مقالة: الحبات الزجاجية من القمر تشير إلى أن القمر كان نشطا قبل 120 مليون سنة

بكين 10 سبتمبر 2024 (شينخوا) كشفت مجموعة من الحبات الزجاجية التي أعادتها بعثة "تشانغ آه-5" الصينية أن القمر ربما كان نشطا جيولوجيا منذ 120 مليون سنة.

وأشارت العينات القمرية التي تم الحصول عليها قبل البعثة إلى أن الأنشطة البركانية للقمر قد توقفت منذ حوالي ثلاثة مليارات سنة، ما يشير إلى أنه أصبح "كوكبا ميتا". ومع ذلك، فإن شظايا الصخور البازلتية التي أعادتها بعثة "تشانغ آه-5" تشير إلى وجود نشاط بركاني في القمر قبل ملياري سنة مضت.

وكشفت دراسة جديدة أن ثلاث حبات زجاجية بركانية من المفترض أن تكون نتاج التبريد السريع للصهارة البركانية، تشكلت منذ حوالي 123 مليون سنة فقط وتم نقلها لاحقا إلى موقع هبوط "تشانغ آه-5".

وتشهد الصخور المنصهرة القمرية الغنية بالمواد المتطايرة انخفاضا في الضغط أثناء صعودها. ويتسبب ذلك في هروب المواد المتطايرة كالغازات، مشكلة بذلك خزان غاز فوق الصهارة تحت الأرض، وفقا لدراسة نشرت في مجلة "العلوم" الأسبوع الماضي.

وبعد ذلك، تشكل كمية صغيرة من الصهارة الهباء الجوي والجسيمات العالقة داخل خزان الغاز، والتي يتم قذفها بشكل متفجر على سطح القمر لتصبح حبات زجاجية بركانية صغيرة في النهاية.

وقام باحثون من معهد الجيولوجيا والجيوفيزياء التابع للأكاديمية الصينية للعلوم بفحص ما يقرب من ثلاثة آلاف حبة زجاجية من عينات التربة القمرية التي تمت إعادتها إلى الأرض، وحددوا ثلاثة منها على أنها ذات أصل بركاني استنادا إلى قوامها وتركيباتها الكيميائية ونظائر الكبريت بها.

وحدد التأريخ الإشعاعي أعمار الحبات الزجاجية البركانية الثلاثة، وأشار إلى النشاط البركاني في ذلك الوقت، وفقا للدراسة.

وحدد الفريق أيضا وفرة عالية من العناصر الأرضية النادرة والثوريوم في هذه الحبات الزجاجية، ما يشير إلى أن مثل هذه الأنشطة البركانية الأخيرة كانت مرتبطة بوفرة العناصر المولدة للحرارة في مصادر عباءة الصهارة على القمر.

وأثارت هذه النتائج أسئلة جديدة في الأبحاث القمرية، بما في ذلك أصل هذه الحبات الزجاجية البركانية الشابة، وأدت إلى تكهنات حول احتمال وجود أنشطة بركانية قمرية أحدث.

وأعاد مسبار "تشانغ آه-5"، الذي عاد إلى الأرض يوم 17 ديسمبر عام 2020، 1731 غراما من العينات القمرية، تتكون بشكل أساسي من الصخور والتربة من سطح القمر.

ومن خلال تحليل تلك العينات القمرية، تم تحقيق إنجازات كبيرة، حيث نشر الباحثون أكثر من 80 إنجازا في المجلات العلمية المحلية والدولية. ومن بين هذه النتائج، تحديد "أصغر" بازلت على سطح القمر، واكتشاف معدن قمري جديد ونوع من المعادن التي تحتوي على جزيئات الماء.

وخلال العام الجاري، حققت بعثة "تشانغ آه-6" الصينية سابقة تاريخية من خلال جمع 1935.3 غرام من العينات القمرية من الجانب البعيد من القمر. ويتمتع هذا المسعى أيضا بأهمية علمية فريدة ومن المتوقع أن يعزز بشكل كبير فهم الناس لتاريخ تطور القمر.