روابط ذات العلاقة
15 مايو 2023/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ منذ أن شقت القوافل لطريق الحرير القديم إلى البناء المشترك لـ "الحزام والطريق"، امتدت التبادلات بين الحضارتين الصينية والعربية إلى آلاف السنين، أسفرت عن نتائج مثمرة. ومنذ عام 2009، زار أكثر من 170 فنانًا من 22 دولة عربية الصين للمشاركة في ملتقيات فنية متنوعة، واستخدموا عددًا كبيرًا من الأعمال الفنية لتسهيل /بناء جسر لمزيد من العرب لالتماس وفهم الصين، وساهموا في بناء مجتمع صيني ـ عربي ذي مستقبل مشترك في العصر الجديد.
الفنان المصري أحمد نوار: " لوحاتي رسمت تعبيرا عن حبي واحترامي للصين "
أكد الفنان المصري أحمد نوار، الأستاذ بكلية الفنون الجميلة بجامعة حلوان المصرية، إن التبادلات والتعلم المتبادل بين الحضارتين العربية والصينية قد لعبت دورا هاما في تعزيز التبادلات بين الجانبين وتعزيز الصداقة التقليدية". مضيفاً، أن كلا من الدول العربية والصين لديهما تاريخ طويل وثقافة رائعة، وأن للجانبين ميزة طبيعية في تعزيز التبادلات والتعلم المتبادل بين الحضارات.
وحول مشاركته في الدورة الرابعة لجولة الفنانين العرب المشاهير في الصين في عام 2013، قال أحمد نوار، إنه خلال هذه الزيارة توجه بصحبة الفانين من دول عربية أخرى إلى شينجيانغ للاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة والعادات الملونة، مضيفا إنه على الرغم من اهتمامه الشديد بالرسم الصيني منذ أن كان طالبًا، إلا أنه لم تتح له فرصة زيارة الصين من قبل.
أحمد نوار يرسم في شينجيانغ
كما أكد أحمد نوار، أن التنمية هي الانطباع الأول الذي تركته زيارته الى شينجيانغ، قائلاً:" تجولنا في شوارع أورومتشي، المدينة الحديثة في غرب الصين، وشعرنا بحياة السكان المحليين، حيث قابلت أستاذا ماهرًا في صناعة السجاد في بازار شينجيانغ الدولي الكبير، وكان نسجه للسجاد مليء بالإيقاع، ومفتوناً بمهارته الحرفية، كما أن التصميم الرائع والتقليدي للسجاد أبهرني وجذبني لتأمل والاستمتاع، كما لم يبخل بتقديم بعض اسرار نسج السجاد، التي كانت من الذكريات الجميلة دمجتها لاحقاً في أعمالي الفنية."
لقد كانت الرحلة الى شينجيانغ مثمرة من منظور أحمد نوار، الذي أبدع بأنامله أكثر من 30 لوحة ابداعية تبين جمال المدن والقرى وتطورها، وصور لشخصيات تروي عادات وتقاليد في شينجيانغ، مما يوفر الإلهام لإبداعاته المستقبلية. قال أحمد نوار:" إن ازدهار شينجيانغ هو صورة مصغرة حية للتطور السريع للصين، وأريد أن أقدم إلى الدول العربية والعالم كله شينجيانغ الحقيقية في صورة فنية، واستخدم اللوحات للتعبير عن حبي واحترامي للصين. "
كما ثمن أحمد نوار التبادلات الشعبية بين الدول العربية والصين، قائلا:" إن التعميق المستمر للتعاون بين الدول العربية والصين سيدفع بازدهار التبادلات الشعبية والثقافية بين الجانبين بشكل أكثر إشراقًا."
الفنانة التونسية ليلى السهيلي: "جمال الصين ألهمني"
استمعت الفنانة والأستاذة بالمعهد العالي للفنون الجميلة بتونس، ليلى السهيلي في كثير من الأحيان إلى والديها يرويان قصصًا عن الصين منذ أن كانت طفلة، وهي مليئة بالفضول والتوق إلى اكتشاف الصين ومعرفته. وقالت ليلى إن الصين منحتها دائمًا دفقًا ثابتًا من الإلهام على طريق التطور إلى رسامة ممتازة.
تركت الدورة الخامسة لجولة الفنانين العرب المشاهير إلى الصين في أغسطس 2014 انطباعًا عميقًا لدى ليلى السهيلي، التي كانت واحدة منم، حيث زار خلالها 11 فنانًا من 11 دولة عربية تشوشان في مقاطعة تشجيانغ.
ليلى السهيلي وعملها الفني بعنوان "السلام"
وقد سحرت الأجواء الثقافية والفنية المحلية القوية والحياة الاجتماعية الهادئة قلب وعين ليلى السهيلي، حيث قالت إن اللون الأزرق أصبح لون الخلفية للعديد من الأعمال خلال رحلتها إلى تشجيانغ، وبأخذ لوحة " السلام " كمثال، فإن اللون الأزرق الناصع الذي يطغى على اللوحة لا يمثل لون البحر بالقرب من جزر تشوشان فحسب، وإنما يمثل أيضاً الدفء والانسجام الذي شعرت به الفنانة. مضيفة إنها تسعى إلى عرض الصورة الحقيقية للصين المعاصرة من خلال لوحاتها الفنية.
