الصفحة الرئيسية >> التبادلات الدولية

ناصر بوشيبة: أسعى إلى دفع تنمية المغرب وإفريقيا من خلال نقل التكنولوجيا الصينية

ناصر بوشيبة: أسعى إلى دفع تنمية المغرب وإفريقيا من خلال نقل التكنولوجيا الصينية
ناصر بوشيبة (الأول من اليسار) مع شركائه في محطة تحلية المياه داخل الحاوية بالمغرب

3 سبتمبر 2024/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ عند النظر من الجو، تبدو مدينة أرفود المغربية وكأنها واحة في الصحراء الكبرى، وهي موطن أشجار النخيل الشهيرة في المغرب. وقد كان التصحر وتملح الأراضي يهددان بشكل خطير نمو أشجار النخيل. لكن، في السنوات الأخيرة، وبفضل الجهود المشتركة لرواد الأعمال المغاربة والصينيين، تم بناء مزرعة الصين-افريقيا التجريبية بالمياه المالحة في أرفود، مما جلب حياة جديدة إلى غابة النخيل الوارفة هذه.

قال  ‎ناصر بوشيبة، رئيس جمعية التعاون الإفريقي-الصيني للتنمية والمدير العام لشركة المغرب روتيك للاستثمار المحدودة، والمروج لهذا التعاون: "لقد قمنا بتنظيم العديد من رواد الأعمال والخبراء الفنيين الصينيين في المجالات ذات الصلة لإجراء عمليات التفتيش والتبادلات في المناطق النائية من الصحراء الكبرى لاستكشاف فرص العمل في الزراعة الصحراوية. وتعتمد هذه المزرعة التجريبية على تجربة الصين في إدارة الصحراء وتقدم تكنولوجيا تحسين التربة وتحلية المياه المالحة في الصين، وقد حققت نتائج ملحوظة."

ومن خلال جهود الفنيين، تم تخفيض نسبة ملوحة المياه الجوفية المحلية إلى 1/8 من قيمتها الأصلية. كما تم تخفيض الاستهلاك المائي السنوي لكل نخلة من 600 لتر في الأصل إلى 200 لتر، وتصل الفوائد الاقتصادية لكل شجرة إلى 100 إلى 200 دولار أمريكي. وقال بوشيبة: "نقدم نتائج هذا المشروع التجريبي القائم على التكنولوجيا المبتكرة الصينية إلى المزيد من الدول الصحراوية، بغية جلب الأمل في الحد من الفقر والتنمية لعدد أكبر من الناس".

"إدخال تكنولوجيا الصين المتقدمة إلى أفريقيا وتعزيز تنمية البلدان الأفريقية من خلال نقل المعرفة" - اختار بوشيبة تعزيز التعاون الأفريقي الصيني باعتباره مهنية الحياة، والتي تنبع من "قدره مع الصين".

"منذ عام 1995، درست وعملت في الصين لأكثر من 20 عامًا. لقد وضعت هذه التجربة الأساس والاتجاه لحياتي وقضية العمل." قال بوشيبة:" خلال إقامتي في الصين، أعجبت بالجبال والأنهار الجميلة في الصين، وسافرت إلى مدن ذات أنماط مختلفة، كما قمت بالبحث واستكشاف بعض شركات التكنولوجيا ومصانع الإنتاج. ولقد كنت أؤمن دائما بأنه يتعين على الدول الأفريقية أن تتعلم من الصين، وأن تتعلم من تجربة التحديث الصينية، وأن تجد طريقا إلى الرخاء بخصائص أفريقية."

وفي السنوات الأخيرة، واصل التعاون الصيني الأفريقي التعمق وأصبح أكثر عمليا. وفي يناير 2022، وقع المغرب على خطة تعاون مع الصين لبناء "الحزام والطريق" بشكل مشترك، ليصبح أول دولة في شمال إفريقيا توقع خطة تعاون مع الصين لبناء "الحزام والطريق" بشكل مشترك.

