الصفحة الرئيسية >> التبادلات الدولية

مقابلة : خبير مصري: مبادرة الحوكمة العالمية الصينية تمثل "مظلة" لنظام دولي أكثر عدلا

/مصدر: شينخوا/   2025:09:24.08:54

القاهرة 22 سبتمبر 2025 (شينخوا) أكد الدكتور الصاوي الصاوي أحمد، أستاذ الفلسفة المصري وخبير الشؤون الصينية، إن مبادرة الحوكمة العالمية التي اقترحتها الصين مؤخرا تقدم إطارا عمليا "لتوحيد العالم تحت مظلة واحدة" والمضي قدما نحو نظام عالمي أكثر عدلا في ظل تنامي الاضطرابات وعدم المساواة بين الدول حول العالم.

وفي مقابلة حديثة مع وكالة أنباء ((شينخوا))، وصف أحمد، مؤسس صالون "الصين في عيون المصريين" بالمركز الثقافي الصيني في القاهرة، مبادرة الحوكمة العالمية بأنها "من أهم المبادرات الصينية"، حيث تهدف إلى جمع الدول تحت إطار فريد وعادل من القانون والحوكمة، مؤكدا أنها تعكس مبادئ الصين الراسخة في المنفعة المتبادلة والتنمية المستدامة المشتركة والتعاون المربح للجميع.

وأعرب أستاذ الفلسفة بجامعة بنها المصرية عن إعجابه الشديد بهذه المبادرة، مشيرا إلى أنها "تهدف إلى جمع العالم كله تحت مظلة واحدة من القانون والحوكمة وتغطي العديد من المجالات مثل الاقتصادية والدبلوماسية والصناعية والتكنولوجية والإنسانية".

وترتكز مبادرة الحوكمة العالمية، التي أطلقت في الأول من سبتمبر الجاري خلال قمة منظمة شانغهاي للتعاون في مدينة تيانجين الصينية، على خمسة مبادئ أساسية وهي المساواة في السيادة، وسيادة القانون الدولي، والتعددية، والنهج المتمحور حول الشعب، واتخاذ إجراءات حقيقية.

وأشار الخبير المصري أن توقيت المبادرة يأتي في ظل تشابك الأزمات العالمية من تفاقم عدم المساواة وتغير المناخ إلى الصراعات الإقليمية والنزعة الأحادية، مما يكشف عن قصور عميق في نظام الحوكمة العالمي الحالي.

ولفت أحمد إلى أن "الهدف الرئيس لمبادرة الحوكمة العالمية هو إنساني، ما يميزها عن العديد من المبادرات الغربية التي غالبا ما تخدم مصالح ذاتية ضيقة"، مستندا إلى خبرة امتدت لعقدين من الاهتمام بالشأن الصيني، حيث زار الصين عدة مرات، وانتهى مؤخرا من تأليف كتاب بعنوان "حكايتي مع الصين".

وتطرق أستاذ الفلسفة المصري إلى مبدأ المساواة في السياسة الصينية، قائلا إن "الصين لا تميز بين الدول، فهي تتعامل مع جميع الشعوب على أساس المساواة، وتمد يدها للجميع، حتى لأولئك الذين لا يتفقون معها"، مؤكدا أن مبادرة الحوكمة العالمية تسعى إلى إقامة علاقات سياسية دولية قائمة على العدالة والمساواة، مما يقود بدوره إلى تعاون اقتصادي مثمر بين دول العالم المختلفة.

وفيما يتعلق بالمبادرة والجنوب العالمي، قال أحمد إن الصين دأبت على إعطاء الأولوية لتنمية التعاون بين بلدان الجنوب من خلال المشاريع المشتركة ودفع التصنيع ونقل التكنولوجيا دون شروط، موضحا أن مبادرة الحوكمة العالمية تهدف إلى تحقيق المساواة والتعاون بين الشمال والجنوب وجسر الفجوات القائمة اليوم.

وبالنسبة للشرق الأوسط، قال أحمد إن المبادرة رغم ما تواجهه المنطقة من تحديات بسبب "الصراعات الممتدة والتدخلات الخارجية" يمكن أن تفيد دولها عبر تكييف مبادئ المبادرة مع خصوصياتها المحلية، داعيا الدول العربية إلى دراسة المبادرة بعناية من خلال فهم الرؤية الحقيقية للصين وإدراك خصائصها وقواعدها وقيمها ومبادئها حتى يمكنها تحقيق اقصى استفادة منها.

وتوقع استاذ الفلسفة المصري تعاون أقوى بين الدول العربية والصين خلال القمة الصينية-العربية الثانية المقرر عقدها في الصين في عام 2026، مشيرا إلى أنه من المرجح أن تعزز هذه القمة التعاون السياسي والاقتصادي والاستثماري بين الجانبين، فضلا عن دعم الحقوق الفلسطينية.

واختتم الأستاذ المصري حديثه بالتأكيد على الروح التعددية لمبادرة الحوكمة العالمية، قائلا إنها "قائمة على التعددية والمساواة" دون تمييز بين الدول.

وأشار إلى أن المبادرات العالمية الأربع التي طرحتها الصين سابقا -- مبادرة الحزام والطريق، ومبادرة التنمية العالمية، ومبادرة الأمن العالمي، ومبادرة الحضارة العالمية -- "تكمل بعضها البعض، فيما تأتي مبادرة الحوكمة العالمية لربطها معا في إطار واحد، من أجل بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية".

صور ساخنة