طرابلس 3 يونيو 2025 (شينخوا) أعلن رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية، عبد الحميد الدبيبة، اليوم (الثلاثاء) عزمه إطلاق مبادرة للخروج من المأزق السياسي الذي تعيشه ليبيا، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الليبية (وال)، وعدد من وسائل إعلام محلية أخرى.
وقال الدبيبة في كلمة ألقاها خلال الاجتماع الثاني العادي لمجلس وزراء حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة، عُقد اليوم في العاصمة طرابلس، إن المبادرة التي يعتزم اطلاقها قريبا تشمل ثلاثة مسارات، أولها " إعادة هيكلة الحكومة على أساس الكفاءة، وبعيدا عن المحاصصة أو التأثيرات الموازية".
ويتعلق المسار الثاني بـ " إطلاق مشروع الاستعلام الوطني كمسار جامع ومُعبر عن الإرادة الشعبية"، بينما يشمل المسار الثالث "وضع آلية واقعية لتأمين الانتخابات، وإنهاء ذريعة وجود حكومة موازية".
ولم يحدد الدبيبة توقيت إطلاق هذه المبادرة، واكتفى بالإشارة إلى أن ذلك سيكون قريبا، مؤكدا في الوقت نفسه أن مبادرته المرتقبة تهدف إلى "تقديم حل واقعي ومدعوم بإرادة شعبية، يطرح على طاولة الحوار كمسار جامع".
وتعهد في ختام كلمته بـ " الاستمرار في عملية بسط سلطان الدولة، وفرض القانون، وإنهاء المجموعات المسلحة".
وبحسب وسائل إعلام ليبية محلية منها صحيفة "الشاهد"، فإن وزير الداخلية في حكومة الوحدة الوطنية، اللواء عماد الطرابلسي، أبدى خلال الاجتماع المذكور موافقته على "حل جميع الأجهزة الأمنية دون استثناء أو اعتبارات"، وترحيبه بدمج عناصرها من الشباب في صفوف الجيش والشرطة.
ونقلت عنه قوله " إن اقتضى الأمر، فنحن مستعدون لحل جهازي الأمن العام ودعم المديريات خلال أقل من نصف ساعة"، مشددا في نفس الوقت على أنه" يجب أن يشمل الحل جميع الأجهزة الأمنية التابعة للمجلس الرئاسي ومجلس الوزراء بشكل مباشر".
ويأتي إعلان الدبيبة عزمه إطلاق مبادرة للخروج من الأزمة الراهنة في وقت تشهد فيه ليبيا جدلا متصاعدا بأبعاد سياسية وأخرى أمنية، دفعت العديد من المراقبين إلى التعبير عن خشيتهم من أن يكون ذلك مقدمة لإعادة الصراع إلى المربع الأول، أي الاحتكام إلى السلاح من جديد.
وعمقت التقارير حول تزايد التحركات العسكرية في شرق وغرب البلاد التي تعج بها وسائل الإعلام المحلية الليبية هذه الخشية، منها صحيفة "الشاهد" التي نقلت اليوم عن شهود عيان رصدهم أمس (الإثنين) مرور أربع شاحنات تحمل دبابات عبر طريق قصر بن غشير، باتجاه العاصمة طرابلس.
وأشارت إلى أنه تم أيضا رصد رتل من السيارات العسكرية تابع للواء 444 وهو يتحرك بالقرب من نادي الاتحاد في طرابلس، دون صدور أي توضيح رسمي حول طبيعة هذه التحركات أو أهدافها.
وقبل ذلك، كانت شعبة الإعلام التابعة للجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر قد أعلنت عن تحرك للواء الخامس التابع لرئاسة أركان الوحدات الأمنية، بقيادة الفريق خالد حفتر، دون ذكر للمكان الذي تحرك نحو اللواء الخامس، حيث اكتفت بالإشارة في بيان مقتضب، إلى أن هذا التحرك مرتبط بتنفيذ المهام الموكولة له.
ومع ذلك، أثار هذا التحرك مخاوف "تجمع ثوار مصراتة" بغرب ليبيا، الذي أصدر بيانا أعرب فيه عن قلقه البالغ إزاء ما وصفه بـ " التحركات العسكرية المتسارعة والخطيرة"، لافتا إلى أن هذه التحركات "مدعومة بتعزيزات هي الأضخم منذ فترة طويلة".
واعتبر في بيانه أن هذه التحركات "تتم خارج إطار الشرعية والتوافق الوطني، وتهدد استقرار ليبيا، وتمثل تصعيدا عسكريا ينذر بعواقب وخيمة على أمن ليبيا ووحدتها".
وتعاني ليبيا منذ العام 2011 من الفوضى والانقسامات السياسية التي تعمقت بوجود حكومتين، إحداهما تحظى باعتراف دولي، وهي حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة، ومقرها العاصمة طرابلس، وتدير منها غرب البلاد بالكامل.
أما الحكومة الثانية فكلفها مجلس النواب (البرلمان)، وهي برئاسة أسامة حماد، ومقرها في بنغازي، وتدير شرق البلاد بالكامل ومدنا في جنوب البلاد.