كما أشارت ليلى السهيلي إلى أن زيارتها للصين ساعدها على فهم الثقافة الصينية التقليدية الشاسعة والعميقة بعمق، وشهدت الإنجازات التنموية المذهلة للصين المعاصرة، وشعرت بالعمل الجاد والشجاعة للشعب الصيني، وتحسين الذات وروح الريادة والابتكار، التي ألهمت ابتكار لوحاتها مثل "هارموني" و "الأمل" و "التواصل" على التوالي. كما استخدمت ليلى السهيلي في أعمالها بشكل خاص العناصر الطبيعية الغنية والزخارف النباتية في اللوحات الصينية، مضيفة: "جمال الصين ألهمني". الصين تظل عالقة في قلبي، وأنا أعتز بقدري مع الصين كثيرًا. "
وخلال زيارتها للصين، التقت ليلى السهيلي بالعديد من الفنانين من الصين والدول العربية، وأصبحت صديقة لهم في الإبداع والتواصل المشترك، حيث حاول معاً اكتشاف العناصر الثقافية الغنية لطريق الحرير البحري من زوايا مختلفة، واستخدم التعبيرات الفنية المختلفة لسرد قصص صينية حية. وقالت: "ربط طريق الحرير القديم المنطقة العربية والصين منذ آلاف السنين معًا، كما أتاح البناء المشترك لمبادرة الحزام والطريق فرصة جديدة للتبادلات الثقافية العربية الصينية ".
وبحسب ليلى السهيلي، يوجد حاليا أكثر من 500 دكتور مختص بالفن في تونس، ويدرس العديد منهم الثقافة الصينية. "إن تعميق التبادلات الثقافية بين الدول العربية والصين سيشجع الجميع على خلق المزيد من التحف الفنية التي تعكس الصداقة بين الجانبين". وقالت ليلى السهيلي إنها تأمل من خلال لوحاتها السماح للمزيد من الناس يشعرون بسحر الثقافة العربية الصينية، وتساهم في تعزيز التبادلات والتعاون الثقافي العربي الصيني".
الفنان الكويتي أحمد يوسف الحواج: "أسعى إلى تضمين الكثير من المشاهد في العمل"
"الحضارة هي الثروة المشتركة للبشرية. لقد امتدت التبادلات بين الحضارات العربية والصينية إلى آلاف السنين، وكتبت قصة تاريخية للتعلم المتبادل." قال أحمد يوسف الحواج، الفنان الكويتي الشاب، إنه سيبذل قصارى جهده لإظهار السحر والجمال الفريد لتكامل الحضارتين العربية والصينية من خلال الإبداع الفني، وتعزيز التفاهم المتبادل بين الشعبين العربي والصيني.
زار الحواج الصين ضمن الدورة العاشرة لجولة الفنانين العرب المشاهير الى الصين في عام 2018، شملت بكين وهانغتشو وإيوو وغيرها. وقال الحواج متذكرا رحلته الأولى إلى الصين، والتي لا تزال عالقة في قلبه وعقله: "هناك مفاجآت في كل مكان! أريد أن أضع الكثير من المشاهد في أعمالي الفنية! "
من وجهة نظر الحواج، يبدو أن السير بين الآثار التاريخية والثقافية في الصين قد سافر عبر الزمان والمكان، "الوقوف على سور الصين العظيم المطل على الجبال المحيطة، والتراث الثقافي الثمين والمناظر الطبيعية الرائعة يكمل كل منهما الآخر، كما أن النطاق الضخم للمدينة المحرمة في بكين والقصر المهيب والمنحوتات الجميلة تكمل بعضها البعض، وكلها جذبتني بشدة. "
أحمد يوسف الحواج (على اليسار) يتعرف على ثقافة القومية الأقلية في ليشوي بمقاطعة تشجيانغ
لقد صدمت إنجازات التنمية في الصين المعاصرة الحواج أكثر، حيث تأثر في هانغتشو، بشدة التطور السريع للذكاء الاصطناعي، والتجارة الإلكترونية، والاقتصاد الرقمي، والبناء الحضري، وخاصة الإدارة البيئية للمنطقة المحيطة بالبحيرة الغربية. وفي إيوو، تأثر الحواج بشدة بالمشهد المزدحم في مدينة التجارة الدولية، "إنه مجمع تجاري واسع النطاق يدمج التجارة واللوجستيات والصناعة، ويتنقل التجار من جميع أنحاء العالم عبره، جاءوا إلى هنا للبحث عن التعاون وتبادل الفرص في السوق الصينية. "
لقد بقيت بعض التجارب الممتعة في الرحلة عالقة في ذهن الحواج، منها عدم إمكانيته تقليد عشاق تاي تشي الذين التقى بهم وهم يمارسون رياضة تاي تشي ذات مرة. ولاحقاً، اكتشف الحواج أن رياضة تاي تشي لا تقوي الجسم فحسب، بل تساعد ممارسها في الحفاظ على السلام الداخلي، مما جعله أكثر انبهارًا بالثقافة الصينية التقليدية.
ومن خلال زيارته في الصين، يتمتع الحواج بفهم ثلاثي الابعاد لجميع جوانب الصين. كما ساهمت الثقافة الصينية الواسعة والعميقة والعناصر الفنية الغنية أيضًا في توسيع تفكير الحواج وجلبت إليه الكثير من الإلهام الإبداعي، حيث ابتكر لوحات مثل "ماكياج الوجه في أوبرا بكين". وينتمي أسلوب رسم الحواج إلى المدرسة التجريدية، كما أن مكياج وجه بأوبرا بكين تحت ريشته يتميز بملامح تجريدية واضحة: "آمل أن أقدم جمال اندماج الثقافتين العربية والصينية بطريقة تجمع بين التعبيرات التقليدية والحديثة".
قال الحواج إن التبادلات الشعبية والثقافية هي وسيلة مهمة لتعزيز الروابط الشعبية. "للعرب والصين تاريخ وثقافة طويلان وموارد فنية غنية، وتعزيز التبادلات والتعاون بين الفنانين سوف يساهم في تعزيز التنوع الثقافي في العالم. "