الصفحة الرئيسية >> الأعمال والتجارة

تقرير اخباري: شركات صينية تجلب زخمًا جديدًا للأسواق العالمية

تقرير اخباري: شركات صينية تجلب زخمًا جديدًا للأسواق العالمية
تُظهر الصورة مشروع الطاقة الكهروضوئية بُني بواسطة شركة إنشاءات الطاقة الصينية في صربيا. (الصورة من شركة إنشاءات الطاقة الصينية)

تعتبر الصين وجهة رئيسية للاستثمار الأجنبي وأيضا دولة محورية في الإستثمارات الخارجية. ووفقًا لآخر الإحصائيات فإن الإستثمارات الصينية المباشرة في الخارج لسنة 2024 بلغت 192.2 مليار دولار، مما يمثل 11.9 في المئة من إجمالي الإستثمار العالمي، بزيادة قدرها 0.5 نقطة مئوية عن العام السابق، مصنفا ضمن المراكز الثلاثة الأولى في العالم لمدة 13 عامًا متتالية، وتمثل أكثر من 10% من حصة السوق العالمية لمدة 9 سنوات متتالية. بنهاية عام 2024، وصل رصيد هذه الإستثمارات للصين إلى 3.14 تريليون دولار، مما جعلها تظل ضمن المراتب الثلاثة الأولى على مستوى العالم لمدة ثماني سنوات متتالية.

قال وو سانتشيانغ، سكرتير مجلس إدارة شركة حاويات البحر الدولية الصينية بأن العولمة الاقتصادية اتجاه لا يمكن إيقافه، مضيفا: "إن دخول الشركات الصينية إلى الأسواق العالمية يتعلق بالمنفعة المتبادلة والنتائج التي تحقق الفوز للجميع. حيث نقدم إمدادات عالية الجودة، وفرص عمل، وإيرادات ضريبية للمجتمعات المحلية، بينما تحقق الشركات هي أيضا نمواً قوياً. سنستمر في الاستفادة الجيدة من الأسواق والموارد المحلية والدولية."

بعد أن بدأت تعمل في الخارج منذ عام 1997، أصبح لهذه الشركة الآن أكثر من 300 فرع في الخارج، حيث تضم مرافق تصنيع ومراكز بحث وتطوير فيما يقرب من 20 دولة ومنطقة، ويعمل بها حوالي 4,700 موظف أجنبي.

تلتزم الصين باتجاه العولمة الاقتصادية الصحيح، وتقوم بالحفاظ على استقرار سلاسل الإنتاج والإمدادات العالمية من خلال تعزيز التعاون الأكثر انفتاحا وواقعيا، مما يلعب دورا إيجابيا للنمو الاقتصادي العالمي. وفي عام 2024، حفز الاستثمار الخارجي للصين صادرات السلع المتصلة بمقدار 211 مليار دولار، بزيادة قدرها 13% سنويًا ما يمثل 5.9% من إجمالي صادرات السلع في البلاد. وسجلت الشركات الصينية في الخارج عائدات مبيعات بلغت 3.6 تريليون دولار ودفعت 82.1 مليار دولار كضرائب للدول والمناطق التي تعمل فيها، بينما قامت بتوظيف 5.021 مليون شخص، علما بأن نسبة 65.8 في المائة من هؤلاء العمال هم من الأجانب.

وفي هذا السياق أضاف وو سانتشيانغ بأن الاستثمارات الصينية تتجه بشكل متزايد نحو الأسواق الناشئة: "في السنوات الأخيرة، ظهرت تحولات جديدة في التوسع العالمي للمؤسسات الصينية، حيث انتقلت الاستثمارات من التركيز على الدول المتقدمة نحو الأسواق الناشئة مثل جنوب شرق آسيا والشرق الأوسط." مضيفا، أن شركتهم أنشأت مكتباً إقليمياً في الرياض وذلك بالتعاون مع الشركات التابعة لها مثل شركة CIMC للسيارات لدعم الانتقال الطاقي للسعودية.

من مجمع بافيليون دامانسارا هايتس في ماليزيا إلى طريق بيشاور-كراتشي السريع في باكستان ومطار تيشو الدولي في كمبوديا، تواصل مشاريع البنية التحتية التي أنشأتها الشركة الصينية الثالثة للهندسة والبناء التوسع بشكل مستمر في الأسواق الناشئة.

