مايو 2022/ في المركز الثقافي لبلدة رونغشوي في مدينة ليوتشو بمقاطعة قوانغشي، يقوم مياو جيالن الخبير في الرسم الفلاحي بتوجيه الطلاب لرسم لوحات الفلاحين. تصوير لياو تسي يوان / صورة الشعب |
18 أغسطس 2022/صحيفة الشعب اليومية أنلاين/ في المنطقة الجبلية الواقعة عند تقاطع مقاطعتي هونان وجيانغشي، توجد أرض منحدرة كبيرة. توجد هنا بلدة شياو خه، والمعروفة باسم "شياوخه الخلابة".
يعد تشان تشيومينغ وهو مزارع في الخمسينات من عمره أشهر رسامي محلي. من النسخ إلى الابداع، استغرق الأمر منه فقط ما يزيد عن ثلاث سنوات لتحسين مهاراته.
فيما مضى كانت عائلته تعيش في قمة الجبل، ولم تكن الحياة مريحة أبدا. في عام 2016 قامت البلدة بتشييد مبان جديدة، مما مكن العائلات التي تسكن في الجبال من النزول وإعادة التوطين. لا يملك تشيو مينغ سوى أربعة مو(مو واحد يساوي نحو 0.067 هكتار) من حقول الأرز وهو يعيل والديه المسنين وابنه الذي مازال في المدرسة الابتدائية. لذا ومن أجل رعاية كافة أفراد عائلته، توجب عليه البحث عن عمل آخر ليسكب منه أموالا إضافية.
في عام 2017، استخدمت بلدة شياوخه صناديق التخفيف من حدة الفقر لإطلاق الصناعة الثقافية وجذب السياح والتجار، وتم إدخال أعمال الرسم الزيتي وغيرها من المشاريع الأخرى، حيث يقوم الرسامون وطلاب الكلية من أكاديمية الفنون الجميلة بتعليم المزارعين كيفية الرسم. وقد قام الفلاحون برسم الصور وتولت الشركات بأعمال البيع.
ونظرًا لأن جميع الجيران قد تعلموا الرسم وكسبوا المال، شجع تشان تشيومينغ زوجته على التعلم أيضا. وقال:" لقد عملت زوجتي بجد ودرست لمدة شهر أو شهرين، لكن لم تكن حقا تحب ذلك، لذلك قررت أنا الذهاب". وأضاف: "في المرة الأولى التي التقطت فيها فرشاة الرسم، شعرت أن الفرشاة أثقل من المعزقة. لا يمكن التوقف عندما يحين وقت التوقف، ولا يمكن استخدام القوة عندما يحين وقت ممارسة القوة". وبعد شهر من التدريب تعلم فقط رسم الخطوط وممارسة التوازن. لم تكن البداية سلسلة، لكن ابن الجبل لا يعترف بالهزيمة. بعد الانتهاء من التدريب، تعلم عبر الانترنت، وكان يتعلم ويرسم في نفس الوقت، وتارة يرسم وطورا يتعلم. بعد ثلاثة أشهر تمكن أخيرا من بيع لوحة بخمس يوانات. أما الآن فيمكنه بيع إحدى لوحاته الطبيعية مقابل ست أو سبعمائة يوان!
في ورشة العمل التي كانت مخزنا للحبوب في الماضي، يمكن رؤية كل مزارع وهو مشغول بخطة عمله. تقوم هوانغ باييو برسم الخطوط بدقة بالغة، وقالت: "نحن هنا نقوم بعملية خط تجميع، وأنا أقوم بالعملية الأولى". عملت هوانغ باييو ذات الـ 49 عاما لمدة عشر سنوات في مدينة دونغ قوان بمقاطعة قواندونغ، وكانت تحس بالذنب لعدم قدرتها على رعاية أبويها وابنها. عندما تم افتتاح هذه الورشة في البلدة، استقالت من عملها وعادت إلى القرية. وقالت: "الآن دخلي الشهري ثابت عند أكثر من 3 آلاف يوان. الأهم من ذلك أن تكوني قادرة على العمل بالقرب من منزلك حتى تتمكني من رعاية أسرتك!"
تعتبر صناعة الرسم الفلاحي إحدى الصناعات في بلدة شياو خه لتدعيم إنجازات التخفيف من حدة الفقر وتنفيذ خطة إنعاش الريف. يوجد في البلدة في الوقت الحاضر 6 استوديوهات للرسم الصيني التقليدي والرسم الزيتي والرسم الإبداعي و460 رسامًا فلاحًا. ومن خلال نموذج التعاون بين القرية والمؤسسة، تقوم البلدة بتدريب المزارعين ليصبحوا رسامين من خلال التدريب والمبيعات الموحدة، وتباع اللوحات في أكثر من 10 دول في الخارج.
توجد 5 قرى في هذه البلدة مع أكثر من 15 ألف شخص بها. وقبل بضع سنوات كانت البلدة ذات أعلى نسبة من الفقراء في مدينة ليويانغ. في السنوات الأخيرة أنشأت بلدة شياوخه عددًا من مناطق الجذب الريفية من خلال تطوير لوحات الفلاحين والسياحة الريفية وجذبت أكثر من 300 ألف سائح سنويًا ولم يقتصر الأمر على تحقيق هدف التخفيف الدقيق للفقر فحسب، بل عرّف في البداية بجمال القرى وتحسين دخل الفلاحين.
"لم أترك مسقط رأسي قط في حياتي، ولم أتوقع أن تذهب لوحاتي إلى الخارج بدلاً مني". بعد الانتهاء من إحدى اللوحات، يركز تشيو مينغ على لوحته التالية. وقال: "أريد أن أرسم شياوخه وهي فوق الغيوم. سأرسم جبل داوي، وجداول البلدة، وأشجار الطقسوس التي يزيد عمرها عن ألف عام بالإضافة إلى أيامنا الحلوة في الوقت الحالي".