وزير الخارجية الصيني يؤكد حاجة الصين وبريطانيا إلى تعزيز الحوار والاتصال

لندن 14 فبراير 2025 (شينخوا) قال وزير الخارجية الصيني الزائر وانغ يي يوم الخميس إن الصين وبريطانيا بحاجة إلى تعزيز الحوار والاتصال وذلك خلال مشاركته مع نظيره البريطاني ديفيد لامي في رئاسة الحوار الاستراتيجي العاشر بين الصين وبريطانيا.

وقال وانغ، وهو أيضا عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، إن الاجتماع الذي عُقد في نوفمبر الماضي بين الرئيس الصيني شي جين بينغ ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، قدم التوجيه وأعطى زخما لتحسين العلاقات الثنائية وتعزيزها.

وأضاف وانغ أن الجانبين منذ ذلك الحين استأنفا التبادلات في مختلف المجالات، واستأنفا آليات التواصل مع تحقيق نتائج إيجابية، مشيرا إلى أن هذه الخطوة أسهمت في تعزيز ثقة المجتمعين الصيني والبريطاني، وأرسل رسالة إيجابية إلى العالم.

وتابع قائلا إنه ثبت أن تعزيز الحوار والتعاون بين الصين وبريطانيا هو الخيار الصحيح، إذ أنه يخدم مصالح الجانبين، ويتماشى مع الاتجاه العالمي.

وأوضح وانغ أنه من الطبيعي أن تكون هناك خلافات واختلافات بين الصين وبريطانيا، إذ أنهما دولتان مختلفتان في النظام السياسي والتاريخ والثقافة، مؤكدا أهمية تبني منظور موضوعي وعقلاني وتعزيز الحوار والتواصل بروح الاحترام المتبادل.

وأشار إلى أن الصين تعتبر بريطانيا شريكا استراتيجيا مهما، وأنها مستعدة لتنفيذ الاتفاقيات المهمة التي توصل إليها زعيما البلدين، وتعزيز زخم استقرار العلاقات الثنائية وتحسينها، وصياغة خطط للتبادلات رفيعة المستوى في الفترة المقبلة، وتعميق التعاون العملي في مختلف المجالات من أجل تعزيز آفاق جديدة للعلاقات الثنائية في العام الجديد.

ونوه وانغ إلى أن هذا العام يوافق إحياء الذكرى الـ80 لانتصار حرب المقاومة الشعبية الصينية ضد العدوان الياباني، والحرب العالمية ضد الفاشية، وكذلك الذكرى الـ80 لتأسيس الأمم المتحدة.

واستطرد قائلا إنه بالنظر إلى الظروف الحالية، فإنه يتعين على الصين وبريطانيا باعتبارهما عضوين دائمين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، إظهار مسؤوليتهما كدولتين رئيسيتين، وممارسة التعددية، ودعم التجارة الحرة، وتعزيز التسوية السياسية للقضايا الساخنة، وتعزيز السلام والاستقرار العالميين بشكل مشترك.

من جانبه، قال لامي إن العلاقات بين بريطانيا والصين تشكل أهمية كبيرة.

وأضاف أنه مع تزايد التحديات في الوضع الدولي الحالي، فإنه من الضروري لبريطانيا والصين، باعتبارهما عضوين دائمين في مجلس الأمن الدولي وقوتين رئيسيتين على الصعيد العالمي، تعزيز التواصل الاستراتيجي، وتعزيز السلام والاستقرار العالميين بشكل مشترك.

وأشار لامي إلى أنه بعد اجتماع زعيمي البلدين، فقد تم إحراز تقدم في الحوار والتعاون، خاصة في مجالي الاقتصاد والمالية.

وشدد على أن بريطانيا ملتزمة بتطوير علاقة طويلة الأمد ومستقرة وناضجة وقوية مع الصين، وأنها على استعداد لتعزيز التبادلات رفيعة المستوى مع الصين وإجراء حوار بنّاء وتعاون عملي في مختلف المجالات.

واتفق الجانبان على خارطة طريق للتبادلات الثنائية في المستقبل، واتفقا على تعزيز التبادلات على مختلف المستويات، وتعميق التبادلات الثقافية والشعبية، وتعزيز التفاهم المتبادل، ومواصلة تعزيز التنفيذ الشامل والفعّال لاتفاق باريس بشأن تغير المناخ وتمكين التحول الأخضر لكل منهما.

كما تطرق وانغ إلى موقف الصين من القضايا المتعلقة بتايوان وهونغ كونغ وغيرها.

وتبادل الجانبان وجهات النظر بعمق حول الأزمة الأوكرانية. وشرح وانغ موقف الصين بطريقة شاملة، مؤكدا أن الصين استرشدت دائما بـ"النقاط الأربع بشأن ما يتعين القيام به" والتي طرحها الرئيس شي جين بينغ، داعية إلى "عدم توسيع ساحات القتال، وعدم تصعيد الأعمال العدائية، وعدم تأجيج النيران".

وذكر وانغ أن التطورات على الأرض أثبتت الموقف العقلاني والبنّاء للصين.

وقال وانغ إن الصين ترحب بكل الجهود الملتزمة بمحادثات السلام بشأن الأزمة الأوكرانية، وتدعم بناء هيكل أمني أوروبي متوازن وفعال ومستدام لتحقيق السلام والاستقرار على المدى الطويل في أوروبا في نهاية المطاف. وأضاف أن الصين مستعدة للعمل مع جميع الأطراف بما في ذلك الجانب الأوروبي لمواصلة الاضطلاع بدور بناء في هذا الصدد.

كما تبادل الوزيران أيضا وجهات النظر بشأن الوضع في الشرق الأوسط وقضايا أخرى.