تقرير اخباري: الصين تعزز الرخاء المادي والروحي المشترك

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/  2023:02:17.13:35

17 فبراير 2023/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ باعتبارها مركز نقل هام لطرق التجارة القديمة، حافظت قرية تشانغ خه في مقاطعة شانشي على عدد كبير من الخصائص والعادات الشعبية للقرى التقليدية في شمالي الصين. ومن خلال استيعاب هذه الميزة، ركزت القرية على إنشاء صناعة سياحية مميزة في السنوات الأخيرة. قرر الطاهي وانغ تشوان وزوجته العودة إلى القرية قبل 3 سنوات، وحوّلا منزلهما القديم إلى إقامة فندقية صغيرة مميزة، ومع إقبال عدد كبير من الزبائن على هذه الإقامة، وأصبح وانغ تشوان صاحب مشروع ولم يعد مضطرا للذهاب إلى مقاطعات أخرى للعمل فيها.

يعد تطوير هذه القرية نموذجا مصغرا للترقية الصناعية للعديد من القرى الأخرى في الصين بفضل الاستثمارات وعمليات التحول التي شهدتها في السنوات الأخيرة، حيث أصبحت القرى تتمتع بمظهر جديد وعاد المزيد من القرويين الذين كانوا يعملون خارجا إلى مسقط رأسهم من جديد. وتشير التقديرات إلى أنه بحلول عام 2025، سيصل نصيب الفرد من الدخل السنوي لقرية تشانغ خه إلى أكثر من 30 ألف يوان. في الوقت الحاضر، يعيش ما يقرب من 510 مليون شخص في المناطق الريفية في الصين وهو ما يمثل 36.11 ٪ من إجمالي عدد السكان. فالمزارعون هم العمود الفقري للمجموعات ذات الدخل المنخفض في الصين، وازدهار حياتهم يعد رمزا هاما لتحقيق الرخاء المشترك.

أما في مدينة ونتشو بمقاطعة تشجيانغ، جذبت المكتبات العمومية الجديدة العديد من القراء. حيث توفر للمواطنين خدمات قراءة مجانية ومتساوية وخالية من العوائق، وهي ممارسة عملية في ونتشو لتحقيق "الرخاء الروحي المشترك" للشعب. ومنذ افتتاح أول مكتبة في عام 2014، تم بناء 136 مكتبة أخرى بمساحة إجمالية تزيد عن 34,800 متر مربع و1.427 مليون كتاب وزارها أكثر من 15 مليون قارئ، وتم تداول أكثر من 14 مليون مرة من الكتب.

وفي هذا الصدد، قال أحد الطلاب: تختلف هذه المكتبة عن المكتبات التقليدية، إنها دافئة ومشرقة ومريحة، مما يجعل الناس يشعرون وكأنهم في المنزل، في البداية دخلتها لأنني كنت أريد أن أحتمي من المطر، لكنني لم أتوقع بأن تصبح جنتي الجديدة، لقد صرت الآن من روادها المخلصين".

إن الصين هي ثاني أكبر اقتصاد في العالم. في عام 2022، تجاوز ناتجها المحلي الإجمالي 12 مليار يوان أي ما يعادل حوالي 18 تريليون دولار أمريكي بمتوسط سعر الصرف السنوي. في الوقت نفسه، بلغ متوسط الناتج المحلي الإجمالي للصينيين 12700 دولار أمريكي فقط، وهو لا يزال بعيدا عن مستوى دولة متقدمة بشكل معتدل. إن التعزيز المستمر للازدهار المشترك للحضارة المادية والحضارة الروحية للشعب تعتبر سمة هامة لتحديث الصين والاتجاه الذي تواصل فيه نحو سعيها إلى الأمام.

يوفر التحديث على الطريقة الصينية خيارات جديدة للبشرية لتحقيق التحديث. وكتب معهد التنمية الإدارية، وهو مؤسسة فكرية سويسرية، أن التقدم التكنولوجي ووباء القرن قد فاقم الفجوة بين الأغنياء والفقراء، مما يسلط الضوء على الحاجة الملحة لتعزيز الشمولية والرخاء المشترك على نطاق عالمي، وبأن ممارسات الصين الحكيمة هي التي تساهم في إيجاد الحلول لمواجهة التحديات العالمية المهمة. يعتقد الباحث البريطاني مارتن جاك أن اقتراح الصين للرخاء المشترك أظهر للعالم كيفية بناء مجتمع جديد أكثر عدلا ومساواة وشمولا في القرن الـ21.

إن الصين التي تواصل التحديث ستوفر المزيد من الفرص للعالم، وتضخ قوة دفع أقوى في التعاون الدولي، وتقدم إسهامات أكبر في تقدم البشرية جمعاء.

يصادف هذا العام الذكرى العاشرة لمبادرة الحزام والطريق، وقد وقعت الصين وثائق تعاون مع 151 دولة، وإلى غاية نهاية سنة 2022، استثمرت الشركات الصينية 397.9 مليار يوان في مناطق التعاون التي تم بناؤها في الدول الواقعة على طول الحزام والطريق، مما خلق 421 ألف فرصة عمل محلية، وتفيد أبحاث البنك الدولي أنه بحلول عام 2030، سيتم انتشال 7.6 مليون شخص في مبادرة الحزام والطريق من الفقر المدقع و32 مليون شخص من الفقر المعتدل بفضل البناء المشترك للحزام والطريق.

وباعتبارها منفعة عامة دولية تقدمها الصين، طرحت مبادرة التنمية العالمية "خارطة طريق" لتضييق الفجوة بين الشمال والجنوب ومعالجة اختلال التوازن الإنمائي، كما قدمت حلا سريعا للنهوض بخطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030. وعلى مدى أكثر من عام، ازدادت مجموعة أصدقاء مبادرة التنمية العالمية إلى أكثر من 60 بلدا.

على طريق السعي البشري لتحقيق السعادة، لا يمكن ترك أي بلد أو أمة في الخلف. لقد ضخ مفهوم وممارسة التحديث على الطريقة الصينية باستمرار دلالات جديدة وزخما جديدا في بناء مجتمع ذي مصير مشترك للبشرية، وسيوجه مستقبل الحضارة الإنسانية، ويفتح آفاقا أوسع للتنمية المشتركة للبشرية.