تعليق: أهم خصائص الوضع في الشرق الأوسط عام 2023

أشار ليو باولاي، النائب السابق لرئيس معهد الشعب الصيني للشؤون الخارجية والسفير السابق لدى الإمارات والأردن في مقال نشره على موقع " رؤي شنغهاي " يوم 1 فبراير الجاري، إلى خصائص تطورات الوضع في الشرق الأوسط في عام 2023، والمتمثلة في:

أولاً، سعى دول منطقة الشرق الأوسط إلى الحوكمة مع الحفاظ على الاستقرار، ومن غير المرجح حدوث فوضى وتغييرات كبيرة. ومع ضعف تأثير الوباء، ستركز الحكومات في المنطقة على الاقتصاد، حيث ستشهد اقتصاديات المملكة العربية السعودية والدول الأخرى المصدرة للنفط تنتعش بقوة، وعودة الشبكات البحرية والبرية والجوية، وعمل التجارة الخارجية بشكل طبيعي، وإطلاق العديد من المشاريع الكبيرة واحدة تلو الأخرى، ومن المتوقع أن ينمو الناتج المحلي الإجمالي للدول الرئيسية المصدرة للنفط بنسبة تزيد عن 7٪.

ثانياً، زيادة الشعور بالاستقلال، حيث سيزداد عدم ثقة دول المنطقة في الولايات المتحدة، بل ستصبح أكثر اشمئزازًا من تدخل الولايات المتحدة في شؤونها الداخلية بحجة الديمقراطية، والسعي جاهدة لاتباع مسار يناسب ظروفها الوطنية. كما ستصر دول منطقة الشرق الاوسط على أن تكون محايدة فيما يتعلق بالصراع بين روسيا وأوكرانيا، والدعوة إلى إقناع السلام وتعزيز المحادثات.

ثالثاً، تعزيز التضامن والتعاون. وتؤيد دول المنطقة حل خلافاتها من خلال الحوار والتشاو، وأجواء السلام آخذة في الازدياد. كما ستشهد العلاقات بين السعودية وإيران تحسناً، وتوصل مصر والسعودية والإمارات إلى تسوية مع تركيا وقطر فيما يتعلق بقضية الإخوان، مما يعزز تطوير العلاقات الثنائية.

رابعاً، صعود مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وأصبح قوة دافعة جديدة في العالم العربي. وأصبحوا يوازنون بشكل معتدل بين القوى الكبرى، ومواقفهم أكثر نشاطا سياسيا، واقترحت دول مجلس التعاون الخليجي سياسة "النظر شرقا"، بشكل أساسي لتعزيز العلاقات مع الصين والهند ودول شرق أخرى. كما قللت هذه الدول الاعتماد على الغرب في الاستثمار "لا تضع كل البيض في سلة واحدة"، ونقل جزءًا من دولارات النفط إلى الشرق. وفي الوقت نفسه، تصر على التنوع الثقافي وتوسع التعاون في مجال الطاقة إلى أوروبا، وبالتالي تعزز قدرتها التنافسية وتأثيرها في مجال النفط الدولي. والعمل بنشاط على تعزيز تبادل الأسرى الروسي الأوكراني ومحادثات السلام الثنائية، ولعب دور مهم في الأزمة الأوكرانية. وقد تحققت نتائج طيبة من خلال تعزيز التعاون داخل مجلس التعاون الخليجي وتحسين العلاقات مع الدول غير العربية.

خامساً، تشهد القضايا الساخنة في منطقة الشرق الاوسط تحولات وانعطافات، وتستمر القضايا السورية واليمنية والليبية المتأثرة بقوى كبرى داخل المنطقة وخارجها وعوامل محلية في المضي قدمًا وسط التقلبات والمنعطفات. وستشهد العلاقات بين سوريا والدول العربية تعافياً وتطوراً، وتقدم عملية السلام المحلية ببطء. وستظل محادثات السلام الفلسطينية الإسرائيلية راكدة لفترة طويلة، ولا أمل في استئناف المحادثات على المدى القصير، في ظل تصاعد التوتر بينهما.

سادساً، ستؤثر بعض تصرفات الولايات المتحدة بشكل مباشر على اتجاه الوضع الإقليمي، وسيظل استئناف المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران بشأن الاتفاق النووي الإيراني يواجه تحديات جديدة.