تونس 20 أكتوبر 2022 (شينخوا) أعلن وزير السياحة والصناعات التقليدية التونسي محمد المعز بلحسين، اليوم (الخميس)، إطلاق برنامج لتطوير سياحة المغامرات والتجوال في بلاده بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي وبرنامج التعاون الفني الألماني.
وقال الوزير التونسي، خلال مؤتمر صحفي تم خلاله الإعلان عن إطلاق هذا البرنامج، حضره وزير الشباب والرياضة كمال دقيش ورئيسة قسم "تطوير السياحة المستدامة" في برنامج التعاون الفني الألماني كاترين غيرهارد، إن الهدف من هذا البرنامج هو "تطوير وتنويع المنتج السياحي التونسي، والتوجه نحو السياحة البديلة والمستدامة".
واعتبر أن "سياحة التجوال والمغامرات، تبقى محركا حقيقيا للتنمية الاقتصادية والتنمية الجهوية"، لافتا إلى أن هذا البرنامج يندرج في "صميم استراتيجية تنمية القطاع السياحي في أفق 2035، التي ترنو إلى تركيز سياحة مدمجة ومستدامة في تونس".
وأضاف أن هذا البرنامج يهدف أيضا إلى "دعم رجال الأعمال والمؤسسات والجمعيات الناشطة في هذا النوع السياحي من أجل بعث مشاريع سياحية في الجهات الداخلية".
ولفت إلى أن مثل هذه المشاريع "يمكن أن تروج للوجهة السياحية التونسية في الأسواق السياحية العالمية، خاصة وأن هذا النوع من السياحة مطلوب في عدة دول عربية وأوروبية".
وأشار إلى أن المرحلة الأولى من هذا البرنامج ستنطلق في محافظات توزر (جنوب غرب) وزغوان (شمال شرق) والمهدية (شرق) والكاف (شمال غرب).
وسياحة المغامرات والتجوال أصبحت واحدة من أسرع القطاعات نموا في السوق السياحية العالمية بحسب تقارير منظمة السياحة العالمية.
وتتمحور سياحة المغامرات حول ممارسة الرياضات الخطيرة في الهواء الطلق، وزيارة الأماكن الوعرة، ومسارات المشي لمسافات طويلة، والغوص والغطس، إلى جانب القفز بالمظلات، ورحلات السفاري.
أما سياحة التجوال فهي تتعلق بالقيام بجولات منظمة سيرا على الأقدام في بعض المناطق النائية التي تتميز بجمال مناظرها الطبيعية، بالإضافة إلى إقامة المخيمات وسط الطبيعة.
وتتطلع السلطات التونسية إلى أن يُساهم هذا النوع من السياحة في تنويع منتجها السياحي لاستقطاب المزيد من السياح، بما يمكن القطاع السياحي من التعافي بعد الأزمات التي تعرض لها خلال السنوات التي أعقبت الإطاحة بنظام الرئيس الأسبق الراحل زين العابدين بن علي في 14 يناير 2011.
وكان القطاع السياحي التونسي قبل العام 2010 يساهم بنحو 14 % من إجمالي الناتج الداخلي لاقتصاد البلاد، كما يعتبر مصدرا رئيسيا للنقد الأجنبي في البلاد.
لكنه عرف بعد العام 2010 أزمة توصف بأنها الأكثر صعوبة، حيث تضرر كثيرا جراء الأزمة السياسية التي تعيشها البلاد، وكذلك أيضا جراء جائحة فيروس كورونا.
وبدأ هذا القطاع يستعيد عافيته تدريجيا، حيث أكد وزير السياحة التونسي محمد المعز بلحسين، في تصريحات سابقة، أن نحو 3 ملايين سائح زاروا تونس خلال الأشهر السبعة الماضية، الأمر الذي ساهم في ارتفاع عائدات القطاع السياحي.
وأشار إلى أن عدد الليالي السياحية المقضاة خلال الفترة المذكورة بلغ 7 ملايين ليلة، فيما بلغت عائدات القطاع السياحي نحو مليوني دينار (645.161 مليون دولار) بحسب سعر صرف الدينار مقابل الدولار خلال شهر أغسطس الماضي.
واعتبر وزير السياحة التونسي أن هذه المؤشرات "تقترب من السنة المرجعية 2019"، لافتا إلى أن بلوغ مثل هذه النتائج "استوجب مواصلة العمل لتجاوز صعوبات يعاني منها القطاع وخاصة منها المسائل الهيكلية التي تتطلب المعالجة " على حد قوله.