18 ديسمبر 2024/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ في مدينة جينغدتشن، يحكي الخزف تاريخا طويلا من الانفتاح الصيني، ويحتفظ بآثار الثقافات الأجنبية التي مرّت بالمدينة. وإلى اليوم، لايزال الخزف في جينغدتشن جسرا للتبادل الثقافي مع العالم. حيث يحتضن مركز جينغدتشن الدولي لتجارة الخزف، قرابة ألف علامة تجارية للخزف من مختلف أنحاء العالم. وفي سوق تاوشيتشوان، يجتمع الفنانون والحرفيون الصينيون والأجانب لتبادل أفكارهم وتجاربهم، متطلّعين إلى تحقيق أحلامهم في جينغدتشن.
في خريطة تعود إلى القرن الـ 16 بالمتحف البريطاني، يوجد ثلاث مدن صينية فقط، وكانت جينغدتشن واحدة منها، مما يعكس شهرة وصيت المدينة في ذلك العصر. وقد حافظت جينغدتشن على تراثها الخزفي العريق، وصارت اليوم تقدّمه بأسلوب أكثر انفتاحًا.
في أغسطس من العام الماضي، أفتتح المتجر الرئيسي الرسمي لشركة جينغدتشن للخزف الصيني بسوق دبي (دبي مول). وتشير الإحصاءات، إلى أن حجم صادرات جينغدتشن من الخزف قد زاد بأكثر من 20% سنويا منذ عام 2013.
زوجان من الهند في محلهما في سوق تاوشيتشوان بمدينة جينغدتشن. تصوير فان شياوينغ
باعتبارها أول منطقة ثقافية تجريبية في الصين، تواصل جينغدتشن العمل على تعزيز جاذبيتها وتأثيرها من خلال ثقافة الخزف. وفي إيطاليا وبلدان أخرى، يمكنك رؤية مراكز تجريبية لثقافة الخزف، افتتحتها مدينة جينغدتشن.
وعلى امتداد تاريخها الطويل، كانت جينغدتشن دائمًا منفتحة على قبول الأفكار الجديدة وتجريب تقنيات جديدة والتعبير عن جماليات جديدة. وظل الانفتاح والتسامح كلمة السر لازدهار المدينة.
وبروح الانفتاح والتعلّم، استخدمت صناعة الخزف في جينغدتشن خلال العصور القديمة الصباغ الأزرق من بلاد فارس وأدمجته في فنون الخزف. ونتيجة لهذا المزيج الثقافي، ظهر الخزف الأزرق والأبيض المشهور في الصين؛ كما تعتبر مزهرية مايبينغ، ومزهرية القمر، والمزهرية المسطحة ذات العروتين وعدة أعمال خزفية مشهورة في جينغدتشن، بين الأمثلة الفنية التي امتصّت العناصر الثقافية الأجنبية، لتجديد روح فن الخزف الصيني.
واليوم، يتوافد على ورشة تاوشيتشوان الدولية العديد من الفنانين الأجانب لتعلّم وتجريب فنون الخزف. مايكل هو أحد الفنانين الأجانب المحبين لثقافة الخزف في جينغدتشن. وقد جاء من الولايات المتحدة لتطبيق تقنيات الرسم والعناصر الثقافية التي تعلمها في كوريا واليابان وأماكن أخرى على إبداعاته الخزفية.
لاتزال جينغدتشن تمثل قبلة جاذبة للمواهب والفنانين الأجانب للإبداع، وخلق بيئة ملائمة لريادة الأعمال. مما يسمح لصناعة الخزف بفتح مساحة جديدة وخلق إمكانيات جديدة، ومواصلة إثراء ثقافة وسحر الخزف في جينغدتشن.
ألان دينيس نايمارك، فنان من الولايات المتحدة جاء إلى جينغدتشن لإبداع أعمال فنّية.