الصفحة الرئيسية >> العلوم والتكنولوجيا

مقالة: التكنولوجيا الذكية تضطلع بدور رائد في زراعة الأراضي الخصبة عالية الغلة في شتى أرجاء الصين

/مصدر: شينخوا/   2024:09:10.16:31

بكين 10 سبتمبر 2024 (شينخوا) على الرغم من الأمطار المستمرة الأخيرة في مقاطعة خنان بوسط الصين، إلا أن 600 مو (حوالي 40 هكتارا) من الأراضي الزراعية المتعاقد عليها في مدينة شينشيانغ تجنبت إلى حد كبير الغمر بالمياه.

هذه الأراضي الزراعية المجهزة بمضخات ورشاشات المياه وأجهزة الاستشعار الذكية، في منطقة بينغيوان التجريبية في شينشيانغ هي جزء من "الأراضي الزراعية عالية المستوى" المدعومة بالبنية التحتية الحديثة والتقنيات المتقدمة.

وقال شن: "لقد تمت تسوية الأرض، وأضيفت خنادق تصريف على طول الحواف، مما سمح بتصريف المياه بسرعة من الحقول".

وورد مصطلح "الأراضي الزراعية عالية المستوى" في قرار تم تبنيه في الجلسة الكاملة الثالثة للجنة المركزية الـ20 للحزب الشيوعي الصيني في يوليو المنصرم.

ووفقا لهذا القرار بشأن مواصلة تعميق الإصلاح بشكل شامل لدفع التحديث الصيني النمط، ستعمل البلاد على تحسين آليات تطوير الأراضي الزراعية عالية المستوى والتحقق منها وإدارتها وحمايتها، كأحد الإجراءات الملموسة لتعميق إصلاح نظام الأراضي.

وتتطلب الأراضي الزراعية عالية المستوى، والتي تسمى أيضا الأراضي الزراعية جيدة المرافق، دعما علميا وتقنيا للوقاية من الكوارث ومكافحتها، وتحسين جودة التربة وخصوبتها، وإدارة للأراضي الزراعية تقوم على تكنولوجيا المعلومات.

وشدد الحزب الشيوعي الصيني والحكومة الصينية على أهمية الأراضي الزراعية عالية المستوى في الاجتماعات والوثائق المهمة، بما في ذلك تقرير عمل الحكومة الذي تم استعراضه خلال الدورة الثانية للمجلس الوطني الـ14 لنواب الشعب الصيني في مارس الماضي.

ووفقا لخطة تنمية مدتها 10 سنوات صدرت في عام 2021، ستقوم الصين ببناء 1.2 مليار مو من الأراضي الزراعية عالية المستوى، وتجديد وتحديث 280 مليون مو من الأراضي الزراعية عالية المستوى الحالية بحلول عام 2030.

وبحلول ذلك الوقت، تهدف البلاد إلى تحقيق إنتاج مستقر من الحبوب يزيد عن 600 مليار كيلوغرام سنويا، مما يضمن الاكتفاء الذاتي الأساسي من الحبوب وأمن الإمدادات الغذائية الأساسية.

وستعمل الأراضي الزراعية عالية المستوى، والتي تتماشى مع الإنتاج والإدارة الزراعية الحديثة، بشكل كبير على توفير المياه والطاقة والأسمدة والعمالة للمزارعين، فضلا عن زيادة الغلة.

وفي حالة شن، تم تجهيز أكثر من 100 مو من أرضه بأنظمة ري أوتوماتيكية يمكنه التحكم فيها من خلال هاتفه الذكي.

وقال شن إن هذا لا يحافظ على المياه فحسب، بل يتيح أيضا خلط الأسمدة السائلة مع الماء للتطبيق الحقلي، مما يقلل بشكل كبير من الحاجة إلى العمل اليدوي، مضيفا أنه إلى جانب التحسينات في أنواع المحاصيل وعوامل أخرى، زاد محصول القمح لكل مو في حقله بمقدار 100 إلى 150 كجم.

ولعبت أجهزة الاستشعار المختلفة أيضا دورا حاسما. ففي منطقة بينغيوان التجريبية، يقوم أكثر من 20 عمود بيانات زراعي مجهز بألواح شمسية وكاميرات عالية الدقة وأجهزة استشعار للغلاف الجوي وأجهزة استشعار للتربة بجمع البيانات ونقلها. وتساعد هذه المعلومات في بلورة رؤى مفصلة حول الطقس والتربة والمحاصيل من خلال حساب نموذج كبير لشن والمزارعين الآخرين.

