الصفحة الرئيسية >> الثقافة والحياة

بذور الأزهار العربية تتفتّح من جديد في بلدة شونبو بتشيوانتشو (7)

بذور الأزهار العربية تتفتّح من جديد في بلدة شونبو بتشيوانتشو

22 يناير 2024/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ في مدينة تشوانتشو (مدينة الزيتون)، التي تعد نقطة انطلاق طريق الحرير البحري القديم، توجد بلدة صغيرة تدعى شونبو. وهي بلدة لا يغيب عنها الربيع طوال العام، ومتى زرتها ستستقبلك بالزهور والعطور، وتأسر عينيك بألوانها المبهجة والنابضة بالحياة.

في كل زاوية من شوارع بلدة شونبو، ترى الفتيات يتوجن رؤوسهن بأكاليل من الزهور الملوّنة، ويرتدين الأزياء الصينية التقليدية، ويتزاحمن بين الأزقة الضيقة لالتقاط الصور. وتعد أكاليل الزهور زينة نساء بلدة شونبو منذ عصور طريق الحرير البحري، ويربطه البعض بالتجار العرب الذين سكنوا مدينة الزيتون في حقبتي سونغ ويوان. حيث تقول بعض المصادر التاريخية، أن التاجر العربي بوشو قنغ (اسمه الصيني)، الذي كان أحد أعيان مدينة الزيتون في نهاية حقبة سونغ وبداية حقبة يوان، قد امتلك حديقة منزلية كبيرة تحتوي على عدّة أنواع من الزهور الأجنبية، مثل البلوميريا، والماغنوليا وزنبق الكالا والياسمين وأقحوان زهرة الذهب وغيرها. ومن حديقته، انتشرت زراعة هذه الزهور إلى بقية مدينة الزيتون، ثم سرعان ما استعملتها نساء المدينة في زينة الرأس. وظلّت نساء البلدة إلى الآن تحافظ على هذا التقليد.

تعمل نساء بلدة شونبو أساسا في مهن تتعلق بالصيد، ويقضين يومهن غالبا في البحر أو في بيع المحاصيل في الأسواق. ورغم عملهن الشاق، إلا أنهن يعبرن من خلال أكاليل الزهور التي يضعنها فوق رؤوسهن، وملابسهن الزهرية عن سعادتهن بما لديهن وعن توقهن للحياة. فترى النساء اللاتي يبعن الخضار والفاكهة والأسماك في الأسواق، أو اللاتي يقدن عرباتهن في الشوارع، أو العجائز اللاتي يستعن بعكاز للمشي، جميعهن يضعن تيجانا من الورود على رؤوسهن.

لكن خلال السنوات الأخيرة، تحوّلت أكاليل الزهور في شونبو من زينة تقليدية لنساء البلدة، إلى تقليعة رائجة، تطاردها الفتيات في الصين، للظهور في مظهر ساحر ومليء بالحب والجمال. وأصبحت البلدة وجهة سياحية ساخنة لآلاف الفتيات يوميا، لتجريب ارتداء أكاليل الزهور والتقاط الصور في أزقة البلدة، وجدرانها المكسوة بالصدف. وجدران الصدف، هي ميزة أخرى أسهمت في تشكيل شخصية البلدة القديمة والمرتبطة ارتباطا وثيقا بتاريخ طريق الحرير البحري القديم. حيث تقول بعض المصادر التاريخية، أن الصدف كانت تجلبه السفن الأجنبية القادمة إلى مدينة الزيتون دون بضائع، بهدف الحفاظ على ثباتها فوق الأمواج، ثم تلقي به بالقرب من الميناء، فيلتقطه سكان البلدة ويستعملونه في البناء، للتقليل من أثر رطوبة البحر على البيوت.

صور ساخنة