الصفحة الرئيسية >> الثقافة والحياة

استنشاق رائحة البخور لمعرفة التبت.. إبداع وراثي في عالم العطور

استنشاق رائحة البخور لمعرفة التبت.. إبداع وراثي في عالم العطور

13 يونيو 2023/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ لا تزال الرائحة التي ظلت باقية لأكثر من 1300 عام منعشة في قرية توندا، محافظة نيمو، التبت، منشأ البخور التبتي، الذي يعمل في صناعته نصف سكان القرية، وتسيرينغ دورجي البالغ من العمر 45 عاماً واحد منهم.

تعتبر "تقنية إنتاج البخور التبتي" في محافظة نيمو تراثًا ثقافيًا وطنيًا غير مادي. وتعد صناعة البخور التبتي عملية معقدة، حيث يحتاج الحرفي الى طحن شجر السرو الخام الرئيسي وتحويلها الى لب الخشب اولاً، ثم تجفيفه لصنع طوب من البخور، بعد ذلك يتم سحق طوب البخور وإضافة الماء والزعفران والمسك وخشب الصندل وعشرات من التوابل والمواد الطبية المختلفة وفقًا لصيغة صارمة، وتُحشى في قرون الثور وتُعصر في شرائط، ثم تُجفف لتصبح بخورًا تبتياً.

إن سنوات من الخبرة في صناعة البخور التبتي، لم تكسب تسيرينغ دورجي مهارات بارزة فحسب، بل جعلته يعاني من أمراض مهنيةـ آلام المفاصل. لكن، لم يتوقف تسيرينغ دورجي عمله فحسب، بل يتبع تغيرات السوق، وطور أنواعًا جديدة مثل البخور المنعش والبخور المساعد على النوم، ووسع نطاق الإنتاج.

قبل أكثر من عشر سنوات، حمل تسيرينغ دورجي على كتفه البخور التبتي في رحلة عبر جميع انحاء التبت لبيعه من أجل تحسين الظروف المعيشية لعائلته. واليوم، بفضل جهود الحماية الوطنية للتراث الثقافي غير المادي والترويج القوي للحكومة المحلية، باتت بخور نيمو التبتي مشهورة محليا ودوليا، ويتدفق السائحون والتجار إلى القرية للبحث عن البخور، كما أصبحت الشبكة الملائمة قناة جديدة لمبيعات البخور التبتي. وفي العام الماضي، بلغت مبيعات تسيرينغ دورجي 100 ألف حزمة من البخور التبتي حققت حوالي 500 ألف يوان.

وتتمثل رغبة تسيرينغ دورجي الحالية في تجنيد المزيد من المتدربين، بحيث يمكن للعطر التبتي الذي ظل شامخا في نيمو منذ آلاف السنين أن يستنشق على مسافات أبعد.

صور ساخنة