نيويورك 23 سبتمبر 2025 (شينخوا) أعرب رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ يوم الثلاثاء عن استعداد الصين للعمل مع جميع الأطراف لتعزيز تنفيذ مبادرة التنمية العالمية وتسريع تنفيذ أجندة الأمم المتحدة 2030 للتنمية المستدامة بهدف تنشيط التنمية على الصعيد العالمي.
جاءت تصريحات لي خلال اجتماع رفيع المستوى نظمته الصين بشأن مبادرة التنمية العالمية بمقر الأمم المتحدة في نيويورك.
حضر الاجتماع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ورئيس كازاخستان قاسم جومارت توكاييف، ورئيس العراق عبد اللطيف رشيد، ورئيس أنغولا جواو لورينكو، ورئيس وزراء أنتيغوا وباربودا غاستون براون، ورئيس وزراء باكستان شهباز شريف، ورئيس وزراء النيجر علي محمد الأمين زين، إلى جانب وزراء ومسؤولين من أكثر من 30 دولة ورؤساء منظمات دولية.
وفي كلمته، ذكر لي أن الرئيس الصيني شي جين بينغ قد طرح مبادرة التنمية العالمية في الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2021، والتي تركز على المصالح الأوسع للبشرية، ودعا جميع الأطراف إلى الالتزام بستة مبادئ أساسية لعبت دورا هاما في دفع التنمية المشتركة.
وأكد أن أكثر من 130 دولة ومنظمة دولية قد شاركت في آلية تنفيذ هذه المبادرة المهمة، التي وصفها بأنها منفعة عامة دولية ذات شعبية واسعة.
وحذر رئيس مجلس الدولة من تصاعد النزعة الأحادية والحمائية مؤخرا، مما يعرقل التعاون الدولي في مجال التنمية ويضعف زخم النمو الاقتصادي العالمي.
ولحل هذه المشكلات، دعا لي إلى تكثيف الجهود تركيزا على التنمية، والعمل بشكل كامل على تعزيزها، والتكاتف لزيادة حجم "كعكة" التنمية بناء على عدة محاور.
أولا، دعا لي إلى توفير بيئة دولية مستقرة ومنفتحة للتنمية، والحفاظ معا على النظام الدولي بقيادة الأمم المتحدة، والتمسك بمبادئ التعددية والتجارة الحرة، والسعي لبناء اقتصاد عالمي مفتوح.
ثانيا، دعا إلى بذل جهود لبناء شراكة تنموية متوازنة وشاملة، ومراعاة احتياجات الدول النامية بشكل أكبر، والعمل بنشاط على معالجة عدم التوازن والقصور في التنمية.
ثالثا، حث لي على العمل على تطوير محركات ابتكارية وتنموية موجهة نحو المستقبل، وتعزيز التعاون الدولي في مجال الابتكار العلمي والتكنولوجي، مع التصدي لمحاولات "إقامة الأسوار والحواجز"، وضمان أن تعود نتائج الابتكار والتنمية بالفائدة على العالم ككل.
رابعا، دعا لي إلى تحقيق تنمية أكثر استدامة وخضراء وأقل من ناحية الانبعاثات الكربونية، وتعزيز التنسيق الدولي في مجالات الطاقة الجديدة والقطاعات الصناعية الأخري. وأكد على أهمية العمل الجماعي لتحقيق تنمية أكثر استدامة تقوم على التعايش المتناغم بين الإنسان والطبيعة.
وأشار رئيس مجلس الدولة الصيني إلى أن الصين ستظل دائما داعمة ومحفزة للتنمية المشتركة، وستتخذ إجراءات أكثر فعالية، وستتحمل مسؤوليتها بشكل كامل. كما ستواصل زيادة استثماراتها في التنمية العالمية، وتعزيز التعاون العلمي والتكنولوجي لتمكين التنمية العالمية، ودعم التحول الأخضر في التنمية العالمية بنشاط.
ولفت إلى أن الصين، كدولة نامية كبرى مسؤولة، لن تسعى للحصول على معاملة خاصة وتفضيلية جديدة في مفاوضات منظمة التجارة العالمية سواء الحالية أو المستقبلية.
وقال إن الحكومة الصينية طرحت مبادرة التعاون الدولي "الذكاء الاصطناعي بلس" وترحب بالمشاركة الفعالة من جميع الأطراف.
وأعرب عن استعداد الصين لتعميق التعاون الإنمائي العالمي مع جميع الدول استنادا إلى مبادرة التنمية العالمية، والعمل معا على خلق مستقبل أكثر ازدهارا وجمالا للعالم.
من جانبهم، أعرب المشاركون عن دعمهم للمبادرات العالمية الأربع الكبرى ومبادرة الحزام والطريق التي اقترحها الرئيس شي، مشيدين بالنتائج المثمرة للتعاون في إطار مبادرة التنمية العالمية، ومشيدين أيضا بالدور النموذجي والريادي الذي تلعبه الصين في عملية إصلاح منظمة التجارة العالمية، ورحبوا بالمبادرة الصينية الجديدة للتعاون الدولي في مجال الذكاء الاصطناعي.
كما أشاروا إلى اتساق رؤية الصين وممارساتها مع مقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، مؤكدين على ضرورة التمسك المشترك بالتعددية، وإصلاح وتحسين الحوكمة العالمية، وتعزيز التنمية المنفتحة والشاملة، وحماية المصالح المشتركة للمجتمع الدولي، ولا سيما دول الجنوب العالمي.
وفي بيان صدر في الاجتماع، أعاد الأطراف التأكيد على التزامهم بإعطاء الأولوية للتنمية، وتعزيز التعاون في إطار مبادرة التنمية العالمية، والعمل معا لتنفيذ أجندة الأمم المتحدة 2030 للتنمية المستدامة.