بكين 31 مايو 2024 (شينخوا) أعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، اليوم (الجمعة)، تأسيس شراكة استراتيجية شاملة بين البلدين، وهي علامة فارقة جديدة في العلاقات الثنائية.
وجاء هذا الإعلان في الوقت الذي أجرى فيه شي محادثات مع حمد بن عيسى الموجود بالصين للقيام بزيارة دولة، والذي حضر مراسم افتتاح الاجتماع الوزاري الـ10 لمنتدى التعاون الصيني-العربي، في بكين يوم الخميس.
وقال شي إن البحرين صديقة وشريكة جيدة للصين في منطقة الخليج، مضيفا أنه على الرغم من أن البلدين لديهما ظروف وطنية مختلفة، إلا أنهما دائما يعاملان بعضهما البعض بإخلاص ويتمتعان بعلاقات ودية.
وذكر شي أن هذا العام يوافق الذكرى الـ35 لإقامة علاقات دبلوماسية بين الصين والبحرين، معربا عن استعداد الصين للعمل مع البحرين لتطوير الشراكة الاستراتيجية الشاملة بينهما وتحقيق مزيد من الفوائد للشعبين.
وأوضح أن الصين تدعم بقوة جهود البحرين لحماية سيادتها الوطنية وأمنها واستقرارها، وتدعم مسار التنمية المستقلة للبحرين، فضلا عن رؤية البحرين الاقتصادية 2030 واستراتيجيتها التنموية المتنوعة.
وقال شي إن الصين على استعداد لتعزيز التعاون مع البحرين في مجالات الطاقة والاستثمار والنقل والطاقة الجديدة والاقتصاد الرقمي، وتحقيق المزيد من النتائج في التعاون عالي الجودة في إطار الحزام والطريق.
وقال شي إنه يتعين على الجانبين تعزيز التبادلات الثقافية والشعبية، وتسهيل تبادلات الأفراد، لمواصلة تعزيز الدعم الشعبي والجماهيري للصداقة بين الصين والبحرين.
وأشار إلى أن الصين تدعو إلى الاحترام المتبادل والتعايش السلمي بين الدول ذات الأنظمة والحضارات المختلفة، وتدعم دول الشرق الأوسط في تعزيز الوحدة والتعاون وتحقيق السلام والمصالحة وتعزيز التنمية والنهضة.
وقال شي إن الصين مستعدة للعمل مع دول المنطقة، من بينها البحرين، لتطوير علاقاتها مع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بشكل أكبر، واستضافة القمة الصينية-العربية الثانية بنجاح، وتسريع بناء مجتمع مصير مشترك بين الصين والدول العربية.
ودعا الجانبين أيضا إلى تعزيز التواصل والتنسيق في المنصات متعددة الأطراف مثل الأمم المتحدة، وممارسة التعددية الحقيقية، وحماية المصالح المشتركة للدول النامية.
وقال حمد إن الصين دولة عظيمة، وإن البحرين تشعر بالامتنان العميق إزاء الدعم الكبير الذي قدمته الصين لبنائها الوطني. وأضاف أن البحرين تأمل أن تغتنم إقامة هذه الشراكة الاستراتيجية الشاملة فرصةً لمواءمة استراتيجيات التنمية لدى البلدين، وتعزيز التعاون العملي بينهما في مختلف المجالات، وتحقيق التنمية المتنوعة الخاصة بها.
وأوضح حمد أن البحرين تقدر بشدة وتتفق تماما مع قيم الصين النبيلة ومقترحاتها السياساتية العقلانية والحكيمة. وأكد أنه ما دامت الصين تتطور بشكل جيد، فإن البلدان النامية الأخرى قادرة على أن تحذو حذوها، ومن الممكن أن يستمر التقدم في عملية التعددية القطبية العالمية. وأضاف أن البحرين تؤمن إيمانا راسخا بأن الصين ستحقق تجديد الشباب الوطني العظيم للأمة الصينية وستقدم مساهمات أكبر في تحقيق السلام والازدهار العالميين.
وأشار إلى أن البحرين تلتزم بمبدأ صين واحدة، وتدعم إعادة التوحيد السلمي للصين، وترغب في العمل بشكل وثيق مع الصين من خلال التعاون متعدد الأطراف، لضمان تمتع شعوب جميع البلدان بحقوق متساوية في العيش والتنمية. وأكد أن البحرين مستعدة للعمل مع الصين للدفع من أجل استكمال مبكر لاتفاقية التجارة الحرة بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والصين، والمضي قدما بروح الصداقة بين الدول العربية والصين، والتكاتف لبناء مجتمع مصير مشترك بين الدول العربية والصين في العصر الجديد.
وأطلع ملكُ البحرين الرئيسَ الصيني على نتائج القمة الـ33 لجامعة الدول العربية التي عقدت حديثاً، مع التركيز بشكل خاص على موقف الدول العربية بشأن القضية الفلسطينية والجهود التي بذلتها للدفع من أجل إنهاء مبكر للصراع في غزة. وأعرب عن تقديره وشكره للصين لدعمها الدائم للعدالة، وقال إنه يتطلع إلى تقديم الصين مساهمات أكبر في هذا الصدد.
وشدد شي على أن الصين والبحرين تتشاركان الموقف نفسه تجاه القضية الفلسطينية. وأوضح أن الصين تثمن الصوت المشترك الذي تستخدمه الدول العربية لمناقشة القضية الفلسطينية-الإسرائيلية في قمة جامعة الدول العربية، وتقف على أهبة الاستعداد للعمل مع البحرين والدول العربية الأخرى للدفع من أجل التوصل إلى تسوية مبكرة وشاملة وعادلة ودائمة للقضية الفلسطينية.
وشهد زعيما البلدين، بعد محادثاتهما، التوقيع على عدد من وثائق التعاون الثنائي في مجالات مثل الاستثمار، والتنمية الخضراء ومنخفضة الكربون، والتجارة الإلكترونية والاقتصاد الرقمي.
وأصدر الجانبان أيضا بيانا مشتركا بشأن إقامة شراكتهما الاستراتيجية الشاملة.