الصفحة الرئيسية >> التبادلات الدولية

رئيس البرلمان العربي: الصين مصدر إلهام لدول الجنوب العالمي ونموذجًا للتنمية المستقلة

/مصدر: شينخوا/   2025:06:06.08:45

القاهرة 5 يونيو 2025 (شينخوا) أكد محمد بن أحمد اليماحي رئيس البرلمان العربي أن الصين تشكل مصدرا لإلهام دول الجنوب العالمي وتقدم نموذجًا للتنمية المستقلة المرتكزة على المصالح الوطنية والتعاون الدولي.

وقال اليماحي، في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء ((شينخوا))، إن العلاقات العربية - الصينية تشهد في السنوات الأخيرة تطورا نوعيًا وملحوظًا على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية، موضحا أن هذا التقدم يعكس عمق الروابط التاريخية والمصالح المشتركة بين الجانبين، وهو ثمرة لرؤية استراتيجية تقوم على الاحترام المتبادل، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، والسعي لتحقيق التنمية المشتركة.

-- العلاقات العربية - الصينية

وأضاف أن تنامي حجم المبادلات التجارية والاستثمارية، إلى جانب التوافق السياسي في العديد من القضايا الإقليمية والدولية، يؤسس لشراكة استراتيجية شاملة بين الجانبين تخدم تطلعات الشعوب العربية والصينية على حد سواء.

وأكد أهمية الدور الذي يمكن أن يقوم به البرلمانيون العرب والصينيون في تعزيز العلاقات الصينية - العربية، موضحا أن البرلمانيين هم صوت الشعوب، ولهم دور محوري في مد جسور التفاهم وتعزيز العلاقات بين الدول.

ونوه بأنه من خلال تبادل الوفود والخبرات والتنسيق في المحافل الدولية، يمكن للبرلمانيين العرب والصينيين أن يسهموا في ترسيخ التعاون البرلماني وتوسيع مجالاته، بما يدعم الاتفاقيات الثنائية ومتعددة الأطراف، ويعزز التشريعات الداعمة للتعاون الاقتصادي والثقافي والعلمي، كما يمكنهم العمل على تقريب وجهات النظر وتعزيز الحوار الحضاري بما يرسّخ الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.

وتابع قائلا "نحن ننظر إلى العلاقات بين البرلمان العربي والبرلمان الوطني الصيني كشراكة استراتيجية في طور النضوج والتطور، هناك تطلع مشترك لتعزيز التعاون البرلماني في مجالات التشريع، وتبادل الخبرات، كما نثمّن ما تم تحقيقه من زيارات وتفاهمات ومبادرات مشتركة خلال الفترة الماضية، المستقبل واعد، ونعمل على استثمار آلية التعاون البرلماني العربي - الصيني، بما يعزز التواصل بين الشعوب، ويساهم في دعم السياسات التي تخدم السلام والتنمية في العالم العربي والصين والعالم".

وأعرب عن تقديره البالغ للدور المتنامي الذي تقوم به الصين في دعم الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، مؤكدا أن هذه الجهود تنبع من رؤية متوازنة تحترم سيادة الدول وتدعو إلى الحوار والحلول السياسية، بعيدًا عن التدخلات الخارجية أو السياسات الأحادية، مؤكدا أن الصين تقدم نموذجًا فاعلًا في الوساطة والدبلوماسية البنّاءة.

-- الصين الواحدة

وشدد رئيس البرلمان العربي على أن الدول العربية تؤمن بأنه لا توجد في العالم سوى الصين الواحدة، وأن تايوان جزء لا يتجزأ من الأراضي الإقليمية الصينية، وحكومة جمهورية الصين الشعبية هي الحكومة الشرعية الوحيدة التي تمثل الصين بكاملها، والتأكيد على الرفض القاطع لـ"استقلال تايوان" بأي شكل من الأشكال والدعم الثابت لجهود الحكومة الصينية فى تحقيق إعادة توحيد الوطن.