في هذا الصدد، قال فانغ تشيوتشين، رئيس جمعية المتعاقدين الدوليين في الصين: "في النصف الأول من هذا العام، ذهبت 60 في المائة من الاستثمارات الخارجية من المتعاقدين الصينيين إلى دول شريكة في مبادرة الحزام والطريق، وخاصة في جنوب شرق آسيا والشرق الأوسط وآسيا الوسطى، مما أعطى دفعة قوية لربط البنية التحتية الدولية"، وأشار إلى أن أولويات الاستثمار تتغير من الطاقة التقليدية نحو الطاقة المتجددة، مع زيادة مستمرة في الاستثمارات الخضراء، مما يفتح مساحة أوسع للتنمية.

تقوم شركة سينولونغ للمواد الجديدة، التي تتخذ من مدينة شيامن مقرًا لها، بتطوير وتصنيع أشرطة المكثفات فائقة النحافة، وهي مواد رئيسية لقطاع الطاقة الجديدة، وتشمل أعمالها أكثر من 40 دولة ومنطقة. في عام 2024، أنشأت الشركة أول قاعدة إنتاج لها في الخارج في إندونيسيا. وقال رئيس الشركة يانغ كينغجين: "هذا يسمح لنا بالاستجابة بشكل أسرع لاحتياجات العملاء في جنوب شرق آسيا، مما يعزز تنافسيتنا العالمية وتأثير علامتنا التجارية."

يسعى عدد متزايد من الشركات الصينية بنشاط للخارج لاستكشاف أسواق جديدة. في نهاية عام 2024، أسس المستثمرون الصينيون 52 ألف شركة في 190 دولة ومنطقة، بما في ذلك 19 ألف في الدول الشريكة في مبادرة الحزام والطريق، وقد كانت أعمالها جيدة بشكل عام، حيث أن 70% من هذه الشركات حققت أرباحا جيدة أو حافظت على هوامش ربح مستقرة.

في كازاخستان، أصبحت مجموعة ألور نجمًا صاعدًا في صناعة السيارات المحلية، حيث زاد الإنتاج والمبيعات بشكل مستمر سنة بعد سنة. قال ممثل من شركة جنريتك الدولية القابضة: "منذ الاستثمار في مجموعة ألور، أدخلنا إلى كازاخستان علامات تجارية صينية مثل جاك وجيتو وهونغتشي."

وفي السابع من سبتمبر بالتوقيت المحلي، كشفت شركة "كاتل" الصينية العملاقة لتصنيع البطاريات عن تقنية سلامة البطاريات NP3.0 في مدينة ميونيخ. وقد قامت هذه الشركة بإنشاء ثلاثة قواعد إنتاج رئيسية في ألمانيا، والمجر، وإسبانيا. من ابتكار نماذج جديدة لتبديل البطاريات إلى تحقيق اختراقات في تقنيات إعادة التدوير، تحظى الشركة باعتراف متزايد بين صانعي السيارات الأوروبيين بفضل قوتها الفريدة.

مع استمرار ترقية الهيكل الصناعي في الصين، فإن المنتجات عالية التقنية، والمعدات المتقدمة، والبضائع الخضراء ومنخفضة الكربون أصبحت عاملاً جديداً لنمو التصنيع الصيني في الخارج.

مع القوة طويلة الأمد في البحث والتطوير المستقل والمجموعات الصناعية، تنتقل المزيد من الشركات الصينية من مجرد تصدير المنتجات إلى تصدير العلامات التجارية ورأس المال والتكنولوجيا، مما يوسع حضورها العالمي ويؤمن فرص تطوير أكبر. من خلال التوجه للخارج، لا تقوم الشركات الصينية فقط بتوسيع آفاقها الخاصة، ولكنها كذلك تضخ دفعة جديدة في الأسواق العالمية.

تظهر الصورة موظفة في قاعدة تصنيع التلفزيونات لعملاق الأجهزة المنزلية الصينية TCL "تي سي أل" في مانووس بالبرازيل وهي تتحقق من تشغيل المعدات. شو هايلين/ صورة الشعب
تُظهر الصورة شاحنة كهربائية من صنع شركة بي واي دي الصينية وذلك في معرض IAA للنقل في مدينة هانوفر بألمانيا. ليو خه/ صورة الشعب

صور ساخنة