استكشافا للفرص.. الشباب الصينيون يحتضنون الأعمال الجانبية

بكين 28 يناير 2025 (شينخوا) "الحياة ليست مسارا، ولكنها ميدان مفتوح" هو شعار ينتشر بشكل واسع على وسائل التواصل الاجتماعي الصينية. إنه يلخص اختيار نمط الحياة الناشئ بين الأجيال الشابة: هم على استعداد لاحتضان جميع الاحتمالات بدلا من أن يقتصروا على التزام مهني واحد.

تدير منغ تشياو فنغ، طالبة في جامعة شمالي الصين للطاقة الكهربائية، محلا لبيع الزهور داخل غرفة نومها بموافقة زملائها في السكن.

ومن أبحاث السوق إلى الأنشطة الترويجية، انتهزت منغ الفرصة لإدارة عمل تجاري من الصفر وبنت سمعة طيبة بين زملائها في الجامعة دون مخاوف بشأن اختيار الموقع والإيجارات المرتفعة.

وقالت منغ:" إن بدء عمل تجاري في غرفة النوم له تكاليف منخفضة"، مضيفة قائلة: "حتى لو فشلت، فهي ليست مشكلة كبيرة."

ووجد تقرير صادر عن المنصة الإعلامية "36Kr" أن 44.7 في المائة من الشباب الذين شملهم الاستطلاع شاركوا في أعمال جانبية، وأكثر من نصفهم مهتمون بمتابعة واحدة منها.

ويعد الاقتصاد الرقمي النابض بالحياة القناة الرئيسية التي تمكنهم من ذلك، حيث أظهر الاستطلاع نفسه أن الكثيرين يفضلون الفرص منخفضة التكلفة ومنخفضة المخاطر، وخاصة المشاريع عبر الإنترنت، والتي تهيمن الآن على مشهد الوظائف الجانبية.

تعمل وانغ سي يوي، موظفة تبلغ من العمر 26 عاما، أيضا بصفة مزودة محتوى على منصة مشاركة نمط الحياة "ريدنوت" المعروفة أيضا باسم شياو هونغشو. وبصفتها حاصلة على درجة الماجستير في الأدب الإنجليزي، تشارك خبرتها في تعلم اللغة الإنجليزية، حيث حصدت أكثر من 20000 متابع حتى الآن.

وفي مقابلة مع وكالة أنباء شينخوا قالت وانغ إن التكنولوجيا الرقمية قد خفضت تكلفة بدء المهنة الجانبية وجلبت المزيد من الاستقرار المالي للشباب، مضيفة أنه: "من الأفضل أن تضع بيضك في سلال مختلفة".

وأصبحت شيانيوي، إحدى أكبر منصات تداول السلع المستعملة في الصين، مركزا على الإنترنت للشباب الذين يستكشفون الوظائف الجانبية. وأظهر تقرير نشرته شيانيوي في ديسمبر 2024، أن أكثر من 9 ملايين شاب وجدوا أعمالهم الجانبية على المنصة في عام 2024، مشيرة إلى أن 40.8 في المائة من هؤلاء الشباب ولدوا بعد عام 2000.

وكشف تقرير شيانيوي كيف تتطور الأعمال الجانبية على نحو يتجاوز الفرص التقليدية وكيف تستفيد هذه الأعمال من الأسواق المتخصصة واحتياجات المستهلكين الفريدة. فمثلا، أصبح تقديم الرعاية للحيوانات الأليفة أمرا شائعا، مع خدمات تتراوح من المشي للحيوانات الأليفة إلى الاستمالة وحتى التوفيق للحيوانات الأليفة.

كما تكتسب الخدمات الإبداعية والمتخصصة زخما. يقدم بعض الشباب مهارات مهنية مثل التصميم الجرافيكي وتطوير البرمجيات. وفي المقابل، يقدم البعض الآخر خدمات غير تقليدية، مثل كتابة مذكرات لكبار السن، أو تسمية الأطفال حديثي الولادة، أو تقديم المشورة بشأن المواعدة مع مجهولين.

وتجلب الأعمال الجانبية مكاسب اقتصادية. وأظهر تقرير شيانيوي أن أحد العاملين بدوام جزئي على المنصة حصل على متوسط 3660 يوانا (حوالي 510 دولارات أمريكية) من خلال وظائف جانبية في عام 2024.

وفي حين أن الاستقرار المالي هو الدافع، فإن العديد من الشباب يجدون ارتياحا أعمق في أعمالهم الجانبية. وأكدت منغ التي استكشفت أيضا مشاريع أخرى مثل بيع الفاكهة وخدمات استلام الطرود، أكدت أن أهم شيء اكتسبته ليس المال ولكن عقلية ريادة الأعمال.

وقالت منغ:" عندما أواجه إزعاجا في حياتي، سأفكر في المستقبل وأجد فرصة العمل وراء ذلك"، مضيفة أنها وجدت شغفها بالتسويق من خلال هذه الوظائف الجانبية.

وبالنسبة لـ وانغ، يكمن الفرح في الشعور بالإنجاز والقدرة على مساعدة الآخرين من خلال محتواها. وقالت:" من الممتع أن أعرف أن مشاركاتي لها صدى مع الآخرين وأنها تجلب قيمة لحياتهم".

ووفقا للخبراء، فإن الأعمال الجانبية لا تتعلق فقط بكسب المال ولكن أيضا تعزيز الاستقلالية والمرونة والابتكار. وقال تشوانغ جيا تشي، أستاذ مشارك في علم الاجتماع في الجامعة المركزية للمالية والاقتصاد:" يرسل شباب اليوم إشارة إيجابية بجهودهم لتحقيق تطلعاتهم".