تشانغتشون 11 يونيو 2025 (شينخوا) نجح فريق بحثي صيني في تطوير نظام لمراقبة المؤشرات الحيوية المرتبطة بمرض باركنسون في العرق بشكل فوري، وذلك من خلال لاصقة صغيرة قابلة للارتداء.
وبحسب الدراسة، التي أجراها الفريق بقيادة الباحث تشانغ تشيانغ من معهد تشانغتشون للكيمياء التطبيقية التابع للأكاديمية الصينية للعلوم، والتي نُشرت نتائجها يوم الثلاثاء الماضي (بتوقيت بكين) في المجلة الدولية "المواد المتقدمة"، يمكن للنظام تحقيق مراقبة فورية للمؤشرات الحيوية في العرق، مما يتيح تتبعا ديناميكيا غير جراحي لتطور المرض، ما يوفر إمكانيات للتدخل المبكر خلال "المرحلة الذهبية" لعلاج مرضى باركنسون.
ويعد مرض باركنسون اضطرابا عصبيا تنكسيا يتطور بشكل تدريجي ويصعب اكتشافه في مراحله المبكرة، نظرا لأن الأعراض مثل الرجفان وبطء الحركة لا تظهر إلا بعد سنوات عديدة من بداية تلف الخلايا العصبية، ولا يوجد حتى الآن علاج شافٍ للمرض، فيعتمد المرضى بشكل أساسي على العلاج الدوائي طويل الأمد لإدارة حالتهم. لذلك، يلعب التشخيص والتنبؤ المبكران دورا بالغ الأهمية في علاج مرض باركنسون.
وقال تشانغ: "على الرغم من أن حجم اللاصقة بحجم ضمادة طبية فقط، إلا أنها تحتوي على 'كاشف مصغر' طورناه بأنفسنا". وأضاف أن الفريق أمضى قرابة ثلاث سنوات في تطوير هذا النظام القابل للارتداء.
وأوضح أن النظام يتيح مراقبة عدة مؤشرات حيوية مرتبطة بمرض باركنسون، مثل ليفودوبا وحمض الأسكوربيك والجلوكوز، من خلال تحليل العرق على سطح الجلد دون الحاجة إلى أخذ عينات دم أو الحقن.
ويتكون النظام من وحدة ميكروفلويدية حيوية لجمع العرق في وضعية السكون، ومنصة استشعار كهروكيميائية متطورة لرصد المؤشرات الحيوية، بالإضافة إلى دائرة معالجة الإشارات في الموقع للتعامل مع البيانات، وبرامج مخصصة لعرض البيانات في الوقت الفعلي على تطبيق ذكي.
وقال تشانغ: "إن الأمر يشبه تركيب مترجم للجسم، يحوّل الإشارات الحيوية في العرق إلى معلومات مفهومة يمكن للمريض الاستفادة منها".
وأضاف تشانغ أنه بفضل شريحة جمع العرق ذاتية التشغيل، يمكن جمع العينات بثبات حتى أثناء الحركة، كما أن أقطاب الاستشعار المرنة تمكّن من تقييم متزامن لعدة مؤشرات حيوية، وتعرض وحدة معالجة البيانات نتائج المراقبة لاسلكيا في الوقت الفعلي، "تماما كما لو أنك ترتدي ساعة ذكية".
وختم تشانغ بقوله: "نأمل أن يتمكن الأشخاص المعرضون لخطر الإصابة بمرض باركنسون من الوصول إلى هذا النظام بسهولة في المستقبل، ليكون أداة داعمة للتشخيص المبكر لمرض باركنسون والتنبؤ به".