17 فبراير 2025/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ ذكر تقرير بحثي صدر أخيرا عن مصرف جولدمان ساكس إنه مع الصعود السريع لشركة الذكاء الاصطناعي الصينية "ديب سيك"، فإن أسهم التكنولوجيا الصينية قد فتحت الباب أمام فرصة مهمة لإعادة التقييم. وبناء على ذلك، قرر مصرف جولدمان ساكس مواصلة الحفاظ على تصنيف الوزن الزائد لمؤشر مؤشر إم إس سي آي. متوقها أن يحقق المؤشر زيادة بنسبة 14% هذا العام.
كما أبدى مصرف دويتشه بنك تفاؤلا بشأن السوق الصينية. وفي تقرير حديث، قال إن المستثمرين العالميين سوف يدركون المزايا التنافسية لقطاعي التصنيع والخدمات في الصين هذا العام. مضيفا بأن الابتكارات الصينية تعمل على إعادة تشكيل مشهد المنافسة الصناعية. وتوقع عدم استمرار انخفاض قيمة الأسهم الصينية.
في هذا الصدد، قال كوانغ تشنغ، كبير مسؤولي الاستثمار في الخدمات المصرفية وإدارة الثروات في بنك "أش أس بي سي" بالصين، أن الاختراق التكنولوجي الذي حققه ديب سيك، يعكس دخول نموذج اللغة الكبير في الصين مرحلة التفكير العميق. ويجعل المستثمرين يلاحظون أيضًا أن الابتكار التكنولوجي في الصين أصبح أكثر تنافسية على الساحة العالمية. موضحا بأن نجاح ديب سيك قد يصبح حافزا بالنسبة للصين، لمواصلة تعزيز الابتكار التكنولوجي بين الشركات الخاصة، وأن يعزز ثقة المستثمرين في سوق الأسهم الصينية.
أدى ظهور نموذج "ديب سيك – أر 1"مفتوح المصدر إلى إشعال حماس المستثمرين العالميين لإعادة الاعتراف بالقدرة التنافسية التكنولوجية للصين وإعادة تقييم الأصول الصينية. ويعتقد فريق الاستراتيجية في شركة هواتاي للأوراق المالية أن ديب سيك يتمتع بمزايا التكلفة المنخفضة والأداء العالي. مما سيثير نقاشات قوية داخل الصناعة بشأن الإنفاق وسيناريوهات التطبيق وغيرها من الجوانب. كما من الممكن أن يدفع المستثمرين إلى إعادة تقييم الإمكانات التكنولوجية لشركات التكنولوجيا الصينية.
ويرى المهنيون من داخل الصناعة، أن هناك منطقًا قويًا وراء زيادة اهتمام المؤسسات الأجنبية بالسوق الصينية. ومن بين الأسباب المهمة لذلك أن مزايا تقييم الأصول في الصين واضحة. وقال وانغ شياو جينغ، مدير الاستثمار الكمي ومتعدد الأصول في بلاك روك فاندز، إنه من منظور السوق العالمية، لا تزال الأسهم الصينية في أدنى مستوياتها في التقييم. وإذا استمرت السياسات التدريجية التي تم تقديمها هذا العام لتعزيز ثقة المستثمرين الأجانب في التحول الاقتصادي الصيني، فمن المتوقع أن يعود رأس المال الأجنبي إلى السوق الصينية بشكل أسرع.
في الأثناء، تستمر سلسلة من السياسات الداعمة لسوق رأس المال والابتكار التكنولوجي في إحداث تأثيرها، مما يعزز بشكل قوي ثقة المؤسسات الأجنبية في السوق الصينية. وكانت لجنة تنظيم الأوراق المالية الصينية، قد أصدرت في عام 2024، وثائق سياسية مثل "ستة عشر مادة حول العلوم والتكنولوجيا"، و"ثماني مواد حول ستار ماركت"، و"ست مواد حول عمليات الدمج والاستحواذ" للتركيز على دعم التطوير المبتكر للمؤسسات القائمة على التكنولوجيا. وكانت العديد من شركات "التكنولوجيا الصلبة" في مجال البحث والتطوير التكنولوجي الأساسي قد دخلت على التوالي في سوق الأسهم الصينية "أ"، وحققت اختراقات تكنولوجية وقفزات في التنمية.
وفي الوقت الحاضر، تمثل شركات التكنولوجيا الفائقة أكثر من 90% من الشركات المدرجة في ستار ماركت (سوق الابتكار العلمي والتكنولوجي)، و"سوق المجلس الثاني"(جي إي أم) وبورصة بكين للأوراق المالية. ويمثل عدد الشركات المدرجة في الصناعات الناشئة الاستراتيجية في السوق بأكملها أكثر من النصف.
ويعتقد الخبراء أن الاقتصاد الصيني يشهد في الوقت الحالي تعافيا مطردا، فيما تشهد الإنتاجية الجديدة نموا سريعا. وفي المستقبل، ومع تسريع تنفيذ السياسات الحالية وإطلاق حزمة من السياسات التدريجية بطريقة أكثر قوة، ستركز سوق رأس المال على تمكين الشركات القائمة على التكنولوجيا. ومن المتوقع أن يتم إطلاق إمكانات الابتكار التكنولوجي في الصين بوتيرة متسارعة، وتصبح قوتها التكنولوجية أكثر تأثيرا. وستعطي المزيد من المؤسسات المالية الأجنبية مزيدا من الأهمية للأصول الصينية.