23 سبتمبر 2025/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ مرحبا بكم جميعا! أنا سيسي، وأعشق السفر. عندما يتساوى الليل والنهار، وتتموج سنابل الأرز الذهبية في الحقول الشاسعة، نستقبل حينها الاعتدال الخريفي، أو ما يعرف أيضا باسم "تشيوفن" في الصين، وهو الفصل الرابع من الفصول الشمسية. كلمة "فن" تعني التقسيم، مما يدل على أن فصل الخريف قد انتصف، حاملاً بين طياته الفلسفة الصينية القديمة للتوازن والانسجام. أنا حاليا في مدينة ووتشانغ بمقاطعة هيلونغجيانغ. تعالوا وانضموا لي كي نستمتع معا بهذا التقسيم الخريفي الشاعري، المليء بالجمال والخيرات.
في حقول ووتشانغ، يشير الاعتدال الخريفي إلى البداية النشطة للحصاد. حيث تنحني سنابل الأرز المثقّلة بحباتها على سيقانها، وعندما يهب نسيم الخريف، ترى هذه السنابل الذهبية وهي تتموج صعودا وهبوطا بشكل متألق وفي غاية التناغم. يتنقل المزارعون عبر حقول الأرز، حيث يمتزج هدير آلات الزراعة مع ضحكاتهم. هيا التقط حبة من الأرز، قم بإزالة قشرتها، وسوف ترى لونها المضيء بشكل رائع. قربها من أنفك، وستتمكن حتى من التقاط رائحتها الخفيفة والطازجة، وهذه طبعا أثمن مكافأة من الطبيعة لعامٍ كامل من العمل الدؤوب والشاق.
بينما تشهد حقول الأرز في ووتشانغ صخب حصاد هذا العام، فإن تقاليد الاعتدال الخريفي في الجهة الأخرى من العالم هي أيضاً في أبهى حلة لها. في كندا مثلا وخلال هذه الفترة، يخرج الناس في الهواء الطلق للتنزه للاستمتاع بأوراق الأشجار الحمراء المتوهجة، وهذا يتماشى تماما مع عادة "التنزه في الخريف" في الصين أيضا. أما في فرنسا، فيمثل حصاد العنب بداية موسم صناعة النبيذ، وذلك في تشابه كبير للتقاليد الصينية في تخمير نبيذ الأرز خلال عيد تشيوفن، حيث تبدي الثقافتان احترامًا عميقًا لإيقاعات الطبيعة.
"بينما تستعد طيور السنونو للمغادرة غدًا، يقف الخريف مقسومًا اليوم". يعد الاعتدال الخريفي موسمًا حاسمًا، حيث يظل جانب منه متشبثًا بدفء صيفه المتأخر، في حين يبدأ جانبه الآخر باستقبال فصله العميق. كما يُعد أيضًا علامة فارقة للحصاد، حاملاً معه كرم الأرض وتوقعات الناس بالخيرات الكثيرة.
كيف تبدو ملامح يوم الاعتدال الخريفي في المكان الموجود أنت فيه؟ هل تكون الشوارع مليئة بأوراق الجنكو الذهبية؟ أم رائحة الأرز الجديد الموجود على مائدة عشائك؟ شاركنا قصتك عن الخريف، ولنكتشف معًا المزيد من جمال تشيوفن!