"ومن خلال تكريس نفسي لقضية التعاون العظيمة بين المغرب والصين وبين إفريقيا والصين، فقد حولت حلمي إلى واقع." وأضاف بوهيبة:"لقد قمت بتأسيس الجمعية المغربية الإفريقية الصينية للتعاون والتنمية من أجل تعزيز التعاون الثقافي والتجاري بين المغرب والصين من خلال التبادلات التعليمية والترجمة والنشر والمؤتمرات الدولية وغيرها. كما قمت بتأسيس شركة استثمارية مع شركائي الصينيين، وأنشأت فريقا دوليا في المغرب والصين، وأدخلت التكنولوجيا الصينية المتقدمة، وعززت التعاون الاستثماري بين أفريقيا والصين في مجالات مثل تحلية مياه البحر، والزراعة الصحراوية، والتعدين الأخضر."

تعد محطة تحلية مياه البحر داخل الحاوية، والتي تم تطويرها بشكل مشترك من قبل المغرب والصين، إنجازًا مهمًا آخر للتعاون يسهله بوشيبة. قال الأخير:" في عام 2019، قمنا بتنظيم مجموعة من رواد الأعمال الصينيين الذين لديهم خلفية في هندسة الحفاظ على المياه لزيارة المغرب لمعرفة المزيد عن بيئة الاستثمار هناك وتحديات الجفاف. وبعد ثلاث سنوات، تم بناء محطة متوسطة الحجم لتحلية مياه البحر داخل الحاوية باستثمار مشترك من قبل مؤسسات مغربية وصينية، بقدرة إنتاجية تتراوح بين 20 ألف إلى 30 ألف متر مكعب يوميا، وهو ما يعادل تقريبا مياه الشرب اليومية لـ 200 ألف شخص. ويوفر المشروع للدول العربية والأفريقية حلاً فعالاً من حيث تكلفة حل مشكلة الجفاف الهيكلي."

وبالإضافة إلى المشاركة في الاستثمارات التجارية، يعد بوشيبة أيضًا خبيرًا معروفًا في القضايا الصينية في المغرب. وقد حصل على درجة الماجستير في الإدارة والدكتوراه في العلوم السياسية من جامعة صن يات صن. وبصفته شاهدا ومروجا للصداقة المغربية الصينية، ألف بوشيبة كتاب "60 عاما من التعاون المغربي ـ الصيني" باللغة الصينية، حيث استعرض بشكل منهجي التبادلات الودية بين المغرب والصين من 1958 إلى 2018، كما يتضمن الكتاب ترجمات عربية وفرنسية.

قال بوشيبة: " أحب دراسة الكلاسيكيات الصينية مثل مختارات كونفوشيوس، وتاو تي تشينغ، وفن الحرب لسون تزو للتعرف على الثقافة الصينية والحكمة الشرقية. وهذا له تأثير إيجابي على مشاركتي في التواصل والتنسيق بين الثقافات وتعزيز التواصل المتبادل بين الثقافتين الأفريقية والصينية."

بوشبية مليء بالتوقعات بشأن قمة منتدى التعاون الصيني ـ الأفريقي القادم لعام 2024. حيث قال: "إن رؤية التعاون الصيني الأفريقي في عام 2035، وخطط التعاون العشر الكبرى، والإجراءات الثمانية الكبرى، والمشروعات التسعة التي نتجت عن منتدى التعاون الصيني الأفريقي، لها أهمية بعيدة المدى، وهي نتيجة للثقة المتبادلة والمنفعة المتبادلة بين الصين وأفريقيا، كما أنها تشكل نموذجا للتعاون الدولي. ونتطلع إلى أن تطلق هذه القمة المزيد من الإشارات الإيجابية وتدفع التعاون الصيني الأفريقي إلى مستوى أعمق وأوسع وأعلى."

صور ساخنة