من التجارب العلمية في الفضاء. وقال هان بين الأكاديمي في الأكاديمية الصينية للعلوم ومدير مركز التميّز والابتكار في علوم النباتات الجزيئية: "يمكن لوحدة ونتيان المعملية زراعة النباتات لفترة زمنية أطول، مما يتيح لنا اختيار المحاصيل الغذائية - زراعة الأرز هذه المرة. والتعرف بشكل خاص على كيفية نمو البذور في ظروف الجاذبية الصغرى وفي ظروف بيئة مغلقة".