روابط ذات العلاقة
13 ديسمبر 2024/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ الاستهلاك هو محرك رئيسي للنمو الاقتصادي. لكن لتعزيز الاستهلاك في الصين، يتحتم اليوم إعادة فهم المستهلك الصيني.
مستهلك صيني يقود "الترند"
لفترة طويلة، شكلت المفاهيم المحافظة صورة نمطية عن المستهلك الصيني. لكن البيانات الحديثة، تظهر وضعا مغايرا. في نوفمبر من العام الجاري، تم بيع 2.423 مليون سيّارة في السوق الصينية، بينها 1.268 مليون سيارة تعمل بالطاقة الجديدة، متجاوزة مركبات الوقود للشهر الخامس على التوالي. وهذه الإنجازات تم تحقيقها بدفع من إقبال المستهلك الصيني على "ترند" الاستهلاك.
ويعد الاستعداد لقبول السلع الجديدة سمة جديدة للمستهلكين الصينيين. حيث تجاوز حجم استهلاك سلع المنازل الذكية في الصين 710 مليار يوان في عام 2023. كما تجاوز عدد المستخدمين النشطين شهريًا لتطبيق المنزل الذكي 260 مليونًا. وأصبحت الصين أكبر دولة مستهلكة لسلع المنازل الذكيّة. كما نما الاستهلاك الرقمي واستهلاك المعلومات بوتيرة سريعة. وشهدت أنماط الاستهلاك الجديدة زيادة كبيرة، على غرار التخييم والمركبات الترفيهية والطيران على ارتفاعات منخفضة.
تفضيل المنتج المحلّي
في الماضي، كانت منتجات الألبان الأسترالية والأجهزة المنزلية الصغيرة اليابانية مطلوبة بشدة من قبل المستهلك الصيني. أما الآن، أصبح تأثير الثقافة التقليدية على الأزياء الاستهلاكية أكثر وضوحا، واتسع مداه ليشمل مجالات جديدة مثل الأطعمة والترفيه والسياحة الثقافية والجمال والملابس.
في أغسطس من الشهر الحالي، حققت اللعبة المحلية "ووكونغ: الأسطورة السوداء" مبيعات فاقت 10 ملايين نسخة على مستوى العالم خلال ثلاثة أيام من إصدارها. وسجّلت السياحة الثقافية في شانشي ذروتها، محققة نموًا مضاعفًا، من حيث عدد السياح والدخل. كما أصبح الاستهلاك الذي يجمع بين الثقافة التقليدية والاتجاهات الحديثة شائعا أكثر في مختلف القطاعات والأماكن في الصين. مما يعكس، ثقة أكبر للمستهلكين الصينيين في ثقافتهم.
المستهلك الصيني أكثر انفتاحا
يعد الانفتاح رمزا مميزا للتحديث الصيني، وخلال مهرجان التسوق"11-11"، أصبحت التجارة الإلكترونية العابرة للحدود نقطة مضيئة جديدة، واستمرت شعبية السفر إلى الخارج في الازدياد. حيث سافر 7.589 مليون صيني إلى الخارج أثناء عطلة العيد الوطني هذا العام، بزيادة سنوية قدرها 33.2٪.
ويرى المختصّون بأن المستهلكين الصينيين تمكنوا من خلال موقفهم المنفتح، من جذب الشركات العالمية لدخول الصين، ومواصلة تعزيز استراتيجيات التوطين الصناعي. وتطوير المزيد من المنتجات التي تلبي تفضيلات المستهلكين الصينيين. ومنذ بداية العام الحالي، أجرى رؤساء عشرات الشركات متعددة الجنسيات مثل أبل وكوالكوم ومرسيدس بنز وتيسلا زيارات عمل مكثّفة للصين. مما يعكس ثقتهم في الفرص المتاحة في السوق الصينية والمستهلك الصيني.
مستهلك صيني أقل تحفظ
المستهلكون الصينيون، الذين كانوا معروفين ذات يوم بأنهم "متحفظون "، أصبحوا اليوم أكثر "شراهة" في سوق الاستهلاك. وأكثر استعدادًا لمشاركة رؤى حياتهم وتجاربهم الاستهلاكية مع المستهلكين الآخرين الذين يتطلعون إلى إرضاء القيمة العاطفية ويفضلون المنتجات التي يمكن أن تجلب "السعادة". وتعكس هذه التغيّرات الخصائص الجديدة للمستهلكين الصينيين. والتي يمكن تلخيصها في السعي وراء الذاتية، والتنويع، والجودة. ولا يقتصر الأمر على حرص الشباب على التعبير عن أنفسهم والسعي وراء الاعتراف الاجتماعي. ولكن المستهلكين الصينيين المسنين يواكبون أيضا هذا الاتجاه ويلعبون دورًا جديدًا في قيادة اتجاهات الاستهلاك.