بكين 4 فبراير 2025 (شينخوا) أعلنت اللجنة الأولمبية والبارالمبية السعودية يوم 27 يناير عن مشاركة البعثة الرياضية السعودية في دورة الألعاب الآسيوية الشتوية التاسعة، التي تستضيفها مدينة هاربين، حاضرة مقاطعة هيلونغجيانغ بشمال شرقي الصين، وذلك للمرة الأولى في تاريخ المملكة العربية السعودية منذ انطلاق الدورة عام 1986.
وتُعد هاربين واحدة من المدن الرائدة في استضافة الفعاليات الرياضية الشتوية، إذ سبق لها تنظيم دورة الألعاب الآسيوية الشتوية الثالثة عام 1996. وإلى جانب المملكة العربية السعودية، أكدت عدة دول عربية أخرى مشاركتها في الحدث، منها البحرين والأردن والكويت وقطر ولبنان والإمارات، ما يعكس تنامي الاهتمام بالرياضات الشتوية في الدول العربية.
ومن المقرر أن تُقام الدورة خلال الفترة من 7 إلى 14 فبراير 2025، بمشاركة أكثر من 1270 رياضيًا من 34 دولة ومنطقة آسيوية، ما يجعلها النسخة الأكبر من حيث عدد المشاركين في تاريخ البطولة.
وفي هذا السياق، قال لي قوانغ، مدير مركز العمليات الرياضية لدورة الألعاب الأولمبية الشتوية في هاربين، إن الحدث "لن يكون مجرد مهرجان رياضي، بل سيمثل أيضًا منصة لتعزيز التبادل الثقافي والتواصل بين الدول الآسيوية، حيث ستُبرز مدينة هاربين تنوع الحضارات الآسيوية أمام العالم".
-- مشاركة سعودية تاريخية
يشارك فائق عابدي، أول لاعب سعودي يتأهل لدورة الألعاب الأولمبية الشتوية بكين 2022، في منافسات التزلج الألبي ضمن دورة الألعاب الآسيوية الشتوية 2025، بعد تحقيقه المركز الحادي عشر بزمن 54.43 ثانية في بطولة دبي للتزلج العملاق، والتي كانت ضمن أفضل أربع سباقات شارك فيها لعام 2024.
ويواصل عابدي استعداداته المكثفة مع الفريق السعودي في سويسرا تحضيرًا لدورة هاربين. وقال عبر الحساب الرسمي للمنتخب السعودي على وسائل التواصل الاجتماعي مؤخرا: "المشاركة في هذه الدورة فرصة مهمة لنا لقياس مستوانا مقارنة بالرياضيين الآسيويين".
ووفقًا للجنة الأولمبية والبارالمبية السعودية، يشارك في الدورة ثمانية لاعبين ولاعبات من السعودية في منافسات التزلج الألبي ورياضة الكيرلينغ.
من جانبها، قالت شريفة السديري، أول لاعبة تمثل المملكة في التزلج، عبر الحساب الرسمي للمنتخب السعودي: "هدفي هو تمثيل السعودية بأفضل صورة ممكنة لدورة الألعاب الآسيوية الشتوية هاربين، وأتمنى أن أكون مصدر إلهام للفتيات السعوديات للانضمام إلى هذه الرياضة".
وأضافت أن استضافة السعودية لدورة الألعاب الآسيوية الشتوية 2029 في تروجينا ستكون "دافعًا كبيرًا لنا كرياضيين".
وكانت تروجينا، الوجهة الجبلية التابعة لمشروع نيوم، قد فازت في عام 2022 بحق استضافة دورة الألعاب الآسيوية الشتوية 2029، خلال أعمال الجمعية العمومية الـ41 للمجلس الأولمبي الآسيوي في كمبوديا، لتصبح المملكة العربية السعودية بذلك أول دولة في غرب آسيا تستضيف هذه البطولة.
وأشارت اللجنة الأولمبية والبارالمبية السعودية في بيان لها إلى أن المشاركة في دورة الألعاب الآسيوية الشتوية 2025 تأتي ضمن استعدادات المملكة لاستضافة الألعاب الشتوية في تروجينا، ما يجعل هذه الدورة في هاربين محطة رئيسية في مسيرة تطوير الرياضات الشتوية بالسعودية.
