مقالة : الشباب في الصين غير متحمسين للزواج

بكين 21 يونيو 2024 (شينخوا) تتمتع يوي بحياة العزوبية المزدهرة، وهي إحدى مشاهير الإنترنت، تبلغ من العمر 32 عاما وتعيش في مقاطعة سيتشوان بجنوب غربي الصين.

ويتضمن روتينها اليومي العمل والتسكع مع الأصدقاء وتمشية كلبها.

من الواضح أن يوي راضية بحياتها، فهي واحدة من الشباب العزاب الذين يتزايد عددهم في البلاد والذين يتمتعون بخيارات أكثر تنوعا في الحياة، وليسوا متحمسين للزواج.

وأظهرت بيانات صادرة مؤخرا عن وزارة الشؤون المدنية أن الصين سجلت إجمالي 1.97 مليون حالة زواج خلال الربع الأول من العام الجاري، بانخفاض قدره 178 ألفا عن العام السابق.

وأرجع تشو هاي وانغ، الباحث في أكاديمية شانغهاي للعلوم الاجتماعية، الانخفاض العام إلى تقلص عدد الأشخاص في سن الزواج، وتغير المفاهيم حول الزواج والمخاوف من الأعباء المالية المرتبطة بالزواج.

وقال تشو: "يختار بعض الشباب تأجيل الزواج حتى تتوافر لديهم الإمكانات الكافية".

ووفقا للتعداد السكاني الوطني السابع الذي أُجري في عام 2020، ارتفع متوسط عمر الزواج الأول لدى الصينيين إلى 29.38 عام للرجال و27.95 عام للنساء مقارنة بـ25.75 عام للرجال و24 عاما للنساء قبل عقد من الزمن.

ووجدت دراسة أجرتها اللجنة المركزية لرابطة الشبيبة الشيوعية الصينية أن بعض الشباب يركزون أكثر على "العيش من أجل الذات" ويميلون إلى المثالية في اختيار الحبيب.

وبدورها، قالت يوي: "كلما كبرت في السن، أصبحت أكثر صفاء ذهنيا"، مضيفة "تدرك أن الشخصين اللذين يرغبان في الزواج يجب أن يدعما بعضهما البعض، وأن يكونا مستقرين عاطفيا، ويحبان بعضهما البعض بإخلاص".

وبالإضافة إلى ذلك، فإن التواصل عبر الإنترنت يلبي معظم احتياجات الشباب لتبادل الأفكار مع الآخرين، مما يقلل من حاجتهم إلى الحياة الاجتماعية الحقيقية وأيضا يقلل فرصهم في مقابلة المزيد من الأشخاص، وفقا للدراسة.

ويُعتقد أن التكلفة المرتفعة المحتملة المرتبطة بالزواج، مثل الإنفاق على السكن والمهر، والتي تميل إلى أن تكون عناصر باهظة الثمن في المناطق الريفية، تشكل عائقا آخر على طريق الشباب للزواج.

ووفقا للدراسة، فإن التكلفة المرتفعة لتربية الطفل، وخاصة التعليم الباهظ الثمن، تجعل جيل الشباب يعيد النظر في كفاءة تكلفة الزواج.

وقالت يوي: "إن إعالة نفسي تمثل صراعا بالفعل، ناهيك عن الزواج وإنجاب الأطفال بشكل عشوائي". وهي الآن تعمل بجد لكسب الأموال، وتعلق الأمل على نظام رعاية اجتماعية أفضل لتلقي الرعاية في سن شيخوختها في حال بقائها بمفردها.

وقال شي تشي لي، الأستاذ في جامعة تشونغنان للاقتصاد والقانون، إن الانخفاض في تسجيلات الزواج الجديدة هو تعديل تلقائي للتكيف مع الهياكل الاقتصادية المتغيرة التي تتميز بمستوى أعلى من التوجه الاقتصادي نحو السوق والتقسيم الاجتماعي الأكثر دقة للعمالة، تماما مثل ما شهدت أوروبا وأمريكا الشمالية واليابان.

قالت يوي: "آمل أن يحترم الجميع خيارات الحياة المختلفة".