الصفحة الرئيسية >> التبادلات الدولية

شي يقترح مبادرة الحوكمة العالمية في أكبر قمة لمنظمة شانغهاي للتعاون (4)

/مصدر: شينخوا/   2025:09:02.08:38
شي يقترح مبادرة الحوكمة العالمية في أكبر قمة لمنظمة شانغهاي للتعاون

تيانجين أول سبتمبر 2025 (شينخوا) اقترح الرئيس الصيني شي جين بينغ اليوم (الاثنين) مبادرة الحوكمة العالمية، داعيا الدول إلى العمل معا من أجل نظام حوكمة عالمية أكثر عدلا وإنصافا.

أدلى شي بهذه التصريحات في أثناء ترؤسه اجتماع "منظمة شانغهاي للتعاون بلس" في مدينة تيانجين المينائية شمالي الصين، حيث عقدت المنظمة أكبر قمة في تاريخها الممتد على مدى 24 عاما، بمشاركة قادة أكثر من 20 دولة ورؤساء 10 منظمات دولية.

وتعد مبادرة الحوكمة العالمية رابع مبادرة عالمية كبرى يقترحها شي خلال السنوات الماضية، بعد مبادرة التنمية العالمية، ومبادرة الأمن العالمي، ومبادرة الحضارة العالمية.

وسلط شي الضوء على خمسة مبادئ لمبادرة الحوكمة العالمية، وهي الالتزام بالمساواة في السيادة، والامتثال للسيادة الدولية للقانون، وممارسة التعددية، والدعوة إلى نهج يركز على الشعوب، والتركيز على اتخاذ إجراءات فعلية.

وقال شي إنه بينما لا تزال الاتجاهات التاريخية المتمثلة في السلام والتنمية والتعاون والمنفعة المتبادلة دون تغيير، فإن عقلية الحرب الباردة والهيمنة والحمائية لا تزال تطارد العالم، مضيفا أن التهديدات والتحديات الجديدة آخذة في الزيادة، وأن العالم دخل في مرحلة جديدة من الاضطراب والتحول.

وأوضح أن "الحوكمة العالمية وصلت إلى مفترق طرق جديد".

يوافق هذا العام الذكرى الـ80 للانتصار في الحرب العالمية ضد الفاشية والذكرى الـ80 لتأسيس الأمم المتحدة. وشدد شي على حماية مكانة الأمم المتحدة وسلطتها بحزم، وضمان دورها الذي لا يمكن الاستغناء عنه والرئيسي في الحوكمة العالمية.

وقال شي إن جميع الدول، بغض النظر عن حجم وقوة وثروة كل منها، شركاء متساوون وصناع قرار ومستفيدون من الحوكمة العالمية.

وأضاف "يجب ألا تكون هناك معايير مزدوجة، ولا يجوز فرض القواعد المحلية لبعض الدول على الدول الأخرى".

كما حث على بذل الجهود لمعالجة التحديات المشتركة التي تواجه البشرية بشكل أفضل، وتضييق الفجوة بين الشمال والجنوب بشكل أفضل، وحماية المصالح المشتركة لجميع البلدان بشكل أفضل.

وقال شي إنه يتعين على المنظمة لعب دور قيادي وأن تصبح نموذجا في تنفيذ مبادرة الحوكمة العالمية وأن تظل قوة استقرار في هذا العالم المضطرب.

وقال كين فيا، المدير العام لمعهد العلاقات الدولية في كمبوديا، إن منظمة شانغهاي للتعاون تقدم "بديلا مقنعا للعقلية الصفرية"، مؤكدا أهمية "الإصغاء بدلا من الإملاء، والتضامن بدلا من التفوق، والنمو المشترك بدلا من المكاسب المعزولة".

وقد توسعت منظمة شانغهاي للتعاون، التي تأسست في مدينة شانغهاي في يونيو عام 2001، من ستة أعضاء مؤسسين لتصبح أكبر منظمة إقليمية في العالم، حيث يغطي التعاون بينها أكثر من 50 مجالا، بإجمالي ناتج اقتصادي يقارب 30 تريليون دولار أمريكي.

وحث شي المنظمة على السعي نحو تعاون مفتوح في جميع أنحاء العالم. "علينا مواصلة هدم الحواجز، لا إقامتها؛ علينا السعي نحو التكامل، لا فك الارتباط. علينا تعزيز التعاون عالي الجودة في إطار مبادرة الحزام والطريق والسعي نحو عولمة اقتصادية شاملة ومفيدة للجميع".

وتعهد شي بأن الصين مستعدة لمشاركة الفرص المتاحة في سوقها الضخمة، وستواصل تنفيذ خطة العمل للتنمية عالية الجودة للتعاون الاقتصادي والتجاري داخل أسرة منظمة شانغهاي للتعاون.

تجاوزت استثمارات الصين في الدول الأعضاء الأخرى في منظمة شانغهاي للتعاون 84 مليار دولار أمريكي، وتجاوز حجم تجارتها الثنائية السنوية مع الدول الأعضاء الأخرى في المنظمة 500 مليار دولار أمريكي.

وأبرز شي أهمية تقاسم ثمار التقدم في مجال الذكاء الاصطناعي. كما دعا الدول ذات القدرات المعنية إلى المشاركة في مشروع محطة أبحاث القمر الدولية.

كما أكد شي ضرورة "معارضة الهيمنة وسياسات القوة بشكل لا لبس فيه"، وحث المنظمة على أن تكون ركيزة أساسية في تعزيز عالم متعدد الأقطاب وديمقراطية أكبر في العلاقات الدولية.

وأشاد المشاركون في الاجتماع بمبادرة الحوكمة العالمية حيث جاءت "في الوقت المناسب" وبصفتها "ملائمة"، وقالوا إنها تسهم بحكمة الصين وحلولها في القضايا الملحة التي تواجه العالم اليوم، كما أن الممارسة الناجحة لمنظمة شانغهاي للتعاون في التمسك بروح شانغهاي أرست نموذجا رئيسيا لتحسين الحوكمة العالمية.

وقال ظفر الدين محمود، المساعد الخاص السابق لرئيس الوزراء الباكستاني، إن المبادرة "حاجة ملحة وطموح مشترك للمجتمع العالمي".

وتوقع أن تحقق مبادرة الحوكمة العالمية الاستقرار والتسامح والسلام والشمول للعالم.

صور ساخنة