طرابلس 12 فبراير 2025 (شينخوا) أعربت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا اليوم (الأربعاء) عن "قلقها البالغ" إزاء اكتشاف مقبرتين جماعيتين لمهاجرين غير شرعيين في منطقتي الكفرة والواحات بجنوب شرق ليبيا.
ودعت البعثة في بيان نشرته مساء اليوم عبر موقعها الرسمي على شبكة الانترنت، إلى إجراء "تحقيق كامل" بشأن المقبرتين الجماعيتين اللتين عُثر عليهما، الأولى يوم 7 فبراير الجاري في مزرعة بمنطقة أجخرة في الواحات تحتوي على 19 جثة، والثانية يوم 8 فبراير الجاري في منطقة الكفرة وتحتوي على 40 جثة، بعضها يحمل آثار طلقات نارية.
وطالبت البعثة في بيانها بإجراء "تحقيق سريع وكامل وشفاف" لضمان تقديم الجناة إلى العدالة، لافتة في الوقت نفسه إلى أن الضحايا، بحسب التقارير، كانوا محتجزين لدى تجار بالبشر لعدة أشهر، وتعرضوا لسوء معاملة وتعذيب شديدين.
واعتبرت أن المقبرتين الجماعيتين "تعدان تذكيرا مروعا بالحاجة المُلحة إلى مكافحة الاتجار بالبشر وضمان حقوق الإنسان للمهاجرين المستضعفين".
وكانت النيابة العامة الليبية أعلنت يوم الأحد الماضي عن تحرير 76 مهاجرا غير شرعي، وضبط تشكيل عصابي متورط في تهريب البشر بشمال الكفرة، بالإضافة إلى استخراج 28 جثة عُثر عليها مدفونة في محيط محل احتجاز المهاجرين.
وقالت النيابة في بيان إن "منتسبي فرع جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية في منطقة الجنوب الشرقي، تتبعوا المعلومات التي كشفت عن تنظيم عمليات هجرة غير مشروعة، واتجار بالبشر شمالي مدينة الكفرة".
وأضافت أنه "بناء على ذلك، تولى مأمورو الفرع بمساندة عناصر كتيبة سبل السلام مسؤولية الانتقال إلى مكان احتجاز الضحايا، فحرروا 76 مهاجرا من وضع الاحتجاز القسري، بالإضافة إلى استخراج 28 جثة عثر عليها مدفونة في محيط محل الاحتجاز".
وقبل ذلك، انتشلت السلطات الأمنية الليبية 19 جثة كانت مدفونة داخل مقبرة جماعية بمزرعة في منطقة اجخرة بمنطقة الواحات بجنوب شرق ليبيا.
وفي بيان ثان، أدانت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا محاولة الاغتيال التي استهدفت اليوم وزير الدولة الليبي لشؤون مجلس الوزراء عادل جمعة في طرابلس.
ودعت البعثة في بيانها الذي نشرته مساء اليوم في صفحتها الرسمية على شبكة (فيسبوك) إلى إجراء "تحقيق سريع وكامل وشفاف" لضمان تقديم الجناة إلى العدالة.
واعتبرت أنه "لا يوجد أي مبرر لاستخدام العنف ضد المسؤولين الحكوميين أو أي مدنيين آخرين"، لافتة إلى أن هذه الاعتداءات تقوض الاستقرار والأمن في طرابلس وعموم البلاد.
وفي وقت سابق، أعلنت حكومة الوحدة الوطنية الليبية برئاسة عبد الحميد الدبيبة نجاة عادل جمعة وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء من محاولة اغتيال تعرض لها صباح اليوم في العاصمة طرابلس.
وقالت الحكومة في بيان نقلته وكالة الأنباء الليبية (وال)، إن سيارة الوزير عادل جمعة "تعرضت لاعتداء مسلح من قبل جهة مجهولة على الطريق السريع في العاصمة طرابلس".
وأشارت إلى أن الحالة الصحية للوزير عادل جمعة "مستقرة"، لافتة في الوقت نفسه إلى أن الأجهزة الأمنية المختصة باشرت تحقيقاتها المكثفة لكشف ملابسات الحادث.
وتعاني ليبيا منذ سقوط نظام العقيد الراحل معمر القذافي في العام 2011 من الفوضى والانقسامات السياسية التي تعمقت في مارس من العام 2022 بوجود حكومتين، إحداهما تحظى باعتراف دولي، وهي حكومة الوحدة الوطنية برئاسة الدبيبة، ومقرها طرابلس، وتدير منها غرب البلاد بالكامل.
أما الحكومة الثانية فكلفها مجلس النواب (البرلمان)، وهي برئاسة أسامة حماد، ومقرها في بنغازي، وتدير شرق البلاد بالكامل ومدنا في جنوب البلاد.