شينينغ 15 أغسطس 2024 (شينخوا) توقع باحثون صينيون أن تشهد منابع نهر اليانغتسي، أطول نهر في الصين، اتجاها للاحترار والترطيب في المستقبل، ما يشكل تحديات متعددة.
وتم الكشف عن هذه المعلومات خلال بعثة علمية حديثة أجراها باحثون في مناطق منابع نهري اليانغتسي ولانتسانغ في مقاطعة تشينغهاي بشمال غربي الصين.
وقال تشين بنغ تشنغ كبير المهندسين في مركز الأرصاد الجوية بحوض نهر اليانغتسي إنه وبحلول نهاية القرن الـ21، وفي ظل سيناريوهات الانبعاثات المعتدلة، قد يرتفع متوسط درجات الحرارة في منطقة منبع نهر اليانغتسي بمقدار 2 إلى 4 درجات مئوية، مع احتمال زيادة هطول الأمطار بنسبة 10 إلى 30 في المائة.
وتقع منابع نهر اليانغتسي على هضبة تشينغهاي-شيتسانغ، التي يبلغ متوسط ارتفاعها أكثر من 4500 متر. كما تعد الهضبة المعروفة باسم "سقف العالم" موطنا لمنابع النهر الأصفر ثاني أطول نهر في البلاد، ونهر لانتسانغ المعروف باسم نهر ميكونغ بعد أن يتدفق خارج الصين.
وأدى ارتفاع درجات الحرارة وزيادة الرطوبة في منطقة منابع نهر اليانغتسي إلى زيادة المخاطر، بما في ذلك انكماش الأنهار الجليدية وزيادة تدفق المياه والرواسب.
وبدوره، قال فان يويه عضو البعثة العلمية: "إن التراجع المتسارع للأنهار الجليدية في المنطقة واضح، حيث تشهد الأنهار الجليدية الشهيرة انكماشا تدريجيا".
وبالإضافة إلى ذلك، تزايدت وتيرة وشدة أحداث هطول الأمطار الغزيرة في الروافد العليا لنهر اليانغتسي، حيث سجلت محطة "تشيمندا" الهيدرولوجية في أغسطس 2023 فيضانا يحدث "مرة واحدة كل قرن" منذ إنشائها في عام 1956، الأمر الذي تسبب في إلحاق أضرار جسيمة بالطرق المحلية.
وخلال الفترة ما بين يومي أول و22 يوليو من العام الجاري، كان هطول الأمطار في منطقة منابع نهر اليانغتسي أعلى بنسبة 53.5 في المائة من المتوسط المعتاد في نفس الفترة من السنوات السابقة، ما سجل رقما قياسيا خلال العقد الماضي.
ووسط تحسن التنوع البيولوجي في المنطقة بفضل جهود الصين للحفاظ عليه، يدعو الخبراء إلى استجابة عالمية واتخاذ تدابير مشتركة لمعالجة ظاهرة الاحتباس الحراري، إلى جانب زيادة الاهتمام والأبحاث حول اتجاه الاحترار والترطيب في منابع نهر اليانغتسي.
وتلعب المكونات الأساسية للنظام الإيكولوجي في هضبة تشينغهاي-شيتسانغ ومنطقة منابع نهري اليانغتسي ولانتسانغ، دورا حاسما في الحفاظ على موارد المياه وحماية التنوع البيولوجي وضمان الاستقرار الإيكولوجي.
ويتم منذ عام 2012 تنفيذ بعثات علمية بشكل سنوي إلى منبع نهر اليانغتسي.