أول اتصال هاتفي بين السيسي وبشار الأسد

القاهرة 7 فبراير 2023 (شينخوا) أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اليوم (الثلاثاء) تضامن مصر مع سوريا على خلفية الزلزال المدمر الذي تعرضت له أمس، وذلك في اتصال هاتفي مع نظيره السوري بشار الأسد، هو الأول بين الرئيسين على الإطلاق.

وذكر المتحدث باسم الرئاسة المصرية أحمد فهمي في بيان على صفحته الرسمية بموقع ((فيسبوك))، أن الرئيس السيسي أجرى اليوم اتصالا هاتفيا مع الرئيس بشار الأسد.

وأعرب السيسي خلال الاتصال عن "خالص التعازي في ضحايا الزلزال المدمر الذي وقع أمس، والتمنيات بالشفاء العاجل للجرحى والمصابين".

وضرب زلزال بقوة 7.7 درجة على مقياس ريختر فجر أمس (الاثنين) منطقة لواء إسكندرون، تلاه زلزال آخر بقوة 6.4 درجة في منطقة طوروس على الحدود السورية التركية وعدد من الهزات الارتدادية الأضعف شدة، تأثرت بها محافظات سورية عدة، وفق وكالة الأنباء السورية الرسمية.

وأعلنت وزارة الصحة السورية اليوم ارتفاع حصيلة ضحايا الزلزال إلى 812 قتيلا و1449 مصابا في محافظات حلب واللاذقية وحماة وريف إدلب وطرطوس، وذلك في حصيلة غير نهائية، وسط توقعات رسمية بزيادة أعداد القتلى والمصابين مع تواصل جهود الإنقاذ والإغاثة.

وشدد السيسي على "تضامن مصر مع سوريا وشعبها الشقيق في هذا المصاب الأليم"، مشيرا إلى أنه وجه بـ "تقديم كافة أوجه العون والمساعدة الإغاثية الممكنة في هذا الصدد إلى سوريا".

من جهته، أعرب الرئيس بشار الأسد عن "امتنانه لهذه اللفتة الكريمة من الرئيس السيسي"، مؤكدا "اعتزاز سوريا بالعلاقات التاريخية والأخوية التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين".

ويعد هذا أول اتصال هاتفي على الإطلاق بين الرئيسين المصري والسوري.

واعتبر المحلل السياسي الدكتور طارق فهمي أن "اتصال الرئيس السيسي بنظيره الأسد يحمل رسالة مهمة وهي أن مصر حاضرة في المشهد السوري".

وقال فهمي، وهو أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن الحضور المصري "بالتأكيد ليس مقتصرا على حجم المساعدات التي يمكن أن تقدمها مصر لسوريا، وموقف مصر ثابت وراسخ ولم يتغير منذ البداية وهو ضرورة الحفاظ على مقدرات الدولة السورية".

وأضاف أن "هناك جملة من الاعتبارات متعلقة بالاتصال، أولا: أن مصر متواجدة في المشهد السوري في إطار الانفتاح المصري على سوريا والملفات العربية إيمانا من مصر بأنه كانت هناك حالة من الفراغ الذي يتطلب حضورا مصريا كبيرا، ثانيا: هو أن القنوات السياسية والدبلوماسية والأمنية كانت متواجدة بالفعل ومستقرة وبالتالي يمكن اعتبار هذا الاتصال تتويجا لما جرى".

وتابع "لا أعتقد أن هناك موانع كثيرة تمنع تطبيع العلاقات بين القاهرة ودمشق، بالعكس هناك تجاوب كبير وأعتقد أن فرصة ذلك موجودة، وسوريا تسترد عافيتها وهناك تحولات حقيقية في مشهد العلاقات العربية السورية حيث اتخذ الأردن والإمارات خطوات إيجابية" نحو سوريا.

يذكر أن عضوية سوريا في جامعة الدول العربية مازالت معلقة منذ 12 نوفمبر من العام 2011 على خلفية الأزمة السورية.

وتوقع الخبير المصري أن "تشهد العلاقات المصرية السورية مرحلة إيجابية يؤكدها عمق العلاقات بين البلدين، وهناك مجالات تعاون كثيرة يمكن أن تقدمها القاهرة بدءا من مشروع إعمار سوريا مرورا بالتحولات السياسية والاستراتيجية التي تشهدها المنطقة".