ومن المقرر أن يشهد حفل ختام دورة هاربين تسليم العلم رسميًا إلى السعودية، إيذانًا ببدء الاستعدادات لاستضافة الحدث بعد أربع سنوات في نيوم.
-- الرياضيون العرب يستعدون للمنافسة
في إطار الاستعدادات، قال فهيد العجمي، مدير البعثة الكويتية المشاركة في منافسات دورة هاربين، لوكالة أنباء ((شينخوا)) مؤخرا، إن منتخب بلاده سيشارك بـ65 رياضيًا ورياضية في خمس مسابقات، تشمل هوكي الجليد، والتزلج على الجليد، والتزلج السريع، و(الكيرلنج)، والاستعراض على الجليد (الفيغر).
وأكد العجمي أن "المشاركة الكويتية في هاربين ستكون الأكبر في تاريخ مشاركات الكويت بهذه الدورة والتي بدأت عام 1999"، مشيرًا إلى أن الفرق الكويتية الخمس استعدت بقوة لخوض منافسات هذه الدورة الكبيرة، إذ أقامت جميعها معسكرات خارجية وداخلية لضمان أفضل استعداد.
من جانبه، تحدث سامي حجازي، قائد منتخب البحرين لهوكي الجليد، عن تحضيرات فريقه خلال حديثه لـ((شينخوا))، موضحًا أن المنتخب أجرى معسكرًا داخليًا في البحرين، بالإضافة إلى السفر أسبوعيًا إلى الكويت للمشاركة في الدوري الكويتي، نظرًا لعدم وجود صالة أولمبية في البحرين.
وقال حجازي: "نهدف إلى رفع علم مملكة البحرين عاليًا وتمثيل بلدنا في هذه البطولة، وإظهار أن لدينا فريقًا تنافسيًا في هوكي الجليد، إلى جانب العمل على نشر ثقافة هذه الرياضة في البحرين".
وأشار حجازي إلى أن هذه ليست مشاركته الأولى في الألعاب الآسيوية الشتوية، حيث مثل البحرين في الألعاب الآسيوية الشتوية 2011 في كازاخستان، مضيفًا أن الفريق أصبح أكثر خبرة مقارنة بالماضي. وأوضح أن البحرين شهدت تطورًا ملحوظًا في رياضة هوكي الجليد، حيث شارك المنتخب في بطولات دولية في روسيا، وتركمانستان، والكويت، والإمارات، كما بدأت فرق السيدات البحرينية بالمنافسة على المستوى الدولي.
وفي السياق ذاته، قال ريمون سكر، رئيس الوفد اللبناني المشارك في الألعاب الآسيوية الشتوية لعام 2025، في مقابلة مع ((شينخوا)) مؤخرا، إن بعثة بلاده إلى هاربين 2025 تُعد واحدة من أكبر البعثات اللبنانية المشاركة في الألعاب الشتوية، إذ تضم 17 رياضيًا يتنافسون في خمس رياضات، هي التزلج الألبي والتزلج الريفي والبياتلون والتزلج على الجليد والتزلج الجبلي، وذلك في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها البلاد.
ومن لبنان أيضا، ذكر المتزلج اللبناني بول كيروز، المشارك في منافسات التزلج الريفي والبياتلون، لـ((شينخوا)) مؤخرا، أن الرياضيين اللبنانيين يواجهون صعوبات عدة، منها الإمكانات المالية المحدودة ونقص الثلوج. وأضاف: "تدربنا في كرواتيا وبلغاريا خلال الصيف عبر الاتحاد اللبناني للتزلج، لكن الكثير من التحضيرات كانت فردية بسبب نقص الموارد المالية".
وأضاف كيروز قائلا "رغم الصعوبات التي واجهها لبنان هذا العام، سواء من الناحية الاقتصادية أو بسبب قلة تساقط الثلوج، سنبذل قصارى جهدنا، لأن الأهم هو أن نستمر في التقدم والمنافسة على الساحة الدولية".