وقال إن الدول العربية تدعم جهود الحكومة الصينية في تحقيق إعادة توحيد الوطن، وهو ما يعكس احترامًا عربيًا واضحًا لسيادة الصين ووحدة أراضيها، ورفض التدخل في شؤونها الداخلية.

-- السياسات الحمائية الأمريكية

وفيما يتعلق بتأثير سياسات التعريفات الجمركية الأمريكية الأخيرة على الاقتصاد العالمي والتبادلات الاقتصادية والتجارية بين الدول العربية والدول الأخرى، أكد رئيس البرلمان العربي أن الاقتصاد العالمي بشكل عام في الفترة الأخيرة شهد تطورات متسارعة فرضتها تحديات كبيرة ومتزايدة على دول العالم وخاصة دول الجنوب.

وشدد على أن السياسات الحمائية التي تتبعها بعض الدول، وعلى رأسها فرض تعريفات جمركية مرتفعة، تتناقض مع مبادئ النظام التجاري المتعدد الأطراف وتلحق ضررًا بسلاسل الإمداد العالمية، وتحدّ من النمو الاقتصادي الشامل، بالنسبة للدول العربية، فإن هذه السياسات قد تؤثر سلبًا على تدفقات التجارة والاستثمار، وتزيد من حالة عدم اليقين في الأسواق.

وطالب اليماحي بتعاون دولي لتعزيز نظام تجاري عالمي عادل وشامل، يقوم على قواعد واضحة واحترام متبادل، ويسمح للدول النامية بتحقيق مصالحها الاقتصادية والتنموية المشروعة.

وأشاد رئيس البرلمان العربي بتعامل الصين مع أزمة السياسات الحمائية الأمريكية، مؤكدا أن النهج الصيني القائم على الحوار المتكافئ، والاعتماد على الحقائق، واحترام المبادئ، يعكس عقلانية سياسية ومسؤولية دولية جديرة بالتقدير، الحوار هو السبيل الأمثل لحل الخلافات، وتجنّب التصعيد، وتحقيق مصالح الشعوب.

-- دول الجنوب العالمي

وأكد اليماحي أن موقف الصين من التطورت الدولية يعكس إيمانها بالتعددية وأن التعاون وليس المواجهة هو ما يجب أن يسود العلاقات الدولية، وهو ما يبعث برسالة إيجابية للاقتصاد العالمي وللدول النامية التي تطمح إلى نظام أكثر إنصافًا وتوازنًا.

ولفت إلى أن الصين، من خلال اعتمادها نهج الحوار والاحترام المتبادل، استطاعت أن تحقق قفزات نوعية في التنمية وأن تصبح قوة اقتصادية عالمية دون فرض نماذجها على الآخرين أو التدخل في شؤونهم.

وأردف قائلا إن "هذا النهج شكّل مصدر إلهام لدول الجنوب العالمي، التي تسعى بدورها لإيجاد مكان عادل في منظومة الحوكمة الاقتصادية الدولية، فالصين تقدم نموذجًا للتنمية المستقلة المرتكزة على المصالح الوطنية والتعاون الدولي، وهو ما يشجع دول الجنوب، بما فيها الدول العربية، على المضي قدمًا نحو شراكات عادلة وشاملة".

وطالب الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من القوى الاقتصادية الكبرى بمراجعة سياساتها بما يتماشى مع مبادئ العدالة والمساواة والاحترام المتبادل، قائلا، "على هذه الدول أن تدرك أن التحديات العالمية - من تغير المناخ إلى الفقر وعدم المساواة - لا يمكن معالجتها إلا بتعزيز التعاون الدولي، وليس بسياسات الإقصاء أو الضغط الاقتصادي".

وشدد محمد بن أحمد اليماحي رئيس البرلمان العربي، على ضرورة أن تكون هناك إرادة سياسية حقيقية لدعم التنمية في دول الجنوب، عبر إصلاح المؤسسات المالية الدولية، ونقل التكنولوجيا، وتحقيق انفتاح تجاري حقيقي، لا يخضع للاعتبارات الجيوسياسية.

صور ساخنة