بقلم/تشانغ يانغ جون، أستاذ بكلية المركبات والتنقل بجامعة تسينغهوا
ظهرت " حاملة الطائرات البرية" في معرض الإلكترونيات الاستهلاكية 2025 الذي أقيم في مدينة لاس فيغاس الأمريكية مؤخراً، وهي سيارة طائرة معيارية طورتها شركة XPeng الصينية لصناعة السيارات الكهربائية، لأول مرة على المستوى الدولي، وجذبت اهتمامًا كبيرًا في جميع أنحاء العالم. ويتوقع أن يتم تسليمها للعملاء في عام 2026.
حلم السيارة الطائرة يتحول تدريجياً إلى حقيقة، مما يوفر إمكانيات لا حصر لها لوسائل النقل المستقبلية. وربما في غضون 10 سنوات، سيتم تقصير توقيت التنقل من 1-2 ساعة إلى 10-20 دقيقة فقط، مما يخفف من ضغط الاختناقات المرورية على سكان المدينة.
اليوم، لدى الناس تعريف أكثر تحديدًا للسيارات الطائرة. بالمعنى الضيق، تشير السيارة الطائرة إلى مركبة ذات وضع مزدوج يمكنها القيادة على الأرض والتحليق في الهواء. لكن، بالمعنى الواسع، فهي تشمل طائرات الإقلاع والهبوط العمودي الكهربائية (eVTOL) المستخدمة في وسائل النقل العام.
وفي عام 2024، أصدرت الجمعية الصينية لمهندسي السيارات أول تقرير بحثي في البلاد عن السيارات الطائرة. ولاحظت أن تطور المركبات الكهربائية الذكية في القرن الحادي والعشرين قد أرسى أساسًا صناعيًا متينًا للطيران الكهربائي الذكي.
وفقًا للتقرير، كفئة من السيارات الطائرة، من المتوقع أن تصبح (eVTOL) مركبات نقل عام، تمامًا مثل السيارات على الأرض، من خلال دمج التقنيات الكهربائية الذكية والسلاسل الصناعية للطائرات والسيارات. وذكر التقرير أن مفهوم السيارات الطائرة بمعناه الواسع حظي بقبول واسع النطاق في الصناعة.
وبالنظر إلى المستقبل، فإن عصر السيارات الطائرة أصبح حقيقة واقعة بسرعة. ووفقا للكتاب الأبيض الصيني حول السيارات الطائرة، فإن تطوير السيارات الطائرة سوف يمر بثلاث مراحل.
المرحلة الأولى: اعتبارًا من عام 2025، ستدخل السيارات الطائرة مرحلة 1.0 من التسويق التجاري، حيث سيتم خلالها وضع طائرات الشحن الجوي الكهربائية (eVTOLs) قيد التشغيل التجاري، في حين سيتم عرض سيارات الطيران الكهربائية (eVTOLs) للركاب وتطبيقها في سيناريوهات محددة.
المرحلة الثانية: في عام 2035 تقريبًا، عندما ستحتضن السيارات الطائرة مرحلة التطوير 2.0، مما يؤدي إلى إنتاج طائرات عمودية كهربائية أكثر ذكاءً. سيتم تصنيع هذه الطائرات على نطاق واسع، وتصبح وسيلة رئيسية للنقل على ارتفاعات منخفضة.
المرحلة الثالثة: بحلول عام 2050 تقريبًا، ستدخل السيارات الطائرة في المرحلة 3.0، والتي تتميز بالتطبيقات الجماعية للسيارات الطائرة التي يمكنها القيادة على الأرض وفي الهواء. وسيتم دمج وسائل النقل على ارتفاعات منخفضة والنقل البري بشكل عميق، مما يؤدي إلى إنشاء نظام نقل ذكي ثلاثي الأبعاد.
تعمل العديد من الدول حول العالم على تسريع وتيرة ابتكار وتطبيق السيارات الطائرة. وهناك ثلاثة أساليب تطوير رئيسية.
أولاً، تنتقل بعض الشركات من الطيران الميكانيكي التقليدي إلى الطيران الكهربائي الذكي. على سبيل المثال، استفادت شركات، مثل (Joby Aviation) في الولايات المتحدة، وشركة تصنيع الطائرات الأوروبية (Airbus)، والشركات الصينية، مثل (AutoFlight) و(Aerofugia) من خبرتها في التصميم ومزاياها التكنولوجية في الطيران التقليدي لتطوير السيارات الطائرة.
