تعليق: يجب أن تحاسب امريكا على جرائم حقوق الانسان التي إرتكبتها ضد شعوب الشرق الأوسط والمناطق المحيطة بها

قال محمد رضائي أفغاني في مقابلة مع صحيفة" التايمز " البريطانية ، وهو يستعيد الذكريات المأساوية قبل عام:" مات أحد أبنائي بعد سقوطه من الطائرة في مطار كابول ، أما الابن الآخر فلا يزال بين الحياة والموت".

لقد أثار الانسحاب غير المسؤول للولايات المتحدة من أفغانستان في أغسطس 2021، حالة من الذعر عندما اقتحم آلاف الأفغان مطار كابول، ومع ذلك، أقلعت طائرة النقل الأمريكية من طراز C-17 بالقوة غير مبالية بسلامة الأشخاص، مما تسبب في سقوط العديد من الأشخاص من الطائرة، ولا تزال قسوة الصورة مروعة.

هذا مجرد غيض من فيض من آفة أمريكا في الشرق الأوسط والمناطق المحيطة بها. في 9 أغسطس الجاري، أصدرت الجمعية الصينية لأبحاث حقوق الإنسان تقريرًا بحثيًا، مستخدمة بيانات مفصلة وعددًا كبيرًا من الحالات للكشف عن الجرائم العديدة التي ارتكبتها الولايات المتحدة في الشرق الأوسط والمناطق المحيطة بها، بما في ذلك شن الحروب وقتل المدنيين، وفرض عقوبات أحادية الجانب بشكل عشوائي، وخلق صراح " الحضارات" وغيرها، ما جعل العالم يرى مرة أخرى صورة الولايات المتحدة الحقيقية بأنها أكبر مهاجم للعالم الإسلامي.

وقد اكدت الحقائق مرارًا وتكرارًا ما أشار إليه المؤرخ الأمريكي بول أتوود بأن " الحرب هي طريقة الحياة الأمريكية"، حيث أن الولايات المتحدة لم تشارك في حرب منذ أقل من 20 عامًا على مدى أكثر من 240 عامًا منذ تأسيس الأمة عام 1776. وبحسب إحصائيات "مؤسسة سميثسونيان"، فقد شنت الولايات المتحدة منذ عام 2001 حروبًا وعمليات عسكرية باسم "مكافحة الإرهاب" غطت "حوالي 40٪ من دول العالم". وعلى مدى السنوات العشرين الماضية، تسبب العنف العسكري الأمريكي في مقتل أكثر من 800 ألف شخص، حوالي 335 ألفًا منهم من المدنيين.

كما صُدم العالم عندما كشفت صحيفة نيويورك تايمز في نوفمبر العام الماضي، أن الجيش الأمريكي ألقى قنبلة تزن 2500 رطل على الحدود السورية أسفرت عن مقتل 64 امرأة وطفلاً. وإن الأمر الأكثر إثارة للغضب هو أن الجيش الأمريكي كذب بشأن عدد الضحايا، وأخر التقرير، وحذفه، بل وسوى مكان الحادث بالأرض، وتبخر الكثير من المدنيين الأبرياء تحت جرافات الجيش الأمريكي.

إذا كانت الحرب "موت طلقة واحدة" لشعوب الشرق الأوسط والمناطق المحيطة به، فإن العقوبات تشكل تعذيبًا طويل الأمد لهم. ولا تزال الولايات المتحدة تجمد مليارات الدولارات من احتياطيات النقد الأجنبي للبنك المركزي الأفغاني، مما يضع الاقتصاد الأفغاني على وشك الانهيار. وأشار مسؤول ببرنامج الغذاء العالمي إلى أن "98٪ من الأفغان ليس لديهم ما يكفي من الطعام ، وما يقرب من نصف الأطفال دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد".

ومن جهة أخرى، يعاني الشعب الإيراني من العقوبات المفروضة على بلاده. في عام 2020، ذكرت إيران أنها حاولت دفع ثمن اللقاحات وفقًا لخطة منظمة الصحة العالمية لتنفيذ لقاح ضد كوفيد -19 ثلاث مرات، لكنها لم تتمكن من الدفع بسبب العقوبات والقيود الأمريكية. ويقدر معهد بروكينغز أن هذا قد يؤدي إلى وفاة ما يصل إلى 13000 شخص.

بالإضافة إلى ذلك، دمرت الولايات المتحدة التراث التاريخي والثقافي لمنطقة الشرق الأوسط ، وسجنت المسلمين بشكل تعسفي وعذبتهم دون تمييز. ووفقا لدراسة أجراها مشروع "تكلفة الحرب" التابع لجامعة براون، بعد حادثة "11 سبتمبر"، أقامت الولايات المتحدة "سجونا سوداء" في الخارج تحت ستار "مكافحة الإرهاب"، تضم ما لا يقل عن 54 دولة ومنطقة، واعتقال مئات الالاف من المسلمين والنساء والقصر. ولقد انتشرت ظاهرة "الإسلاموفوبيا" التي خلقتها الولايات المتحدة في الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية، مما أضر بشكل خطير بالكرامة الوطنية والصورة الدولية للدول الإسلامية.

قُتل مسلم بالرصاص في ولاية نيو مكسيكو بالولايات المتحدة في الآونة الأخيرة، وتعتقد الشرطة أنه مرتبط بجريمة كراهية. وقد تسببت موجة إطلاق النار في خلق الذعر بين سكان الجالية المسلمة، كما أدت كراهية أمريكا للمسلمين إلى نتائج عكسية خطيرة على نفسها.

إن قائمة الجرائم التي ارتكبتها الولايات المتحدة في الشرق الأوسط وأماكن أخرى كافية لإظهار أنها "أكبر مدمر لقضية حقوق الإنسان في العالم". وإن الضرر الدائم الذي عانت منه دول وشعوب منطقة الشرق الأوسط والمناطق المحيطة بها قد كشف بشكل كامل الطبيعة المهيمنة للولايات المتحدة، ونفاق وخداع "الديمقراطية على النمط الأمريكي" و "حقوق الإنسان على النمط الأمريكي". ويجب على مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة التحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان الأمريكية في أقرب وقت ممكن ، ويجب محاسبة جرائمها في الشرق الأوسط وخارجه.