يعد عيد الربيع أهم عيد تقليدي في الصين ومؤشرا أساسيا لسوق الاستهلاك. وخلال عطلة عيد الربيع لهذا العام، حقق السفر الداخلي وإجمالي النفقات في الصين نموا كبيرا على أساس سنوي. كما سجلت شبابيك التذاكر في دور السينما إيرادات قياسية، وزادت عائدات المبيعات اليومية ذات الصلة بالاستهلاك والخدمات بنسبة 52.3% على أساس سنوي.
ومثّل الوضع الاستهلاكي خلال عطلة عيد الربيع مؤشرا على حيوية السوق ومرونة الاقتصاد الصيني، مما رسائل ثقة للمجتمع الدولي في التنمية الاقتصادية الصينية. لذلك، أولى الرأي العام الدولي اهتماما ببيانات الاستهلاك في الصين خلال عيد الربيع. وأشار بعض الخبراء إلى أن مؤشرات السياحة والاستهلاك خلال عيد الربيع، قد تجاوزت مستويات ما قبل كوفيد-19. مما يشير أيضًا إلى أن الاستهلاك في ثاني أكبر اقتصاد في العالم آخذ في التحسن.
سجلت فترة عيد الربيع أيضًا زيادة في مستوى التعاون بين الصين والعالم. ومع إعفاء مواطني المزيد من البلدان من تأشيرة الدخول إلى الصين، زاد عدد السياح الأجانب القادمين إلى الصين بشكل ملحوظ. كما ارتفع عدد السائحين الصينيين المسافرين إلى الخارج. حيث سجّلت بيانات الجمارك الصينية دخول وخروج 13.517 مليون مسافر صيني وأجنبي خلال عطلة عيد الربيع، بمتوسط 1.69 مليون مسافر يوميا، بزيادة تقدّر بـ 2.8 مرة بنفس الفترة خلال عيد الربيع لعام 2023.
يمثل عيد الربيع مناسبة لنقل الفرح والسلام إلى العالم، ولتحريك سوق الاستهلاك ورفع مؤشرات الاقتصاد الصيني. وفي سياق الاقتصاد العالمي الذي يواجه العديد من الشكوك، نما الناتج المحلي الإجمالي الصيني بنسبة 5.2% على أساس سنوي في عام 2023. مما عكس قدرة الاقتصاد الصيني على ضمان النمو المستقر.
وفي الآونة الأخيرة، أصدرت العديد من المؤسسات المالية في جميع أنحاء العالم توقعاتها الاقتصادية للعام الحالي، مبدية تفاؤلها بآفاق الاقتصاد الصيني خلال عام 2024.
ورأى تقرير صادر عن مجموعة "يو بي إس" أن الصين تلتزم بالتنمية عالية الجودة وتركز على تعزيز الطلب المحلي، وأن الاقتصاد الأخضر والتكنولوجيا الفائقة ستصبح قوى دافعة جديدة للنمو. في ذات الصدد، أشار تقرير مجموعة جولدمان ساكس إلى أن التنمية الاقتصادية في الصين ستدخل مرحلة أكثر استقرارا. كما أكد الرئيس السنغافوري ثارمان شانموجاراتنام مؤخرا على ثقته في آفاق الاقتصاد الصيني رغم التحدّيات التي يواجهها، موضحا بأن الصين تتمتع بنظام تصنيعي قوي وقدرة تنافسية في مجال التصدير، فضلاً عن عدد كبير من المواهب، بما في ذلك المهندسين والعلماء وقوة العمل الماهرة.
ويرى خبراء أن الوضع الاستهلاكي خلال عيد الربيع، قد أعطى مؤشرات مبشرة للاقتصاد الصيني. ويبدون ثقة في قدرة الصين على تسريع نمط تنموي جديد، وتعزيز التنمية عالية الجودة، وتوطيد اتجاه الانتعاش الاقتصادي الإيجابي خلال العام الجديد.
في هذا السياق، أشار محلل السوق وكاتب العمود الإسباني خوليو سيبايوس، إلى أن الاستمرار في تعميق الإصلاحات، ومواصلة توسيع الانفتاح، والاستفادة بشكل أفضل من مزايا التعليم والابتكار التكنولوجي، سيساعد الصين على تحقيق التعافي والمزيد من النجاحات الاقتصادية في المستقبل.