الصفحة الرئيسية >> الأعمال والتجارة

آفاق واسعة لزيت الزيتون التونسي في السوق الصينية

آفاق واسعة لزيت الزيتون التونسي في السوق الصينية

5 يونيو 2025/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ تُعد تونس ثاني أكبر منتج لزيت الزيتون في العالم بعد إسبانيا، حيث تضم أكثر من 80 مليون شجرة زيتون مزروعة على مساحة تفوق 1.8 مليون هكتار، أي ما يعادل نحو ثلث الأراضي الصالحة للزراعة في البلاد.

ويُعد زيت الزيتون من أبرز المنتجات الزراعية التصديرية التونسية. ففي موسم 2023-2024، بلغت صادرات البلاد نحو 195 ألف طن، بعائدات تجاوزت مليار دولار أمريكي. وتسعى تونس إلى توسيع أسواقها التصديرية، لا سيما في الصين والهند ودول الخليج، وتطمح إلى رفع حجم الصادرات إلى أكثر من 250 ألف طن بحلول عام 2025.

في معصرة "الواحة" الواقعة على مشارف مدينة بوحجلة من ولاية القيروان، تصدح أصوات الآلات فيما يُعصر الزيتون وفق خطوات دقيقة تشمل إزالة الأوراق والتبريد والعصر البارد والتقطيع. ويتدفق الزيت البكر الممتاز بلونه الأخضر الذهبي من أنابيب الفصل. ثم تعبأ الزجاجات على خط التجميع وهي تحمل ختم "شهادة عضوية من الاتحاد الأوروبي". ويقول يوسف، مدير المعصرة معلقا: "حرصنا المتواصل على الجودة أكسبنا ثقة المستهلكين حول العالم".

وبحسب مصدر من وزارة الفلاحة التونسية، أطلقت الحكومة التونسية مبادرة "حقول الزيتون الذكية"، والتي تشمل توزيع أجهزة استشعار لرطوبة التربة على 80 ألف مزارع، وتوسيع استخدام تقنية الري بالتنقيط، ما من شأنه أن يرفع إنتاج الوحدة بنسبة 40%.

كما أسس الديوان الوطني التونسي للزيت بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي "شهادة المنشأ التونسية"، وافتتح 20 مركزا لفحص الجودة تلزم شركات التصدير بإخضاع كل دفعة من الزيت لعمليات فحص دقيقة. كما أنشأت الحكومة "صندوق إنعاش صناعة الزيتون" لدعم الفلاحين في شراء آلات الحصاد وبناء محطات التجفيف الشمسي، من خلال قروض منخفضة الفائدة لا تتجاوز 1%.

وفي إطار استراتيجية طويلة الأمد، وضعت الحكومة التونسية "الخطة الوطنية لتنمية زيت الزيتون 2020-2030" والتي تهدف إلى تطوير السلسلة الصناعية لزيت الزيتون. كما أنشأت مكتبا خاصا لمراقبة الجودة، وطورت نظاما مشتركا مع الاتحاد الأوروبي لإصدار شهادات المنتجات العضوية، مع التركيز على الزراعة الخالية من المبيدات والأسمدة. وقال ذات المصدر، بأن تونس تعمل على تسريع الانتقال من تصدير المواد الخام إلى تصدير زيت الزيتون المعبأ بعلامات تجارية تونسية معترف بها عالميا وتوسيع حضورها في الأسواق الدولية.

في معصرة "الواحة"، عرض يوسف أمام المراسلين بثا مباشرا على "تيك توك"، حيث كان مذيع محلي يشرح باللغة الصينية طريقة قلي السمك بزيت الزيتون التونسي، فيما يظهر خلفه خط إنتاج المعصرة. وذكر يوسف بأنه قد عقد أول اتفاق تصدير مع وكيل إقليمي في الصين خلال معرض الصين الدولي للاستيراد العام الماضي. مضيفا "اليوم، بتنا نرسل ما يصل إلى 20 حاوية أسبوعيا إلى شنغهاي".

وقال مسؤول من مركز النهوض بالصادرات التونسية، إن تونس ترحب بانخراط المزيد من الشركات الصينية في مختلف مراحل سلسلة إنتاج زيت الزيتون، من الزراعة إلى المعالجة. كما تشجع الحكومة على إنشاء "مناطق تعاون صناعي" في الجنوب والوسط لجذب الاستثمارات، وتطبيق تقنيات الري الذكي ومعدات المعالجة الحديثة من الصين.

وأضاف بأن الشركات التونسية قد بدأت التواصل مع منصات التجارة الإلكترونية الصينية، مستفيدة من تقنيات البث المباشر لتسويق زيت الزيتون التونسي عالي الجودة داخل المطابخ الصينية. وتعمل حاليا على إنشاء صالات عرض دائمة في بكين وشنغهاي للتعريف بالمنتجات التونسية.

وأشار ذات المسؤول إلى أن لدى الصين خبرات متقدمة في تكنولوجيا الزراعة الذكية وتسويق العلامات التجارية، مؤكدا على أن التعاون بين تونس والصين يمكن أن يسهم بشكل فعّال في زيادة إنتاج وقيمة زيت الزيتون التونسي.

صور ساخنة