شيآن 19 يونيو 2024 (شينخوا) وجد تشانغ يينغ لونغ (61 عاما) طريقة لزراعة فطر الصنوبر الأحمر في صحراء ماوووسو، إحدى الصحاري الرئيسية في الصين، على أمل أن يحقق ذلك فوائد اقتصادية ويشجع المزيد من الناس على الانضمام إلى قضية التشجير.
وقال تشانغ، رئيس قاعدة ماوووسو لمكافحة التصحر والتشجير في مدينة شنمو بمقاطعة شنشي شمال غربي الصين: "لا يمكننا السيطرة على الرمال فحسب، ولكن يجب علينا أيضا التفكير في كيفية استخدام الرمال حتى يتمكن الناس في المناطق الرملية من تحقيق الازدهار".
تقع القاعدة على الحافة الجنوبية الشرقية من ماوووسو، وهي محاطة الآن بالأشجار المورقة. ومع ذلك، لا يزال تشانغ يتذكر المشهد الرملي وهبوب الرياح عندما وصل إلى هناك لأول مرة قبل 21 عاما.
وعلى مدى العقدين الماضيين، أصبح تشانغ خبيرا في مكافحة التصحر، بعد أن عمل على مساحة 428 ألف مو (حوالي 28533 هكتارا)، حيث زاد غطاء تلك المساحة من الغابات والأعشاب من 3 في المائة إلى 65 في المائة.
وقال تشانغ:"خلال 21 عاما من مكافحة التصحر، مررنا بمرحلتين: منع التصحر ومكافحته وحماية الرمال واستخدامها. والآن، نحن في المرحلة الثانية"، مضيفا أن هدفه الأولي هو تحقيق الاستقرار الصحراوي، والهدف على المدى المتوسط هو حماية الصناعات وبلورتها بشكل فعال، وتحفيز التنمية الصناعية من خلال التحكم في الرمال، وتعزيز السيطرة على الرمال من خلال الصناعة.
ومنذ خمسينيات و ستينيات القرن الـ20، أطلقت الصين على نطاق واسع مشاريع لمنع التصحر ومكافحته والمعالجة البيئية، بما في ذلك برنامج غابات الحزام الواقي في المناطق الشمالية الثلاث. وعلى مدى السنوات الـ46 الماضية، ارتفع معدل الغطاء الغابي في المناطق التي يشملها ذلك البرنامج من 5.05 في المائة إلى 13.84 في المائة.
وفي منطقة منغوليا الداخلية ذاتية الحكم في شمالي الصين، هناك أيضا مثل هذه القصص عن مكافحة التصحر وخلق فوائد اقتصادية من خلال تطوير صناعات.
وقال تشن قوه فا، أمين فرع الحزب في قرية بولغتاي الواقعة في عصبة هينغقان على أطراف أراضي هورتشين الرملية: "تمت زراعة شتلات الأشجار وفي اليوم التالي اقتلعتها الرياح. تمكنا من الحفاظ على عدد قليل من الشتلات، ولكن بسبب الجفاف وقلة الأمطار، واجهت صعوبة للبقاء على قيد الحياة للعام الثاني".
وبعد جولات من الفشل، وجد تشن أن أشجار المشمش البري على الجبل القاحل نجت من الرياح والرمال مرارا وتكرارا. وقال تشن: "المشمش الجبلي مقاوم للجفاف والبرد ولديه قدرة قوية على التكيف. إنه نوع ممتاز من الأشجار المحلية لتثبيت الرمال والحفاظ على المياه. يمكن للناس الاستمتاع بالزهور في الربيع والفواكه في الصيف، لذلك له قيمة اقتصادية".
وفي عام 2012 ، قاد تشن القرية لزراعة أكثر من 60000 شجرة مشمش جبلية على أكثر من 1000 مو من الأراضي القاحلة. وبعد سنوات من الرعاية، قامت الأشجار بحماية القرية من العواصف الرملية.
وبدعم من إدارة الغابات، نفذت القرية مشروعا لزراعة قاعدة لفواكه الغابات بمساحة زراعة إجمالية تبلغ 3500 مو، حيث زرعت 17 نوعا من أشجار الفاكهة. وفي عام 2023 ، زرعت القرية في القاعدة 2000 مو من هوانغتشي وتسانغتشو، وهما نوعان من أعشاب الطب الصيني التقليدي. وقد أثرى ذلك طابعها الاقتصادي من خلال الجمع بين زراعة أشجار الغابات والنباتات الطبية.
ومن المتوقع أنه بحلول فترة ذروة موسم حصاد الفاكهة هذا العام، يمكن لقاعدة فاكهة الغابات إنتاج حوالي 300 طن من الفاكهة، ويمكن أن يصل دخلها السنوي إلى أكثر من 1.2 مليون يوان، مما يحقق الوحدة بين الفوائد البيئية والاقتصادية والاجتماعية.
ويتواصل التوسع في حجم الصناعات في المنطقة مثل أغذية الغابات والحبوب والزيوت الغابية ونباتات الرمال والمواد الطبية الصينية والأعشاب العلفية عالية الجودة في التوسع، وبلغت القيمة الإجمالية لإنتاج صناعات الغابات والرمال والأعشاب في المنطقة 85.6 مليار يوان (حوالي 12.03 مليار دولار أمريكي) في عام 2023.
وفي مدينة تشونغوي، في منطقة نينغشيا ذاتية الحكم لقومية هوي بشمال غربي الصين، أصبحت الرمال موردا سياحيا في السنوات الأخيرة.
ودخلت منطقة شابوتو ذات المناظر الخلابة، وهي وجهة سياحية صحراوية، ذروة موسمها السياحي مع اقتراب فصل الصيف. وجذبت الأنشطة الترفيهية مثل ركوب الجمال والانزلاق على الرمال ومشاهدة النجوم والحمامات الصحية الرملية، جذبت السياح إلى المكان الذي كان الناس يتجنبون زيارته في الماضي.
واستقبلت المدينة أكثر من 15.02 مليون سائح، حيث تجاوزت عائدات السياحة 8.8 مليار يوان في عام 2023.
وقال تانغ شي مينغ، الذي كرس جهوده لمكافحة التصحر لأكثر من ثلاثة عقود في صحراء تنغر، رابع أكبر صحراء في الصين: "لو لم تتم السيطرة على التصحر، لما كانت هناك منطقة شابوتو ذات المناظر الخلابة".