قال سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى الصين علي الظاهري، في مقابلة مع صحيفة الشعب اليومية مؤخرا، إن معرض الصين الدولي للاستيراد وفّر منصة للتعاون والتبادل بين الإمارات والصين. وتمثل الدورة الخامسة على التتالي لأكبر معرض صيني دولي للاستيراد نافذة على جهود الصين في بناء نمط تنمية جديد، كما تعد دليلا قويا على نية الصين المضي قدما في مسار تحرير التجارة والاستثمار وتسهيله، بما يضخ المزيد من القوة للتعاون الاقتصادي والتجاري العالمي.
وتعد الصين أكبر شريك تجاري للإمارات، بينما تمثل الإمارات أكبر شريك تجاري غير نفطي للصين في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وبحسب الإحصاءات، فقد زادت التجارة غير النفطية بين الصين والدول العربية في الفترة من 2012 إلى 2021 بنسبة 78.5٪، وتجاوز حجم التجارة غير النفطية بين البلدين 60 مليار دولار العام الماضي. في هذا الصدد، قال الظاهري بأنه يتوقع أن يستمر هذا الرقم في النمو، مؤكدا على أن معرض الاستيراد يعد أحد المنصات الرئيسية لتعزيز هذا النمو. وأشار الظاهري إلى أن بلاده تولي أهمية كبيرة للفرص التي يوفرها انفتاح السوق، وأن العديد من الشركات الإماراتية تشارك كل عام في المعرض. وقال الظاهري، بأن العديد من الشركات الإماراتية حققت عدة إنجازات في مجالات الابتكار والتكنولوجيا خلال السنوات الأخيرة، وأن معرض الصين الدولي للاستيراد يتيح لها المزيد من الفرص التجارية.
وأكّد الظاهري على أن التجارة المنفتحة والمعولمة تعودان بالنفع على الإمارات والصين على حد السواء. مشدّدا على ضرورة العودة إلى التعددية والتعاون الدولي في مواجهة عدم استقرار الأوضاع الدولية وتصاعد التوتر الأمني وأزمات الغذاء والطاقة والركود الاقتصادي. مشيرا إلى أن بلاده بصفتها عضوا غير دائم في مجلس الأمن من 2022 إلى 2023، ستقف جنبا إلى جنب مع الصين وغيرها من الدول لتقديم إسهامات جديدة للسلام والازدهار العالمي.
وقال الظاهري إن الصين قد حققت نجاحات تنموية كبيرة خلال الأعوام الأخيرة، في ظل القيادة الصينية القوية. معربا عن أن مخرجات المؤتمر الوطني العشرين للحزب الشيوعي حول بناء وضع تنموي جديد ودفع التنمية الاقتصادية عالية الجودة تتوافق مع سياسة بلاده في التركيز على التنمية المبتكرة. ومشددا على أن "الإمارات والصين يبادلان بعضهما الاحترام والثقة، وأن التعاون بينهما يمضي باستمرار نحوي مستويات أكثر عمق، وأن العلاقات بين البلدين قد باتت نموذجا للتعاون العالمي".
في عام 2013، طرحت الصين مبادرة "الحزام والطريق"، وبصفتها دولة مهمة على مسار المبادرة، استجابت الإمارات العربية المتحدة بشكل إيجابي وأصبحت شريكًا مهمًا للصين في الترويج لبناء "الحزام والطريق". واعتبر الظاهري أن البناء المشترك لـمبادرة الحزام والطريق يربط بين الدول المعنية، ويلتزم بتحقيق التنمية والازدهار المشتركين، ويحقق نتائج مثمرة.
وأعرب الظاهري، عن أن بلاده تأمل مستقبلا تعزيز التعاون مع الصين في مختلف المجالات، مثل الابتكار العلمي والتكنولوجي، والاقتصاد الرقمي، وأمن الطاقة، والتصدي لتغير المناخ في إطار البناء المشترك لـمبادرة "الحزام والطريق"، ودفع الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين نحو مستوى جديد.