11 يونيو 2025/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ يثير دوري جيانغسو الممتاز بمقاطعة جيانغسو اهتماما واسعا بين جمهور كرة القدم في الصين، وفاقت شعبيته توقعات المحللين ووسائل الإعلام. حيث تدفّق المشجعون بأعداد كبيرة من عدة مدن على غرار نانجينغ، وشوتشو، وتشانغتشو إلى ملاعب الدوري. وتشكّلت مجموعات الأحباء المناصرين للتنقل مع فرقهم من ملعب إلى آخر.
دوري جيانغسو ليس دوريا احترافيا تقليديا، بل يعد فعالية للهواة بتنظيم مشترك من مكتب الرياضة في مقاطعة جيانغسو وثلاث عشرة بلدية ضمن المقاطعة. وتتناوب المدن الـ13 المشاركة على استضافة المباريات، لتتحول كل مدينة إلى ساحة رياضية تمثل نفسها وتستعرض هويتها، في مفهوم يدمج بين المنافسة والترويج الحضري.
ورغم أن غالبية اللاعبين المشاركين من غير المحترفين، فإن الحماس الجماهيري الهائل يؤكد مدى جاذبية الحدث. ووفقًا لبيانات صادرة عن مكتب الرياضة في مقاطعة جيانغسو، فقد جذبت المباريات الـ18 التي أُقيمت منذ انطلاق البطولة في 10 مايو أكثر من 190 ألف مشجع، بمتوسط يزيد عن عشرة آلاف متفرج لكل مباراة، وهو رقم يتجاوز ما تسجله العديد من الدوريات المحترفة.
النجاح اللافت للدوري يعكس نموذجا متكاملا لترويج التنمية المشتركة للرياضة والسياحة والثقافة في مختلف المناطق خلال الأعوام الأخيرة. فكل مدينة تستضيف إحدى الجولات لا تقتصر على تنظيم الحدث الرياضي فحسب، بل تغلّف المباريات بعناصر ثقافية وإبداعية محلية، وتقدّم أطعمتها التقليدية وتقيم احتفالات شعبية، ممّا يحوّل مباريات كرة القدم إلى مهرجان شعبي ينبض بالحيوية، ويسهم في تنشيط الاقتصاد الثقافي المحلي وتحفيز الطلب على الخدمات.
وتظهر بيانات شركة "ميتوان ترافل" تصدّر مدينة نانجينغ لقائمة الوجهات الأكثر جذبا للسياحة الثقافية خلال مهرجان قوارب التنين هذا العام. كما استمر الطلب المرتفع على السياحة الثقافية في المقاطعة بعد انتهاء المهرجان. إذ ارتفعت حجوزات المواقع السياحية في الفترة من 2 إلى 8 يونيو بنسبة 305% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
وكشفت بيانات شركة "تشونار ترافل" ارتفاع حجوزات الفنادق في جيانغسو خلال الفترة من مايو إلى أغسطس بنسبة 21% عن العام السابق. وصرّح أحد المسؤولين في معهد " تشونار" لأبحاث البيانات الضخمة بأن دمج السياحة بالرياضة والثقافة قد أصبح نمطا تجاريا جديدا خلال السنوات الأخيرة.
وبحسب الاحصاءات، فإن غالبية جمهور "دوري جيانغسو الممتاز" تأتي من داخل المقاطعة نفسها. مما ينعكس بصورة مباشرة على معدلات استهلاك الإقامة، والمطاعم، والأنشطة السياحية، ويعزز الحركة الاقتصادية في المناطق المستضيفة، ليتحول إلى محرّك فعّال ومبتكر لنمو السياحة الثقافية المحلية.