-- الاهتمام العربي بالرياضات الشتوية يتزايد
تشهد الرياضات الشتوية اهتمامًا متزايدًا في الدول العربية، سواء من خلال تشجيع المواطنين على ممارستها أو عبر استضافة البطولات الدولية.
وقد صرّح سامي حجازي لـ((شينخوا)) بأن هوكي الجليد تُعد واحدة من أكثر الرياضات إثارة وتحديًا، نظرًا لسرعتها العالية ومتطلباتها البدنية والفنية الكبيرة، ما يجعلها رياضة تجمع بين القوة والذكاء في آنٍ واحد.
وأشار حجازي إلى أن شعبية هوكي الجليد في البحرين بدأت في التزايد، مشيرًا إلى الجهود المبذولة لنشر هذه الرياضة من خلال زيارات إلى المدارس وتنظيم أيام مفتوحة تُتيح للأفراد من مختلف الأعمار فرصة تجربة اللعبة. وأوضح أن البحرين تحتفل سنويًا بـ"اليوم البحريني الرياضي"، حيث يشارك جميع المواطنين في مختلف الأنشطة الرياضية، وتُقام خلاله حصص تدريبية خاصة بهوكي الجليد لتعريف الجمهور بهذه الرياضة وتشجيعهم على ممارستها.
من جانبه، أكد رئيس اللجنة الأولمبية الكويتية، الشيخ فهد ناصر الصباح الأحمد، عقب اجتماعه مع وفد نادي الألعاب الشتوية الكويتي بمقر اللجنة في أغسطس من العام الماضي، أن المشاركة الكويتية في دورة الألعاب الآسيوية الشتوية المقبلة تمثل خطوة كبيرة في مسيرة الرياضات الشتوية في البلاد. وأشار إلى أن الكويت بدأت مشاركاتها في هذه البطولة منذ عام 1999، وكانت تقتصر حينها على منافسات هوكي الجليد فقط، إلا أن المشاركة الحالية ستكون الأوسع نطاقًا في تاريخها.
وفي الإمارات، انطلقت النسخة الرابعة من بطولة الإمارات الدولية للتزلج الحر في 15 أكتوبر 2024 بتنظيم مشترك بين اتحاد الإمارات للرياضات الشتوية والاتحاد الدولي للتزلج، بمشاركة 48 متسابقًا من 11 دولة أوروبية وخليجية، بينهم 8 من المنتخب الوطني الإماراتي، وذلك في "سكي دبي" بمول الإمارات.
ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة ((البيان)) الإماراتية، يستقطب "سكي دبي" نحو مليون زائر سنويًا من محبي التزلج والرياضات الشتوية. وقال إبراهيم خادم، عضو مجلس إدارة اتحاد الإمارات للرياضات الشتوية، إن البطولة كانت اختبارًا مهمًا لاستعدادات المنتخب الوطني قبل دورة الألعاب الآسيوية الشتوية 2025.
أما في الأردن، أعربت الأمينة العامة للجنة الأولمبية الأردنية رنا السعيد عن تطلعها لزيادة أعداد الأردنيين الممارسين للرياضات الشتوية وتعزيز المشاركة الأردنية في الدورات القادمة.
وأشار في مقابلة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) مؤخرا الى أن الأردن، رغم عدم امتلاكه قاعدة واسعة من الرياضات الشتوية في الوقت الراهن، إلا أن هناك عدد من الأردنيين المغتربين الذين يمارسون هذه الرياضات، مشددة على ضرورة دعمهم وتشجيعهم للمشاركة في البطولات العالمية، بما يفتح الباب أمام مستقبل واعد لرياضيي الأردن في هذا المجال.
وقالت إن البطولات الرياضية التي تجمع دول العالم، مثل دورة الألعاب الآسيوية الشتوية، تسهم في تعزيز القيم الأولمبية وترسخ قيم السلام والمحبة بين الشعوب، مضيفة أن مثل هذه الفعاليات الرياضية تمنح الرياضيين فرصة للتعرف على ثقافات جديدة وتكوين صداقات وتعزيز الاحترام المتبادل بغض النظر عن اللون أو الجنس أو المعتقد.