الخرطوم 11 يونيو 2025 (شينخوا) أعلن الجيش السوداني اليوم (الأربعاء) إخلاء منطقة (المثلث)، وهي منطقة مطلة علي الحدود بين السودان ومصر وليبيا.
وقال بيان صادر عن القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية "في إطار ترتيباتها الدفاعية لصد العدوان، أخلت قواتنا اليوم منطقة المثلث المطلة علي الحدود بين السودان ومصر وليبيا".
واتهم الجيش السوداني أمس (الثلاثاء)، قوات الجنرال الليبي خليفة حفتر بالتورط في هجوم شنته قوات الدعم السريع على موقع تابع له في منطقة "المثلث".
وقال الجيش السوداني، في بيان، "إن العملية تُعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وتعديًا سافرًا على السيادة السودانية"، على حد قوله.
من جانبه، أكد الجيش الليبي أمس، رفضه القاطع لمحاولات الزج بأسمه في الصراع الدائر في السودان، معربًا عن استغرابه من الاتهامات التي وجهها الجيش السوداني بشأن تورط القوات الليبية في الهجوم على مواقع حدودية.
وفي بيان رسمي، شدد الجيش الليبي على أنه لم يكن يومًا مصدر تهديد لجيرانه، بل يسعى لضبط الحدود وضمان استقرارها، مشيرًا إلى تعرض دورياته العسكرية لاعتداءات متكررة من القوات السودانية، أثناء تنفيذ مهام تأمين الجانب الليبي من الحدود.
وفي المقابل، أعلنت قوات الدعم السريع أمس، عبر مقطع فيديو، سيطرتها على منطقة العوينات، الواقعة عند المثلث الحدودي بين السودان وليبيا.
ووفقا لمصادر عسكرية، فأن منطقة "العوينات" علي الحدود السودانية الليبية، تشهد اشتباكات بين القوة المشتركة للحركات المسلحة السودانية (متحالفة مع الجيش السوداني) وكتيبة (سبل السلام) السلفية التابعة لرئاسة أركان القوات البرية بالجيش الليبي، والموالية لخليفة حفتر.
ويُعد "المثلث" من المناطق الاستراتيجية ذات الأهمية الجغرافية، وتحوّلت المنطقة الحدودية في الأشهر الأخيرة إلى نقطة صراع ومسرحًا لتحركات قوات الدعم السريع.
ويحظى المثلث الحدودي بين السودان وليبيا ومصر بأهمية استراتيجية كونه يمثل ممرًا رئيسًا للحركة العسكرية وتهريب الأسلحة، ما جعله محل اهتمام عسكري، وسط تصاعد الاتهامات بشأن التدخلات الخارجية في الأزمة السودانية.
ويخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل 2023 حربا خلفت عشرات آلاف القتلى وملايين النازحين داخل وخارج البلاد.