3 يونيو 2025/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ في السنوات الأخيرة، وفي إطار البناء المشترك لمبادرة "الحزام والطريق" ومنتدى التعاون الصيني ـ الأفريقي، التزمت الصين دائمًا بمبادئ الإخلاص والنتائج الملموسة والتقارب وحسن النية، ونفّذت بنشاط تعاونًا متبادل المنفعة ومربحًا للجميع مع الدول الأفريقية. ونشأت حدائق صناعية حديثة ومدن علمية وتكنولوجية من المغرب في شمال أفريقيا، إلى زامبيا في وسط وجنوب أفريقيا، إلى إثيوبيا في شرق افريقيا. كما عززت الشركات الصينية بفعالية تدريب الكفاءات المحلية والارتقاء بالصناعة، وأضاءت آفاق الشباب، وضخّت زخمًا قويًا في عملية التصنيع وتنمية التنوع الاقتصادي في الدول الأفريقية.
شيدت شركة الجسور والطرق الصينية مدينة محمد السادس طنجة – تيك في المغرب. ومنذ تشغيلها رسميًا في فبراير 2023، وقّعت ما يقرب من 30 شركة عقودًا للاستقرار في المدينة، باستثمار إجمالي يقارب 3 مليارات دولار أمريكي. واستقرت شركة سنتوري للإطارات في مدينة طنجة – تيك في أكتوبر من العام نفسه. وبحلول 30 سبتمبر 2024، خرجت أول دفعة من منتجات الإطارات من خط الإنتاج، ولم يستغرق بناء مصنع ذكي للإطارات سوى 11 شهرًا.
"بعد تخرجي من الجامعة، بحثتُ عن وظائف عديدة، لكنها لم تكن دائمًا مناسبة لتخصصي. ولم أشعر بفرصة العمل إلا بعد أن سمعتُ أن شركة صينية ستبني مصنعًا للإطارات." قال أمير، مشرف ورشة الإنتاج في شركة سنتوري للإطارات (المغرب) المحدودة، إنه بعد انضمامه إلى سنتوري، بدأ متدربًا عاديًا. "يُرشد المعلمون الصينيون بصبر، ويُعلّمون حتى أبسط الحركات مرارًا وتكرارًا." في إحدى المرات، تعطلت معدات الورشة فجأةً، عمل المعلم مع أمير لساعاتٍ في منتصف الليل حتى أُزيل العطل. قال أمير إنه في تلك اللحظة أدرك تمامًا ما كان المعلم يردده دائمًا: "التقنية مهارةٌ مهمة، ويجب تعلّمها بإتقان".
يقود أمير اليوم فريقًا يضم أكثر من 50 شخصًا، مسؤولًا عن صب الإطارات وفحص الجودة. ويُشاهد أمير الإطارات المُعتمدة تُحمّل في الحاويات، والشاحنات المُحمّلة بالإطارات وهي تخرج من المصنع متجهةً إلى الرصيف، والابتسامة مرسومة على وجهه. يعلم أمير أن مستقبله قد ترسخت جذوره هنا.
أدى وصول الشركات الصينية إلى توطيد أواصر التعاون بين المغرب والصين. وصرح فتح الله ولعلو، وزير الاقتصاد والمالية المغربي السابق، بأنه في إطار البناء المشترك لمبادرة "الحزام والطريق"، تُسهم الشركات الصينية في خلق المزيد من فرص العمل عالية المهارة في المنطقة، مما يُحسّن السلسلة الصناعية المغربية بشكل أكبر، ويوفر فرصًا غير مسبوقة للتنمية الوطنية.