وهناك أجهزة أخرى، مثل رادارات الآفات وأجهزة جمع الأبواغ الفطرية، تزود المزارعين المحليين بتنبيهات بشأن الآفات والأمراض.

ويستخدم رادار الآفات موجات رادارية بطول موجي يبلغ 32 ملم لتتبع والتنبؤ بالتوقيت والموقع وكثافة السرب ومسار هجرة الحشرات الطائرة داخل دائرة نصف قطرها 20 كم، مما يوفر إرشادات دقيقة للوقاية من الآفات ومكافحتها.

ويتم دمج كل هذه البيانات والمعلومات في "تشونغيوان نونغقو"، وهي منصة ابتكار علمية تقنية تضم أربعة نماذج رئيسية للبيانات الضخمة للطقس والتربة والخصوبة ونتح النبات.

وأوضح يين يويه، مدير مشروع "تشونغيوان نونغقو" أن الزراعة تختلف عن الصناعة في أن البيانات الزراعية يصعب توحيدها، مضيفا "ما زلنا ندرب النماذج الأربعة الكبيرة من خلال بيانات إضافية. ومع زيادة عدد أعمدة البيانات، سيتم إدخال المزيد من البيانات في هذه النماذج".

ويتم تنفيذ مثل هذه الممارسات في جميع أنحاء البلاد، مما يبشر بآفاق مستقبل الزراعة الذكية في الصين.

وأكملت البلاد تطوير أكثر من مليار مو من الأراضي الزراعية عالية المستوى بحلول نهاية عام 2023، وفقا لما ذكره تشن بانغ شيون، وهو مسؤول كبير في وزارة الزراعة والشؤون الريفية.

وفي راية تومد اليسرى في هوهيهوت بمنطقة منغوليا الداخلية ذاتية الحكم بشمالي الصين، أنشأت الحكومة المحلية منطقة نموذجية لزراعة الذرة تضم ما يقرب من 960 مو من الأراضي الزراعية عالية المستوى.

وتتميز المنطقة النموذجية بمنصة متكاملة للتحكم الذكي والمراقبة بالفيديو عن بعد، مما يتيح الإشراف في الوقت الفعلي على عملية الزراعة والإدارة بأكملها في المنطقة.

وبدعم من أجهزة إنترنت الأشياء مثل محطات المراقبة وأجهزة الاستشعار وصمامات التحكم، يمكن للمنصة جمع البيانات حول نمو المحاصيل وحالة سطح الأوراق وحركة الآفات، وتقديم توصيات بشأن التسميد والإدارة للمزارعين.

ويمكن للمزارعين أيضا مراقبة درجة الحرارة البيئية والرطوبة ودرجة حموضة التربة وشدة الضوء على هواتفهم الذكية من خلال تطبيقات مخصصة.

وقال ليو روي في، رئيس مركز محلي لتعزيز التكنولوجيا الزراعية، إن الحكومة المحلية ستواصل دمج التقنيات والمعدات الحديثة في المنطقة النموذجية، ومساعدة المزارعين على تحقيق الإنتاج الأخضر في الزراعة.

وقال يوي تشيانغ يي، الباحث في معهد الموارد الزراعية والتخطيط الأقاليمي التابع للأكاديمية الصينية للعلوم الزراعية، إن الزراعة الذكية يمكن أن تعزز كفاءة العمليات الزراعية، وتعوض نقص العمالة، وتحمي وتحسن النظام الإيكولوجي الزراعي، وتقلل من تكلفة الإنتاج، وتحسن جودة المنتجات، وتحول الزراعة من الممارسة القائمة على الخبرة إلى الممارسة القائمة على البيانات.

وقال يوي، وهو أيضا قائد فريق بحوث الزراعة الذكية في المعهد المذكور: "تستفيد الزراعة الذكية من البيانات المأخوذة من أجهزة الاستشعار وأجهزة إنترنت الأشياء كعامل إنتاجي حاسم، مما يدفع الأتمتة والعمليات غير المأهولة والإدارة الذكية في الزراعة".

صور ساخنة