روابط ذات العلاقة
باريس 23 يونيو 2023 (شينخوا) قال رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ هنا اليوم (الجمعة) إنه في ظل مواجهة فجوة تمويل التنمية العالمية، تدعو الصين المجتمع الدولي إلى التعاون بإخلاص والعمل معا لحل مشاكل الدول النامية، خاصة الدول الضعيفة.
وخلال كلمته التي ألقاها في المراسم الختامية لقمة ميثاق التمويل العالمي الجديد، التي ترأسها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وحضرها أكثر من 60 رئيس دولة وحكومة ومنظمة دولية كبرى، قدم لي مقترحا من ثلاث نقاط في هذا الصدد.
أولا، دفع عملية إصلاح الحوكمة المالية العالمية بقوة وخلق بيئة تمويل مستقرة للدول النامية. وأكد أن الصين مستعدة للعمل مع جميع الأطراف لبناء هيكل حوكمة مالي عالمي عادل وفعال، وتعزيز التنسيق الدولي لسياسات الاقتصاد الكلي. ويتعين على صندوق النقد الدولي والبنك الدولي والمؤسسات المالية الدولية الأخرى تنفيذ التوافق الذي توصل إليه قادة مجموعة العشرين واستكمال جولة جديدة من الإصلاح بشأن الحصص وحقوق التصويت وتعزيز أصوات الأسواق الناشئة والدول النامية.
ثانيا، بناء شراكة إنمائية عالمية وتوفير المزيد من موارد التنمية للدول النامية. وينبغي على الدول المتقدمة العمل بجدية على الوفاء بوعودها بتقديم المساعدة والدعم المالي للدول النامية. ويتعين على الدول النامية تعزيز قدرتها على تحقيق التنمية المستقلة. وستواصل الصين تقديم أشكال مختلفة من الدعم للدول النامية الأخرى من خلال اتخاذ إجراءات عملية، قدر استطاعتها.
ثالثا، دفع عجلة العولمة الاقتصادية والتجارة الحرة بقوة من أجل ضخ قوة دافعة جديدة للنمو في الدول النامية. والصين مستعدة للعمل مع المجتمع الدولي لتعزيز تحرير التجارة والاستثمار وتسهيلهما، وتعارض بشكل قاطع الحمائية التجارية وفك الارتباط وتعطيل سلاسل الصناعة والإمداد بأي شكل من الأشكال.
وأكد لي أنه في عالم مليء بالنزاعات والشكوك، يتعين على الصين وأوروبا السعي لإيجاد أرضية مشتركة مع تنحية الخلافات، وتوسيع التقارب مع تضييق التباعُد، وتعزيز تعاون أكثر إبداعا، والتعامل مع حالة عدم اليقين في الوضع الدولي باستقرار العلاقات الصينية-الأوروبية، وتعزيز التنمية المستدامة للبشرية بشكل مشترك.
وخلال الكلمة، أشار لي إلى أن الصين تولي دائما أهمية كبيرة لقضايا التنمية العالمية والحوكمة العالمية. وأضاف أنه خلال السنوات القليلة الماضية، اقترح الرئيس الصيني شي جين بينغ مبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي ومبادرة الحضارة العالمية، التي يتردد صداها على نطاق واسع داخل المجتمع الدولي.
وقال لي إن الصين، بصفتها محركا رئيسيا في الاقتصاد العالمي، ضخت قوة دافعة مستمرة في نموه. وأكد أنه مهما تكُن التغيرات التي يشهدها العالم، ستعمل الصين بثبات على تعزيز التنمية عالية الجودة، وتوسيع الانفتاح رفيع المستوى، والتواؤم مع القواعد الاقتصادية والتجارية الدولية عالية المستوى، والسماح للدول الأخرى بتشارُك فرص التنمية في الصين.
وقال لي إن الصين، بصفتها دولة كبرى مسؤولة في العالم، نفذت بجدية اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ واتفاقية باريس، وبذلت جهودا كبيرة للتصدي لتغير المناخ. وبصفتها مساهمة في التنمية العالمية، ضخت الصين قوى دافعة قوية وقدمت مساهمات كبيرة في القضية الدولية المتمثلة في الحد من الفقر وتحقيق التنمية.
وأشار القادة في القمة إلى أنه يتعين على جميع الأطراف العمل معا للحد من عدم المساواة والفقر في أنحاء العالم، والاستجابة لتغير المناخ، وحماية التنوع البيولوجي، وتسوية مشاكل الديون التي تواجه الدول النامية، وتعزيز التنمية العالمية المستدامة.
وقال القادة إنه من الضروري التمسك بالتعددية، واحترام الظروف الوطنية المختلفة، وتنسيق أعمال الحد من الفقر وتحقيق التنمية والحماية البيئية، والدفع من أجل الرخاء المشترك. وأشاروا إلى أهمية تحسين الحوكمة الاقتصادية العالمية، وتقاسُم المسؤوليات بشكل عادل، وتعزيز التعاون بين بنوك التنمية متعددة الأطراف والدائنين التجاريين، وتلبية احتياجات تمويل التنمية في البلدان النامية بشكل أفضل.
وقد دعا قادة الدول النامية في القمة الدولَ المتطورة إلى الجدية في الوفاء بوعودها بتقديم المساعدة والدعم المالي للدول النامية.
وفي مساء يوم الخميس بالتوقيت المحلي، حضر لي عشاء عمل لقمة ميثاق التمويل العالمي الجديد، وأدلى بتصريحات تمهيدية حول تحول الطاقة.
قال لي إن الصين ناشطة في تعزيز التحول إلى الطاقة الخضراء ومنخفضة الكربون، وتشارك بشكل مسؤول في تعزيز التحول العالمي للطاقة والتعامل مع تغير المناخ.
وأكد أن الصين مستعدة للعمل مع الدول الأخرى لإقامة شراكة عالمية للتعاون في مجال الطاقة النظيفة وفقا لمبادئ المنفعة المتبادلة والمسؤوليات المشتركة ولكن المتباينة، حيث يكون الابتكار التكنولوجي هو القوة الدافعة الأساسية، وبناء عالم نظيف وجميل بشكل مشترك.
وخلال القمة، أجرى لي مناقشات منفصلة مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش والمديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا غورغييفا وآخرين.