ثانياً، تتجه بعض الشركات إلى ما هو أبعد من المركبات الكهربائية الذكية إلى الطيران الكهربائي الذكي. ويرتبط حوالي 85% من السلسلة الصناعية التي تدعم السيارات الطائرة ارتباطًا وثيقًا بالمركبات الكهربائية الذكية، مما يوفر أساسًا قويًا لتقنيات السيارات الطائرة. على سبيل المثال، تعمل شركة (XPENG) وشركة صناعة السيارات الصينية (GAC Group) على تكثيف جهود البحث والتطوير في مجال السيارات الطائرة بناءً على خبرتها في صناعة السيارات الكهربائية الذكية.
ثالثاً، تنتقل شركات أخرى من الطائرات بدون طيار متعددة المروحيات إلى الطيران الكهربائي الذكي. وأنشأت الطائرات بدون طيار متعددة المروحيات أساسًا في تكنولوجيا التحكم في الطيران للطيران الكهربائي الذكي. على سبيل المثال، تتجه شركة (EHang Holdings Limited) الصينية لصناعة الطائرات بدون طيار وغيرها من الشركات نحو السيارات الطائرة بناءً على خبرتها المبكرة في الطائرات بدون طيار متعددة المروحيات.
ومن المقرر أن تقوم شركة (Joby Aviation) بتسويق طائرات(eVTOLs) تجاريًا في عام 2025، مما يرسم آفاقًا جديدة في مجال التنقل الجوي في المناطق الحضرية. وقد أطلقت شركة (Airbus)، بناءً على خبرتها الواسعة في مجال الطيران التقليدي وحضورها العالمي القوي، مشروع (CityAirbus NextGen). وفي عام 2024، كشفت شركة (Airbus)النقاب عن النموذج الأولي لطائرة (CityAirbus NextGen eVTOL )الكهربائية بالكامل وأجرت الرحلة الأولى بنجاح، والتي كانت خطوة رئيسية في انتقالها من الطيران التقليدي إلى الطيران الكهربائي الذكي.
توفر التقنيات والقدرات الصناعية الرائدة عالميًا في الصين في مجال السيارات الكهربائية والطائرات بدون طيار متعددة المحركات، أساسًا قويًا لتطوير وإنتاج السيارات الطائرة. على سبيل المثال، دخلت شركة صناعة السيارات الصينية (Changan Automobile) في شراكة مع شركة(EHang) لصناعة الطائرات بدون طيار لإنشاء نهج مبتكر، يتمثل في دمج تقنيات السيارات والطائرات بدون طيار متعددة المروحيات، مما يوفر زخمًا جديدًا لتطوير السيارات الطائرة.
يعد النقل على ارتفاعات منخفضة بمثابة منصة أساسية وسيناريو لتطبيق التقنيات الجديدة مثل الطاقة الجديدة، والذكاء الاصطناعي، والبيانات الضخمة، واتصالات الجيل الخامس. ويمثل اتجاهًا استراتيجيًا لتنمية الاقتصاد على ارتفاعات منخفضة، وسيعيد تشكيل مشهد التنمية الاقتصادية العالمية.
حاليا، تعد المركبات الجوية بدون طيار (UAVs) والسيارات الطائرة وسائل النقل الأساسية للأنشطة الاقتصادية على ارتفاعات منخفضة. وكما أن الدراجات والدراجات النارية والسيارات مهمة للاقتصاد الأرضي، فإن الطائرات بدون طيار الاستهلاكية، والطائرات بدون طيار الصناعية، والسيارات الطائرة من فئة النقل، ضرورية بنفس القدر في الاقتصاد على ارتفاعات منخفضة.
تلعب الطائرات بدون طيار دورًا رائدًا في اقتصاد الارتفاعات المنخفضة، وقد انتقلت من الأجهزة الترفيهية المخصصة للمستهلكين إلى أدوات الإنتاج الصناعية المستخدمة في أنشطة، مثل فحص خطوط الكهرباء وحماية الزراعة والغابات. ومن الآن فصاعدا، فإن التطبيق الواسع النطاق للسيارات الطائرة سيقود البشرية إلى عصر جديد من النقل ثلاثي الأبعاد، مما يخلق سوق المحيط الأزرق بقيمة تريليون دولار للاقتصاد على ارتفاعات منخفضة.