اعتمدت العديد من الحكومات الأفريقية سياسات وتدابير لدعم تطوير صناعة السيارات الكهربائية في السنوات الأخيرة، وقامت إثيوبيا وتونس وزامبيا وكينيا والرأس الأخضر وبلدان أخرى بإلغاء أو خفض التعريفات الجمركية على الواردات والضرائب الأخرى ذات الصلة على السيارات الكهربائية، وتعزيز نمو إنتاج ومبيعات السيارات الكهربائية والبحث والتطوير والإنتاج المحلي. وتتوقع التقارير ذات الصلة أن يصل سوق السيارات الكهربائية الأفريقية إلى 21.4 مليار دولار أمريكي في عام 2027، وأن يرتفع متوسط معدل النمو السنوي المركب من عام 2022 إلى عام 2027 إلى 10.2٪.
وذكر البنك الدولي في تقرير بعنوان "المركبات الكهربائية: خطوة مربحة لاقتصادات البلدان النامية وبيئتها"، أن الترويج على نطاق أوسع للسيارات الكهربائية في الدول الإفريقية والدول النامية يساعد على تقليل الازدحام المروري في المناطق الحضرية، وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري وتعزيز تحسين الصحة العامة.
قال باليو ديميسي، الباحث في معهد أبحاث السياسات الإثيوبي، إن صناعة السيارات الكهربائية، باعتبارها صناعة ناشئة، تغطي مجالات مختلفة من تصنيع البطاريات إلى بناء البنية التحتية للشحن وتصنيع المركبات وأبحاث وتطوير التكنولوجيا ذات الصلة. ويعد تشجع البلدان الأفريقية تطوير صناعة السيارات الكهربائية، الأمر الذي سيعزز التحديث الصناعي المحلي والابتكار التكنولوجي، ويوسع فرص العمل، ويحقق الأهداف المزدوجة المتمثلة في النمو الاقتصادي وحماية البيئة. وستوفر الطاقة المتجددة الوفيرة في أفريقيا والطلب المتزايد في السوق مساحة واسعة لتطوير صناعة السيارات الكهربائية.
وتشير الدراسات ذات الصلة إلى أن أفريقيا لديها كمية كبيرة من الموارد المعدنية من الليثيوم والنيكل والمعادن الأخرى، والتي توفر مواد خام كافية لإنتاج البطاريات وأجزاء أخرى للسيارات الكهربائية.
وفي الوقت الحالي، تحظى السيارات الكهربائية التي تطورها وتنتجها شركات السيارات الصينية بتفضيل متزايد في السوق الأفريقية. وتشير البيانات إلى أن صادرات الصين من مركبات الطاقة الجديدة إلى أفريقيا قد حققت زيادة بنسبة 291% على أساس سنوي في عام 2023. وفي الوقت نفسه، اختارت العديد من شركات السيارات الصينية أيضًا الاستثمار في أفريقيا، وتوسيع التعاون مع الشركات المحلية في مجال السيارات الكهربائية، ودعم التحول الكهربائي لصناعة السيارات الأفريقية بنشاط. وفي غانا، يتم بيع أكثر من 20 نوعا من السيارات الكهربائية صينية الصنع مثل سيارات سيدان وسيارات الدفع الرباعي والشاحنات الصغيرة بشكل جيد في السوق. وفي زيمبابوي وكينيا، تُستخدم الشاحنات الكهربائية BYD على نطاق واسع في صناعات الخدمات اللوجستية والنقل.
وفي مارس من هذا العام، توجهت العشرات من الحافلات الصغيرة الكهربائية إلى إثيوبيا، "سقف أفريقيا". وقد تم تصدير هذه الحافلات الصغيرة الكهربائية إلى إثيوبيا بطريقة مفككة بالكامل من قبل شركة شيامن جين لونغ للسيارات السياحية الصينية المحدودة، ثم تم تجميعها وإدخالها إلى السوق من قبل شركات هندسية محلية. وفي الشهر نفسه، حصلت شركة المواد الجديدة BTR الصينية المصنعة لبطاريات الطاقة، على موافقة الحكومة المغربية لإنشاء مصنع كاثود لبطاريات السيارات الكهربائية في طنجة، وهي مدينة تقع في شمال المغرب وعلى ساحل البحر الأبيض المتوسط. وهذا هو أول مشروع كبير لإنشاء نظام بيئي للبطاريات في المغرب. وفي السنوات الأخيرة، أعلنت العديد من الشركات المصنعة لبطاريات الطاقة الصينية، بما في ذلك شركة جوتيون للتكنولوجيا الفائقة المحدودة، وشركة قوانغتشو تينشي للمواد، وشركة تشونغقوانغ للمواد الجديدة على التوالي عن استثمارات وبناء مصانع في المغرب.
وكتبت صحيفة "الصباح" التونسية مؤخرًا، مقالًا يفيد بأن سوق السيارات الكهربائية في البلدان الأفريقية لا يزال في المراحل الأولى من التطور، وأن حجم السوق صغير نسبيًا، وتلعب الشركات الصينية دورًا مهمًا في مساعدة إفريقيا على تعزيز التحول إلى كهربة السيارات الصناعة وتوسيع نطاق سوق السيارات الكهربائية، وتوفير مجموعة غنية من المنتجات والدعم الفني اللازم. وعلق موقع "كلين تكنيكا"، وهي إحدى وسائل الإعلام المشهورة عالميًا في مجال الطاقة النظيفة، بأن صناعة السيارات الكهربائية في الصين تزدهر، وأن منتجات السيارات الكهربائية فعالة من حيث التكلفة وخبرة تكنولوجيا الإنتاج ذات الصلة تمارس تأثيرًا متزايدًا في أفريقيا.