24 ابريل 2025/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ يُعرف سوق إيوو الدولي في مقاطعة تشجيانغ بـاسم " سوق العالم"، حيث يضم أكثر من 75 ألف متجر ويستقبل يومياً نحو 220 ألف زائر. ورغم التقلبات الاقتصادية العالمية، لا يزال السوق يحتفظ بحيويته، مع تدفق مستمر للتجار الأجانب وحركة نشطة في الطلبات. حيث تؤكد العديد من شركات التجارة الخارجية أنها تكيفت مع تغيرات السوق وتؤمن بأن "الحلول يمكنها دائما تجاوز الصعوبات".
تنويع الأسواق لمواجهة المخاطر الخارجية
في الطابق الخامس من منطقة التسوق الثانية، كان وانغ نان، المدير العام لشركة "كينان" للأدوات المعدنية، منشغلا باستقبال الزبائن حتى أنه نسي تناول وجبة الغداء. وقد حققت شركته هذا العام نموا في المبيعات بنحو 20%. إذ تقدم الشركة أكثر من ألف نوع من الأدوات اليدوية والكهربائية، بالتعاون مع مصانع في مناطق مثل دانيانغ بمقاطعة جيانغسو، وتوزع منتجاتها في أكثر من 100 دولة. ورغم أن صادراتها إلى الولايات المتحدة تشكل 10% من إجمالي المبيعات، إلا أن تأخير الشحنات لم يؤثر بشكل كبير على أدائها. ويقول وانغ: "طالما كانت سلعنا ممتازة، فلن نعاني من نقص الزبائن".
يضم سوق إيوو أكثر من 2.1 مليون نوع من السلع، تغطي كافة سلاسل المنتجات الاستهلاكية اليومية، مما يعزز ثقة التجار في مواجهة التحديات. على سبيل المثال، خفضت شركة "ليفشو" لمستحضرات التجميل نسبة صادراتها إلى الولايات المتحدة من 60% عام 2018 إلى 5% فقط حالياً، مع التركيز على أسواق أفريقيا والشرق الأوسط. بعد إطلاق 30 عطراً جديداً في أكتوبر الماضي، نفدت الكمية بسرعة، مما دفع الشركة لإضافة 36 منتجاً جديداً، وبيع أكثر من 5 ملايين زجاجة في شهرين فقط.
أداء مشرق في أسواق "الحزام والطريق"
لا يزال سوق إيوو يشهد حركة نشطة للتجار من مختلف الجنسيات، وكأنه معرض دائم للسلع العالمية. ووفقاً لإحصاءات الجمارك، نمت صادرات إيوو إلى دول "الحزام والطريق" بنسبة 11.7% خلال الربع الأول من هذا العام، لتصل إلى 111.85 مليار يوان (حوالي 66.8% من إجمالي تجارة ايوو). كما سجلت الصادرات إلى دول آسيان والاتحاد الأوروبي وأفريقيا وأمريكا اللاتينية والشرق الأوسط نموا ملحوظا. ويعزو التجار هذا النجاح إلى الطلب المتزايد في هذه الأسواق، مما يعزز قدرة الشركات على تحمل المخاطر.
على المستوى الوطني، نمت تجارة الصين مع دول "الحزام والطريق" بنسبة 2.2%، مسجلة 5.26 تريليون يوان (51.1% من إجمالي التجارة). وأشار مسؤول في الجمارك إلى أن تنويع الأسواق وتعزيز التعاون في سلاسل التوريد سيعززان مرونة التجارة الصينية.
إلى جانب التوسع الخارجي، أصبحت السوق المحلية داعماً قويا للشركات بمدينة إيوو. حيث أطلقت وزارة التجارة الصينية في 13 أبريل الجاري، حملة "منتجات التصدير المميزة في الصين" لمساعدة الشركات على بيع منتجاتها محليا عبر منصات التجارة الإلكترونية والمتاجر الكبرى. ويعكس نجاح تجار إيوو أن الابتكار وتنويع الأسواق والتكامل بين التجارة الداخلية والخارجية يعززان قدرة الشركات الصينية على المنافسة. حيث تظل إيوو رغم التحديات، نموذجاً لحيوية ومرونة الاقتصاد الصيني.