الصفحة الرئيسية >> العالم العربي

تعليق: أمريكا تتحوط من مبادرة الحزام والطريق من خلال مشاريع البنية التحتية في الشرق الأوسط

التقى مستشار الأمن القومي الأمريكي جاك سوليفان بولي العهد السعودي ورئيس مجلس الوزراء محمد بن سلمان في مدينة جدة في السابع من مايو الجاري، كما أجرى محادثات مع مستشاري الأمن القومي الهندي والإماراتي. وذكرت وسائل إعلام أمريكية وهندية وأجنبية أخرى، بأن زيارة سوليفان تهدف إلى التحوط من نفوذ الصين في الشرق الأوسط.

وفي هذا الصدد، قال نيو شين تشون، مدير معهد الشرق الأوسط التابع للمعهد الصيني للعلاقات الدولية المعاصرة، في تصريح صحفي، إن سياسة الصين في الشرق الأوسط تقوم على المصالح الثنائية، ولا تستهدف الولايات المتحدة.

وقالت وكالة الأنباء السعودية إن المباحثات ناقشت سُبل تعزيز العلاقات بين الدول بما يعزز النمو والاستقرار في المنطقة. وقال البيت الأبيض في بيان إن الهدف من المحادثات هو تعزيز رؤيتهم المشتركة لشرق أوسط أكثر أمنًا وازدهارًا ومترابطًا مع الهند والعالم.

وذكرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" في السابع من الشهر الجاري أن سوليفان هو أول مسؤول أمريكي كبير يزور المملكة العربية السعودية منذ زيارة الرئيس جو بايدن إلى المملكة العربية السعودية الصيف الماضي. فيما قالت قناة "ون وورلد نيوز" الهندية أن اللقاء بين مستشاري الأمن القومي للولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة والهند وولي العهد السعودي في المملكة العربية السعودية له أهمية كبيرة، وأن هذا اللقاء قد يرسم مستقبل غرب آسيا ويجعل الصين في وضع غير مريح.

قبل ذلك، كشف موقع "أكسيوس" الإخباري الأمريكي، أن المباحثات قد تشمل مشروعا ضخما في البنية خلال زيارة سوليفان للسعودية. مشيرا إلى أن هذا المشروع قد يكون في شكل شبكة للسكك الحديدية تربط الدول العربية الشرق أوسطية، ثم ربط الهند مع هذه الدول عبر الموانئ. ورأى محلّلون بأن هذه الفكرة تستهدف الصين في المقام الأول. حيث تمثل منطقة الشرق الأوسط محطة أساسية في مبادرة الحزام والطريق. مما يرجح بأن هناك نوايا أمريكية لتوجيه مشاريع البنية التحتية المشتركة في الشرق الأوسط نحو التحوط من النفوذ الصيني.

في هذا السياق، قال نيو شين تشون، إن الولايات المتحدة قد طرحت العديد من الخطط التي تستهدف مبادرة "الحزام والطريق"، في محاولة للحد من النفوذ الاقتصادي الصيني، لكن حتى الآن لم يكن أثر هذه الخطط كبيرا. وأن مشروع السكك الحديدية الذي تريد الولايات المتحدة تنفيذه مع الهند والسعودية وغيرها من الدول في الشرق الأوسط، قد لا يرى النور. أولا، نظرا لصعوبة بناء سكك الحديد في منطقة الخليج؛ وثانيًا، بسبب حاجة مشاريع البنية التحتية لاستثمارات ضخمة، مقابل أرباحها الضئيلة، وجدوها التي لا يمكن ملاحظتها إلا بعد أمد طويل.

وقالت قناة سي إن إن، أنه قبل زيارة سوليفان وزيارة وزير الخارجية الأمريكي بلينكين إلى السعودية الشهر المقبل، أجرى مدير وكالة المخابرات المركزية بيرنز زيارة إلى المملكة العربية السعودية في أبريل الماضي. كما ذكرت وكالة بلومبرع، بأن مسؤولين أمريكيين كبارا آخرين قد زاروا المملكة العربية السعودية أيضا، مما عكس رغبة إدارة بايدن في تهدئة التوتر بين واشنطنن والرياض.

في هذا الصدد، أشار نيو شين تشون، إلى أن الزيارات المكثفة التي قام بها كبار المسؤولين الأمريكيين إلى الشرق الأوسط، تأتي في إطار تعديل الولايات المتحدة الأمريكية لسياساتها تجاه المملكة العربية السعودية. ويذكر أن سياسات إدارة بايدن قد أهلمت المملكة العربية السعودية خلال السنوات الماضية، مما تسبب في توقف بعض الخطط الأمريكية في الشرق الأوسط. كما شهدت العلاقات بين البلدين توترا بسبب حجم إنتاج النفط على مدار الأشهر الستة الماضية.

وأكد نيو شين تشون أنه على الرغم من أن الولايات المتحدة الأمريكية تعمل الآن على تعزيز وجودها في الشرق الأوسط، أملا في كبح نفوذ الصين. إلا أن دول الشرق الأوسط لن تتبع بشكل أعمى خطى الولايات المتحدة، وستكون لديها سياساتهم المستقلة ومواقفهم الخاصة.

صور ساخنة