人民网 2022:08:12.15:54:12
الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> العالم
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

تعليق: أمريكا في أفريقيا .. مؤامرة مواجهة الصين وروسيا تلوح في الأفق

2022:08:12.15:52    حجم الخط    اطبع

أعلن وزير الخارجية الأمريكية بلينكين في جنوب إفريقيا في الآونة الأخيرة، عن مضمون الاستراتيجية الأمريكية الجديدة في جنوب الصحراء بأفريقيا، والتي تبين ظاهريًا أن الولايات المتحدة ستعمل في السنوات الخمس المقبلة على تعزيز مجتمع مفتوح ومنفتح في إفريقيا، وتزويد الأخيرة بمكاسب الديمقراطية والأمن، وتعزيز التعافي من الأوبئة والنمو الإقتصادي، ودعم الحماية البيئية لأفريقيا، والتكيف مع المناخ، والانتقال العادل للطاقة. لكن جوهرياً، تستخدم تعزيز قدرة إفريقيا على حل المشكلات العالمية ذريعة لتحويل إفريقيا إلى بيدق يتوافق مع المصالح الإستراتيجية للولايات المتحدة، ويتبع هيمنة الأخيرة.

لا تركز "إستراتيجية إفريقيا" الأمريكية على تنمية إفريقيا، ولكنها بدلاً من ذلك تحاول تشويه سمعة الصين. وسواء أكان بلينكين أو غيره من كبار المسؤولين في إدارة بايدن، فإنهم يواصلون التصريح بأن سياسة الولايات المتحدة تجاه إفريقيا لا تأخذ في الاعتبار قوى خارج إفريقيا وتستند إلى شراكة متساوية. لكن، الاستراتيجية الجديدة تهاجم الصين بدون اخفاء، بحجة أن الصين ترى في إفريقيا ساحة مهمة لتحدي النظام الدولي القائم على القواعد، وتعزيز مصالحها التجارية والجيوسياسية الضيقة، وتقضي على الشفافية والانفتاح، وتقوض علاقات الولايات المتحدة مع الشعوب والحكومات الأفريقية.

لقد أدت سلسلة من التلاعبات من قبل حكومة الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة، إلى إلحاق أضرار جسيمة بمصالح الدول الأفريقية، مما أدى إلى أزمة خطيرة في المصداقية الاستراتيجية للولايات المتحدة في إفريقيا. وأهان الرئيس السابق ترامب مانديلا، الأب المؤسس لجنوب إفريقيا، ووصف الدول الأفريقية بأنها "دورة المياه"، ونادى مرارًا وتكرارًا بخفض المساعدات لأفريقيا. كما تدخلت إدارة بايدن الحالية بشكل وحشي مرارًا وتكرارًا في الشؤون الداخلية لإفريقيا في نزاع تيغراي في إثيوبيا والصراع بين روسيا وأوكرانيا، مما أجبر الدول الأفريقية على اختيار أحد الجانبين، ما أثار المقاطعة الجماعية من قبل الدول الأفريقية.

تدفع الولايات المتحدة "إستراتيجية إفريقيا" انطلاقا من مصالحهاالشخصية، وتتجاهل احتياجات إفريقيا وظروفها الحقيقية. وتوجد في الاستراتيجية الجديدة لأفريقيا المكونة من 17 صفحة إشارة رمزية واحدة فقط إلى جدول أعمال الاتحاد الأفريقي 2063، وهو الأهم بالنسبة للتنمية الأفريقية. ومن الواضح أن الولايات المتحدة لا تهتم بما تفكر فيه الدول الأفريقية على الإطلاق. وقد ذكر النص الكامل مرات عديدة أن الولايات المتحدة تريد التعاون مع الاتحاد الإفريقي والدول الإفريقية، لكن في الحقيقة، معنى "أمريكا أولاً" في التعاون قوي للغاية. فمن نهاية الحرب العالمية الثانية، وصفت الولايات المتحدة إفريقيا في استراتيجيتها العالمية بأنها "في قاع الاستراتيجية"، والآن بعد أن عادت إلى إفريقيا، تلوح مؤامرة مواجهة الصين وروسيا في الأفق.

تضع الإستراتيجية الأمريكية الجديدة لأفريقيا الأخيرة تحت رؤية خدمة الإستراتيجية العالمية للولايات المتحدة. لكن المشكلة تكمن في أن الموقف الاستراتيجي الذي تريده إفريقيا يتعارض مع اللاعب الجيوستراتيجي المهم الذي تريد الولايات المتحدة أن تكون عليه. وإن ما تريده أفريقيا هو زيادة تمثيلها وصوتها في النظام الدولي، وإصلاح النظام الدولي غير المعقول والظالم، وكسر الوضع الهامشي للنظام الاقتصادي الدولي، والحصول على الحق في التنمية المتساويةحقًا. في حين، ما تريده الولايات المتحدة هو أن يتم تنظيم العدد الهائل من الدول النامية على هامش النظام العالمي، وأن تتمتع هي باحتكار المركز. وإن الأهمية الاستراتيجية لأفريقيا كما تفهمها الولايات المتحدة تعني أن أفريقيا يجب أن تصبح جزءًا مهمًا من الولايات المتحدة في حماية مصالحها المهيمنة. لكن من الواضح أن القارة السمراء لن تكون القارة التي تريدها أمريكيا.

أصدرت الولايات المتحدة استراتيجية جديدة مترامية الأطراف من 17 صفحة لأفريقيا، مليئة بالشعارات الفارغة والترويج لرؤيتها، لكنها بعيدة كل البعد عن الواقع الأفريقي. وإن الأفريقيا للأفارقة، ولا يمكن كسب الثقة إلا من خلال الفهم الكامل والاحترام الكامل للأفكار الأفريقية. 

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×