مقالة : الهجوم الإسرائيلي يحول مخيم جباليا إلى منطقة منكوبة

غزة 2 يونيو 2024 (شينخوا) خلف الهجوم الإسرائيلي الأخير على مخيم جباليا شمال قطاع غزة آلاف الوحدات السكنية المدمرة وانتشار واسع للأوبئة والأمراض بين سكانه.

وانسحب الجيش الإسرائيلي في 31 مايو الماضي من مخيم جباليا للاجئين شمالي قطاع غزة بعد ما يقرب من ثلاثة أسابيع من العمليات العسكرية.

وعاد الآلاف من سكان مخيم جباليا الذي يبلغ عدد سكانه 59574 شخصا وفقا لإحصائية جهاز الإحصاء المركزي عام 2023، إلى مناطقهم بعد انسحاب الجيش من أزقة وشوارع المخيم وتمركزه قرب السياج الفاصل بين قطاع غزة وإسرائيل.

وفوجئ السكان بكمية الدمار التي خلفتها العملية العسكرية الإسرائيلية على المخيم

ويقول محمد عمران بعد عودته إلى الحي الذي كان يقطنه أن كل شيء تغير بعد الهجوم الإسرائيلي.

وأضاف عمران، وهو أب لخمسة أبناء لوكالة أنباء ((شينخوا)) "لم يعد أي شيء كما كان، الاحتلال دمر كل شيء المنازل والشجر والمساجد وحتى مدارس الأونروا التي كان يقطنها مئات النازحين".

ويتابع وهو يشير للدمار الذي لحق بمنزله وبنبرة حزينة "لقد كان هنا منزلي، كما ترون الجيش دمره وسواه بالأرض، لقد أصبحنا نعيش في منطقة منكوبة، حيث الطعام شحيح، والمياه نادرة وملوثة".

وشهد مخيم جباليا معارك عنيفة بين الفصائل الفلسطينية المسلحة وقوات الجيش الإسرائيلي التي تم استهدافها بالعبوات الناسفة والقذائف، وفق بيانات منفصلة صدرت عن تلك الفصائل الأيام الماضية.

أما الخمسينية آمنة جهل، فأمضت الساعات الأولى بعد عودتها إلى منزلها في مخيم جباليا في محاولة الحصول على مياه نظيفة للشرب لعائلتها.

وتقول آمنة جهل وهي أم لثلاثة أطفال، "زوجي قتل خلال الأسابيع الأولى من الحرب، ولكنني رفضت النزوح من المخيم".

وتضيف أن "الهجوم الإسرائيلي الأخير كان انتقاميا، لقد دمروا حتى آبار المياه العامة، وشبكات الصرف الصحي، أنها حرب تجويع".

وعلى مسافة ليست ببعيدة، يحاول الثلاثيني أمجد الغول أن يقيم خيمة مؤقتة لتأويه مع زوجته وطفله الذي يبلغ من العمر ثلاث سنوات، على أنقاض منزله الذي دمرته إسرائيل في مخيم جباليا.

ويقول الغول وهو يحول إبعاد مياه الصرف الصحي التي تسبب لنا ولأطفالنا الأمراض"، ويتابع وهو يشير إلى طفله أحمد الذي كان يلعب بحضن والدته "ما ذنب هؤلاء الأطفال، لم يموتوا بالحرب، سيموتون من الأمراض التي ستخلفها الكوارث البيئية والصحية".

وطالب الغول الجهات المسؤولة بالتوجه فورا إلى مخيم جباليا ومحاولة مساعدة السكان الذين "ليس لديهم أي مقومات لتعزيز تواجدهم في مناطقهم" على حد تعبيره.

وقال رئيس لجنة طوارئ بلديات شمال غزة ناجي سرحان أن مخيم جباليا "منطقة منكوبة".

وأضاف سرحان أن الجيش الإسرائيلي "دمر 50 ألف وحدة سكنية وتجريف شبكات الصرف والطرقات بمعظم بلديات شمال غزة، وتدمير 35 بئرا للمياه والمدارس ومرافق وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا).

وحذر سرحان في حديث مع وكالة أنباء ((شينخوا)) من "مجاعة وشيكة" في المخيم، مطالبا الأمم المتحدة والمنظمات الدولية "بالتدخل العاجل" لمنع ذلك.

ويشن الجيش الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر الماضي حربا على حركة حماس في قطاع غزة خلفت أكثر من 36 ألف قتيل فلسطيني، وذلك بعد أن شنت حماس هجوما مباغتا على عدد من القواعد العسكرية والبلدات الإسرائيلية المتاخمة للحدود مع القطاع أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز أكثر من 200 رهينة.