بكين 28 يناير 2025 (شينخوا) تجول نبيل بومور من المملكة المغربية في شوارع بلدية تشونغتشينغ بجنوب غربي الصين مأسورا بالمعالم الساحرة لهذه المدينة "ثمانية الأبعاد". فمن قويلين إلى تشونغتشينغ وصولا إلى تشنغدو... بدأ نبيل رحلته في الصين لمعايشة أجواء الاحتفال برأس السنة الصينية الجديدة، أو عيد الربيع.
في يوم 19 يناير الجاري، أطلقت شركة شانغهاي للخطوط الجوية التابعة لشركة شرقي الصين المحدودة للخطوط الجوية خطا جويا جديدا يربط شانغهاي والدار البيضاء. وفي اليوم التالي، استأنفت شركة الخطوط الملكية المغربية الخط الجوي المباشر الذي يربط الدار البيضاء وبكين، ما يرمز لانطلاقة جديدة في العام الجاري لتعزيز تبادلات الأفراد بين الصين والدول العربية.
وأعرب نبيل عن أسفه لعدم حجز رحلة جوية مباشرة إلى الصين قائلا إنه محظوظ جدا لقضاء العيد التقليدي الأهم في الصين خلال السفر، كما أبدى إعجابه بتجربة القطار فائق السرعة ورؤية الباندا العملاقة وغيرهما، وعزمه السفر إلى الصين مرة أخرى من خلال رحلات طيران مباشرة لزيارة المزيد من المدن الصينية مثل بكين وشانغهاي.
وتبني الخطوط الجوية المباشرة بين الصين والدول العربية جسرا مهما للتبادلات التجارية والثقافية بين الجانبين، وتتيح المزيد من الفرص والتسهيلات للتبادلات الشعبية.
وفي هذا السياق، سارعت شركات الطيران الصينية لإطلاق رحلات مباشرة بين الصين والمملكة العربية السعودية خلال العام الماضي، حيث تم إطلاق خمسة خطوط جديدة خلال نصف عام فقط. تحتضن خمس مدن صينية حاليا بما فيها بكين وشانغهاي وقوانغتشو وشنتشن وهونغ كونغ رحلات طيران مباشرة إلى الرياض في السعودية.
وفي الوقت ذاته، استمر عدد الوافدين الأجانب في الارتفاع مع إدراج الصين المزيد من الدول إلى برنامج الإعفاء من التأشيرة واتخاذ العديد من التدابير لتسهيل سفر السياح الأجانب.
ومنذ نهاية عام 2023، وسعت الصين سياسات الإعفاء من التأشيرات بشكل متواصل، حيث نفذت البلاد حتى الآن سياسات شاملة للإعفاء المتبادل من التأشيرة مع 26 دولة وطبقت سياسات إعفاء من التأشيرة من جانب واحد لـ38 دولة واتخذت ترتيبات للإعفاء من تأشيرة العبور لـ54 دولة كما توصلت إلى مختلف اتفاقيات متبادلة للإعفاء من التأشيرة مع 157 دولة ومنطقة.
وفي ديسمبر الماضي، أعلنت الصين عن تخفيف كبير في سياسة الإعفاء من تأشيرة العبور، حيث مددت فترة الإقامة المسموح بها للمسافرين الأجانب المؤهلين من 72 ساعة و144 ساعة في البداية إلى 240 ساعة حاليا.
وخلال العام المنصرم، باتت عبارة "تشاينا ترافيل" (السفر إلى الصين) أكثر رواجا على وسائل التواصل الاجتماعي العالمية، ما يعكس النتائج الواضحة التي حققتها سلسلة السياسات الموسعة للإعفاء من التأشيرة وغيرها من التدابير التي اتخذتها البلاد.
وأظهرت أحدث البيانات التي أصدرتها الهيئة الوطنية للهجرة الصينية أن الرحلات العابرة للحدود التي قام بها الأجانب في عام 2024 بلغت 64.88 مليون رحلة، بزيادة بنسبة 82.9 في المائة قياسا إلى عام 2023، فضلا عن إجراء أكثر من 20 مليون رحلة وافدة بدون تأشيرة من قبل السياح الأجانب، بزيادة قدرها 112.3 في المائة على أساس سنوي.
وفيما تحظى سلسلة السياسات الموسعة للإعفاء من التأشيرة باعتراف المسافرين الدوليين، قالت رباب الطاهري من الإمارات العربية المتحدة المشمولة في قائمة الدول المعفاة من التأشيرة المذكورة آنفا، إن سياسات التأشيرة الصينية تعتبر خطوة إيجابية لتسهيل سفر الإماراتيين إلى الصين وإتاحة المزيد من الفرص لتعزيز السياحة والأعمال والتبادل الثقافي بين البلدين.
واعتبرت الكاتبة والمؤلفة الإماراتية السفر إلى الصين في موسم عيد الربيع "تجربة فريدة ومثيرة" حيث يعتبر هذا العيد أحد أهم الأعياد في الصين ويتميز بأجواء الاحتفالات التقليدية والمهرجانات المبهجة الأمر الذي يمكّن السياح الأجانب من تجربة الثقافة الصينية عن قرب والتعرف على التكنولوجيا والابتكارات الجديدة في الصين.
وفي هذا الصدد، تقدر بعض وكالات السفر أن يرتفع عدد حجوزات السفر من قبل السياح الأجانب لفترة عيد الربيع هذا العام بنسبة 203 في المائة على أساس سنوي مقارنة بعام 2024.
وأشارت نتائج إحصاءات غير كاملة إلى ارتفاع عدد حجوزات تذاكر الطيران للمسافرين الوافدين خلال موسم ذروة السفر المصاحب لعيد الربيع 2025 بنسبة 47 في المائة على أساس سنوي، ما يسلط الضوء على جاذبية السياحة الوافدة إلى الصين في موسم السفر لعيد الربيع هذا العام، وفقا لما قالت شانغ كه جيا المسؤولة بالهيئة الوطنية الصينية للطيران المدني.
وقال تشانغ كاي صاحب شركة "يويه تو" للنقل السياحي في المغرب إنه يتطلع إلى انضمام المزيد من الدول العربية في المستقبل إلى "دائرة الأصدقاء" للإعفاء من التأشيرات وإطلاق خطوط جوية مباشرة بين المزيد من المدن الرئيسية الصينية والعربية، بما يسهل تبادلات الأفراد بين الجانبين لتعميق التعاون في مجالات الاقتصاد والثقافة والسياحة.