31 أكتوبر 2024/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ فوق التظاريس الجيرية لشمال بلدة ليهوياو من مقاطعة قوانغشي الصينية، تنتشر المباني الخشبية ذات اللون الرمادي في أعماق الجبال. فهنا توجد قرية جبلية قديمة تعيش بين جنبات الهدوء والسكينة، تسمى باهاتون.
تتميز باهاتون بمبانيها الخشبية، وهو طراز قديم يطلق عليه مباني دياوجاو، أي المباني التي تشيّد على الأعمدة الخشبية. ورغم مرور مئات السنين، لاتزال منازل القرية تحافظ على متانتها، وخصائصها الهندسية والجمالية الفريدة، مختومة ببصمات سحرية لثقافة المعمار المحلي.
وحول القرية، تلتف قمم الجبال الخضراء والحقول الزراعية الخصبة في السفوح. وإلى جانب المعمار، تمتلك باهاتون تاريخا عريقا في فن الزراعة، الذي ظل يُورث من جيل إلى جيل.
ونظرا للقيمة الثقافية والبيئية التي تمثلها باهاتون، قامت الصين في عام 2016، بإدراج القرية ضمن الدفعة الرابعة من قائمة القرى التقليدية المحمية.
يعيش في باهاتون الآن 53 أسرة، وما يزيد عن مئتي ساكن، يعيشون بشكل أساسي على زراعة الذرة وتربية الخنازير السوداء. وتمثل القرية بجمال الطبيعي الأخاذ، وصفاء مائها ونقاء هوائها وثراء ثقافتها وروعة معمارها، متحف طبيعي وثقافي حيّ، ووجهة سياحية ونقاهية مثالية.
تقع بهاتون في الجزء الشمالي من محافظة ناندا على الحدود مع مقاطعة قويتشو. وتعد جزءًا من التراث الطبيعي الكارستي العالمي في جنوب الصين، وعلى مقربة من متنزه شياو تشيكونغ بقويتشو.
وبحسب المصادر التاريخية، فقد وضعت بنيت قرية باهاتون لأول مرة في عهد أسرة مينغ. وكانت خلال العصور القديمة، تعد محطّة عبور رئيسية ومركز نقل مشع بين مقاطعتي قويتشو و قوانغشي.