يينتشوان 5 سبتمبر 2024 (شينخوا) على بعد 55 كيلومترا جنوب شرقي نواكشوط، عاصمة موريتانيا، تزدهر محاصيل مثل عشب جيونتساو ونبات لوسيرن ذي الزهر الأرجواني، مما يخلق واحة نابضة بالحياة في الصحراء.
ويقود تشانغ هونغ أن، مدير مركز التكوين على التقنيات الحيوانية في موريتانيا بالمساعدة من الصين، العمال المحليين في الحقول التجريبية لقياس بيانات نمو فروع عشب جيونتساو الذي جاء من الصين وينتشر حاليا في الصحراء الكبرى ويسميه الجمهور في بلدان عديدة باسم "عشب السعادة" أيضا.
وفي عام 2017، تم إطلاق هذا المركز رسميا باعتباره مشروعا للتعاون التقني الصيني-الموريتاني، وهو أيضا أول مركز نموذجي لتكنولوجيا تربية الحيوانات في أفريقيا بمساعدة الصين. وقد عملت دفعات من الفنيين الصينيين في المنطقة الصحراوية في موريتانيا لتعميم التقنيات الصينية الناضجة من خلال تجارب تربية المواشي، وتجارب زراعة الأعلاف على نطاق واسع في التربة الصحراوية، وتجارب التغذية بالأعلاف أيضا. وفي الوقت نفسه، تم إجراء تجارب إدخال أصناف جديدة ومكافحة التصحر وتنظيم التدريبات وفقا للاحتياجات المحلية، وذلك للمساعدة في تطوير تربية المواشي في موريتانيا، وتحسين مستويات معيشة المزارعين والرعاة المحليين، وتعزيز التعاون العميق في المجال الزراعي بين الصين وموريتانيا.
ويعد العلف هو الأساس لتطوير تربية المواشي. وفي عام 2020، تم زرع نبات لوسيرن ذي الزهر الأرجواني على نطاق واسع في الصحراء الكبرى، مما ساعد على حل مشكلة مصادر الأعلاف للمناطق المحلية. وبعد الإدخال الناجح للوسيرن ذي الزهر الأرجواني، نجحت أصناف مثل سيلاج الذرة والذرة الرفيعة الحلوة والشوفان وأصناف الأعلاف الأخرى في ترسيخ جذورها في موريتانيا، ومع ذلك، لم يتوقف خبراء المركز واستمروا في التجربة والاستكشاف.
وفي أكتوبر 2023، أحضر تشانغ هونغ أن أكثر من 400 شتلة من عشب جيونتساو إلى موريتانيا من الصين وأجرى تجارب لزراعته، على أمل أن يجلب "العشب الصيني" الذي استفادت منه العديد من البلدان المزيد من اللون الأخضر والأمل لهذا البلد الأفريقي ذي المساحات الشاسعة من الصحراء.
وقال تشانغ "في 50 يوما فقط، نمت الأعشاب لتصبح بطول إنسان بالغ! والأمر الأكثر إثارة للدهشة هو أن قطعة واحدة منها يتم حرثها إلى أكثر من عشرة! وبحلول 3 أشهر، نمت إلى ارتفاع 4 أمتار فيما بلغ قطر العشب 2.2 سم!"، مضيفا أن هذا الصنف من عشب جيونتساو يتمتع بخصائص نظام الجذور القوية وطول النبتة وكفاءة التمثيل الضوئي العالية، والذي يسهم في تحسين التربة، فضلا عن أن له قدرة حراثة قوية ومزايا بارزة في مقاومة الآفات والأمراض والأعشاب الضارة، وهي مناسبة بشكل خاص للزراعة في موريتانيا.
وأضاف "لقد صنعنا ثلاث قواعد نموذجية في أنواع بيئية مختلفة من موريتانيا لنرى كيف كان أداء جيونتساو في الظروف المختلفة، وما هي طريقة الري التي كانت أكثر كفاءة وتوفيرا للمياه، وعملنا باستمرار على تحسين خطة انتشاره"، مشيرا إلى أن المركز قام بتوسيع أكثر من 30 مو (مو واحد يساوي نحو 667 مترا مربعا) مزروعة بعشب جيونتساو، ومن المتوقع أن يبني على مساحة 300 مو قاعدة زراعة جيونتساو وقاعدة الشتلات بحلول نهاية العام، والتي ستوفر الشتلات إلى مناطق في جميع أنحاء موريتانيا لمساعدة المزارعين في الحصول على المزيد من الأعلاف عالية الجودة.
وحتى الآن، قام المركز بفرز 3 أصناف رئيسية مناسبة للمناخ المحلي ولها خصائص الغلة العالية والتجديد والمثابرة والمقاومة القوية للأمراض، من خلال إدخال وتطبيق الري بالرش على نطاق واسع والري بالتنقيط وغيرهما من معدات وتكنولوجيا الري المحلية الناضجة الموفرة للمياه. وتصل حاليا المساحة التي خصصها المركز لزراعة الأعلاف إلى حوالي 1000 مو.
وبدأت المزيد والمزيد من الشركات الصينية في دخول موريتانيا لتعميق التعاون بين البلدين في العديد من المجالات مثل مصايد الأسماك والطاقة والاقتصاد والتجارة والزراعة مع اتخاذ المركز كمنصة.
وقال تشانغ هونغ أن "في المستقبل، سنواصل تعزيز دور المركز، وتقديم خدمات جيدة لمزيد من الشركات الصينية، وإدخال المزيد من الشركات والتقنيات الصينية إلى أفريقيا".