الصفحة الرئيسية >> الثقافة والحياة

الكونغ فو الصيني يفتح نافذة أمام التلاميذ الأفارقة

الكونغ فو الصيني يفتح نافذة أمام التلاميذ الأفارقة

20 أغسطس 2024/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ تبدأ مجموعة من تلاميذ الشاولين الأجانب الساعة الخامسة من صباح كل يوم بباحة معبد على الطراز الصيني، في ضواحي لوساكا عاصمة زامبيا، ممارسة الكونغ فو والدورات الثقافية، مما يجعل المشاهدين يشعرون وكأنهم في الأرض المقدسة للفنون ووشو في الصين. وهذا الصرح، هو المركز الثقافي لمعبد الشاولين في زامبيا تم بناءه في عام 2021.

يتمتع كونغ فو شاولين باعتباره تراثًا ثقافيًا وطنيًا غير مادي، بتاريخ يمتد لأكثر من 1500 عام، وقد أحبه الناس في جميع أنحاء العالم منذ فترة طويلة، ويعتبر أحد الرموز التمثيلية للثقافة الصينية.

"نحنُ نحب كثيرًا رياضة الكونغ فو الصينية، ونستمتع بالعيش والدراسة هنا." قال تشوسان البالغ من العمر 8 سنوات هذا العام. وعلى الرغم من أنه الأصغر سنا، إلا أنه يعرف باسم "الأخ الأكبر"، حيث كان أول من دخل المعبد ولديه أعلى مستوى في الكونغ فو.

وحتى الآن، قام المركز بتدريب أكثر من 100 تلميذ، وتدريس أكثر من 300 طالب في العديد من المدارس الدولية المحلية. ومن بين هذه المجموعة من المراهقين الأفارقة، هناك العديد من الأطفال من الأسر الفقيرة، وبعضهم الايتام، وإن دراسة وعيش هؤلاء في المركز الثقافي لمعبد شاولين لا يحل مشكلة الغذاء والإقامة فحسب، بل يضيء الأمل في حياتهم أيضًا.

"اسمي بكين"، "اسمي تايوان"، "اسمي هوانغخه"، "اسمي سونغشان"... قدم تلاميذ شاولين الشباب أسمائهم الصينية بحماس.

وبحسب الأستاذ يانلون، مسؤول المركز الثقافي لمعبد شاولين في زامبيا، فإنه بالإضافة إلى كونغفو شاولين، يقوم المركز الثقافي أيضًا بتدريس الثقافة الصينية وآداب السلوك التقليدية، واللغة المحلية واللغة الإنجليزية والرياضيات ودورات أخرى، مما يشجعهم على تنمية المهارات الثقافية والرياضية وتكوين النزاهة الموهبة. "بعد أكثر من عام من الدراسة، تعلم معظم الأطفال الكثير من الحروف الصينية ويمكنهم التواصل باللغة الصينية البسيطة."

وعند سؤالهم عن أهداف حياتهم، قال بعض الأطفال إنهم يريدون أن يصبحوا علماء عندما يكبرون، وقال البعض إنهم يريدون الانضمام إلى الجيش، وقال المزيد منهم إنهم يريدون تعليم كونغفو شاولين لعدد أكبر من الناس. وقال تلميذ يسمى "هوانغخه": "عندما أكبر، أريد أن أصبح معلمًا للكونغ فو، تمامًا مثل المعلم يانمينغ وغيره، حتى يتمكن المزيد من الأطفال الأفارقة من ممارسة كونغ فو شاولين."

ماكس يولاندو، شاب من كوت ديفوار، هو المعلم يانمينغ الذي ذكره هوانغخه. ومنذ عام 2013، بدأ معبد شاولين في استضافة "فصل كونغفو شاولين للطلاب الأفارقة التابع لوزارة الثقافة الصينية"، وفي كل دورة، يأتي حوالي 20 تلميذًا من الدول الأفريقية إلى معبد شاولين في سونغشان بمقاطعة خنان بالصين للدراسة. ومن منطلق اهتمامه القوي بالكونغ فو الصيني، ذهب يولاندو إلى معبد شاولين لتبادل لمدة ثلاثة أشهر في نهاية عام 2016، وقد عززت هذه التجربة تصميمه على الذهاب إلى الصين لتعلم الكونغ فو. وبعد عودته إلى افريقيا، واصل يولاندو ممارسة اللغة الصينية وتعلم الثقافة الصينية التقليدية. وفي يوليو 2017، ذهب إلى معبد شاولين في سونغشان للمرة الثانية، أقام بيه أكثر من 5 سنوات، حينه حصل على اسمه البوذي يانمينغ.

قال يانمينغ: " تجربتي في الصين جعلتني أكثر انضباطًا واجتهادًا. وتعلمت في معبد شاولين الالتزام بالمواعيد والاحترام والامتنان. وآمل أن أنقل الثقافة الصينية وروح شاولين إلى المزيد من الأفارقة. "

حاليًا، يعد المركز الثقافي لمعبد شاولين في زامبيا موقع المقر الأفريقي لمعبد سونغشان شاولين الصيني أيضًا. وفي يونيو من العام الماضي، أقيمت في المقر أول مسابقة إفريقية لاختبار قونغفو شاولين، حيث اجتمع أكثر من 100 "تلميذ أجنبي" لشاولين من 22 دولة أفريقية معًا للتنافس في فنون كونغفو. وفي هذا العام، تم تأسيس اتحاد شاولين الأفريقي رسميًا، مما يمثل مزيدًا من التطوير لثقافة شاولين الصينية في أفريقيا.

في يوليو من هذا العام، أرسل المركز الثقافي لمعبد شاولين في زامبيا فريقًا يضم أكثر من عشرة أشخاص إلى معبد سونغشان شاولين الصيني للمشاركة في نهائيات اختبار شاولين كونغ فو لعام 2024، حيث تنافسوا مع تلاميذ شاولين من جميع أنحاء العالم وتبادلوا وتعلموا من بعضها البعض. وبالوقوف على مسرح كونغ فو شاولين العالمي، قدم العديد من تلاميذ شاولين الزامبيين أداءً رائعًا وفازوا بجوائز.

قال موابي، مدير الإرشاد الوطني بوزارة الشؤون الدينية الزامبية: "لا يجلب المركز الثقافي لمعبد شاولين فنون الكونغ فو الصينية والثقافة الصينية فحسب، بل يجلب أيضًا تغييرات في حياة الشباب في زامبيا، آملين أن تجعلهم الدراسة هنا أكثر حماسًا وإلهامًا للمثل النبيلة."

صور ساخنة